في "يظنون أنهم يحسنون".. حلول لمواجهة العقبات التى تقف في طريق الزواج محيط إيمان الخشاب ناقش الدكتور مسعود الغامدي من خلال برنامجه "يظنون أنهم يحسنون " على قناة الرسالة الفضائية ، العقبات التى تقف في طريق الزواج هذه الأيام ، وكان ضيف الحلقة الشيخ عادل بن سالم االكلباني. ولتوضيح الأمر اتخذ الكلبانى سورتى النور والأحزاب اللتين يتناولان موضوع الزواج ومعوقاته ، ثم أشار الى ضرورة أن يسعى المسلم للزواج الذى سيكون سبباً فى عون الله له والتكفل برزق زوجته وابنه فى المستقبل . فى البداية قال الغامدي: كالعادة نتناول فى برنامجنا موضوع من الموضوعات التي يسيء فيها الناس التصرف ويظنون أنهم أحسنوا ،ثم يتضح بعد دراسة هذا الفعل أو القول أو التصرف أن النتيجة خطأ . موضوعنا اليوم هو عقبات في طريق الزواج ، حيث هناك الكثير من المفاهيم التي انتشرت بين الناس بما يتعلق في موضوع الزواج ،كثير من هذه العراقيل يفعلها الناس على سبيل أنها شيء طيب يعني يظنون أنهم يحسنون، لكن سيتضح من خلال بعض التفاصيل أنهم يخطئون في ذلك. ثم تحدث الشيخ عادل الكلباني وقال : إذا تأملت في سورتين من سور القرآن الكريم الأولى سورة الأحزاب والثانية سورة النور. الموضوع في سورة الأحزاب قريب من موضوع سورة النور وهو الزواج ومعوقاته ومشكلاته. والملفت للنظر في سورة الأحزاب أن الله سبحانه وتعالى حين تكلم عن المعركة نفسها قال {إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا} هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا} ، وفي السورة نفسها جاء الأمر بالحجاب وجاء الأمر بالسؤال من وراء الحجاب وغض الصوت وجاء الأمر بالتقوى وقرار المرأة في بيتها . وفي سورة النور جاء الأمر أيضاً بنكاح الأيامى وعدم نشر الفاحشة وعدم ذيوع الفاحشة . ثم جمع الشيخ الكلبانى بين السورتين وموضوع الحلقة قائلاً: والآن أجمع بين الأسمين (الأحزاب والنور ) حتى يكون مدخل حلقتنا فالأحزاب ممكن ان يكونوا ممن يتكلمون بألسنتنا أى بني جلدتنا أو يكونوا من أعداءنا الخارجين ، لكن المؤكد ان أعداء الإسلام الآن الظاهرين والباطنين كلهم يشنون حرباً شعواء على الاسلام من خلال الأسرة المسلمة، فهم يريدون أن يهلكوا بيوتنا يريدون أن يهدموا أمتنا من حيث الأسرة من الأب والأم. وأضاف الشيخ : لكن اذا أردت أن تسير على الطريق لابد أن تحمل مشعلاً يكون لك نوراً ، هذا المشعل فى سورة النور التى أوضحت لنا كيف نواجه الحرب الشعواء التي يشنوها الأعداء علينا {وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ} نفهم من ذلك أن الفقر أعظم معوقات الزواج {وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ} (سورة النساء) ، فالله سبحانه وتعالى لا يريد العند بالمسلم فقد أحل له أن يتزوج بالأمى المملوكة إذا لم يستطع أن يتزوج حرة ،فالحرب الشعواء الآن موجه لاشك للشباب أو على الشباب حتى لا يستطيعوا أن يكونوا أسرة مسلمة لأن الأسرة هي الأساس الصحيح للشاب المسلم ، لن يكون هناك شباب مسلمين متقين مجاهدين دعاة مصلحين إلا إذا نشؤ في أسر مسلمين محافظة مستقرة. ويضيف الشيخ الكلباني: دققوا فى الآية {وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ} سورة النور، ففى حالة مثلاً قيام جمعية خيرية بمساعدة الشباب فى الزواج ، بالتأكيد هذه الجمعية ليست مسئولة عن مستقبل الشاب بعد الزواج ، ولكن مجرد مساعدته فى الزواج فتحت له باب للرزق كيف ؟ لأن الابن الذي سيأتي رزقه مكفول لأن الزوجة رزقها مكفول وهكذا، الرزق مربوط بالإنكاح لا بالتأمين قبل الإنكاح {وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ} ولم تقل الآية سوف يغنهم الله أو سيغنيهم الله لاحظ لم يأتي بسوف ولا بالسين بل "يغنيهم الله" على وتيرة {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} سورة البقرة، معناها استجابت الدعوة وهكذا إن كنت فقيراً أغنيتك. ومن حقوق العباد على الله سبحانه وتعالى ان الذي يريد أن يحصن فرجه بالنكاح ، حق على الله أن يعينه وليس الإعانة فقط أن يأمن له وظيفة أو غيرها ، بل الإعانة شاملة كل جوانب الإعانة. وأوضح الكلبانى أننا نضع العقبات بأنفسنا أمامنا من خلال وضع خطة مستقبلية ، ماذا ستصنع إذا جاءك أولاد؟ ماذا تصنع إذا مرض؟ ماذا ستصنع؟ ماذا سيحصل؟ ، مشيراً الى ان كل هذا يجب ان نتركها لله ، أما أنت عليك اليوم ماذا ستفعل اليوم؟ اليوم ما هي مشكلتك؟ . ثم توجه مسعود الغامدي للشيخ الكلبانى بالسؤال : هل زوج الرسول عليه السلام رجلاً بما معه من القرآن؟ وكانت الاجابة : (نعم زوجه) وأضاف الكلبانى : أنا قلت لابد أن نكون نحن واقعين، الإسلام من أهم ميزاته أنه كان ديناً واقعياً يعني لم يأتي بمثاليات لا يستطيع تطبيقها . ولكن على الشخص المتقدم ان يكون لديه بعض ما يستطيع أن يواجه به أو يستحق بها ، فمن حق الأب أن يشعر أنه لم يسلم البنت إلى شيء مجهول. ثم توجه الغامدى مرة اخرى بالسؤال الى الكلبانى : ما رأيك فيمن يختارون الزوج وهمهم الأكبر ان يكون هذا الزوج عنده مال وقد لا يسألون عن أخلاقه ولا عن دينه أحياناً ؟ عادل الكلباني: هؤلاء يريدون تأمين المستقبل للبنت ولا يأمن المستقبل إلا الله سبحانه وتعالى ، فالمستقبل بيدي الله جملة وتفصيلاً ولا تدري نفس ماذا تكسب غداً ولا تدري نفس بأي أرض تموت . ثم سرد الكلبانى أمثلة لأغنياء كان لديهم المليارات والملايين ثم أصبحوا فقراء مساكين ، والعكس كثير من الفقراء اصبحوا أغنياء ،مشيراً الى أن الأمهات اللاتي يبحثون عن زوج غنى لبناتهن لابد انهن مروا بمثل هذه الظروف إلى أن أغناها الله وتيسرت. وختم كلامه بأن الحياة ليس من الضرورى أن تبدأ بملاعق من ذهب وتتواجد كل متطلبات المعيشة ، ولكن على الإنسان ان يسدد ويقارب سددوا وقاربوا .