علماء الإسلام يرحبون بمنع "الموالد" ويطالبون بتحويلها لمؤتمرات علمية تنظيم الموالد أمر مطلوب
القاهرة : أثار قرار د. عبد العظيم وزير محافظ القاهرة بمنع الاحتفالات "بالموالد" في شوارع المحروسة أو السرادقات والاكتفاء بأن تكون داخل المساجدردود فعل واسعة مما فتح الباب للحديث عن أهمية مناقشة موضوع ما يحدث في الموالد ومدي مناسبة ما يحدث مع تاريخ الشخصية التي يحتفي فيها.
العلماء ناقشوا القضية من حيث أهمية الاحتفال من عدمه وكيف يكون الاحتفال مناسباً وماذا إذا لو كان الولي أو الشيخ حياً ورأي الاحتفال ماذا يكون رأيه، وذلك على نحو ما نشر في التقرير الذي كتبه الصحفي فريد إبراهيم لجريدة الجمهورية القاهرية المستقلة.
حيث أكد الدكتور محمود داوود استاذ الدراسات الإسلامية بجامعة قناة السويس : ان الاحتفال بالذكريات الطيبة امر حسن وطيب لانه يحدد المعاني العظيمة فيها وتجديد الذكري من شأنه ان يبعثها حية كنموذج ومثال يسعي الناس للاحتذاء به وتمثله لذا فالاحتفال بالمولد النبوي مهم لان اول من احتفل به الرسول نفسه حيث كان يصوم يوم الاثنين فلما سئل عن هذا قال : هذا يوم ولدت فيه كما أنه احتفل بذكريات أخري عندما ذهب الي المدينة ووجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسأل عن ذلك فقالوا أنه يوم نجي الله فيه موسي واغرق فرعون فقال نحن اولي بموسي منهم لان احياني الله الي العام القادم لأصومن التاسع والعاشر.. اي أنه قرر الاحتفاء بنجاة موسي الذي يمثل الحق وغرق فرعون الذي يمثل اندحار الباطل إذن الاحتفال بالذكريات الطيبة من السنة لانها تجدد الطاقة الايمانية داخل المسلم.
ولكن كيف يكون هذا الاحتفال هذا مايجيب عليه الدكتور جمال الدين حسين بقوله إن المشكلة في الاحتفال بالذكريات والشخصيات التي لها اسهاماتها الطيبة انها كثيراً ما تخرج عن هدفها فعندما احتفي بمولد رسول الله صلي الله عليه وسلم لابد أن يكون هدفي هو إعادة الناس الي سنة هذا النبي العظيم الذي كان خلقه القرآن أي كان قرآنا يمشي علي الارض وكان له جهاده وصبره في نشر الدعوة لو حاول انسان ان يتمثله في عمله ولحقق نجاحات عظيمة وحقق للامة الرقي والتقدم لانه سيكون دءوبا مجتهداً صبوراً غير مضيع لوقته أو وقت الآخرين غير مضيع لنفسه أو مضيع للآخرين. مظاهر غير مقبولة في الموالد الدينية
اما إذا احتفلنا بمولود رسول الله وكان همنا الحلوي التي توزع أو الفللكور الذي نراه احيانا نكون قد خرجنا عن الهدف الاساسي من الاحتفال ويصبح ما نصنعه من اسباب التأثيم للمسلم لانني احتفي برسولي بما لايليق بي وبما يوقعني فيمن يلومهم رسول الله صلي الله عليه وسلم كذلك عندما احتفي بشخصية كصلاح الدين الايوبي مثلاً أو عرابي أو غيرهما أو السيد البدوي فلابد أن نتذكر تاريخ هؤلاء الرجال الذين قدموا دينهم واوطانهم علي انفسهم فتركوا وراءهم اثراً وذكري واعمالاً خالدة.
الدكتور حمدي طه الاستاذ بجامعة الأزهر يدعو الي الاحتفال بشرط تنقية هذه الاحتفالات من كل ما يسيء اليها بل يدعو الي تحويلها الي ندوات ومؤتمرات علمية ودعوية تأخذ بأيد الناس الي نور العلم والايمان والوعي بروح الدين وجوهره ونشر روح التضحية وهي روح انتهت وغابت وروح الايثار التي غلبت عليها روح الاثره فإذا نجحنا في ذلك حققنا هدفا عظيما وغاليا يحقق التنمية للوطن والسلام والأمن للمواطنين.
ويضيف الدكتور حمدي طه : ان تاريخ الاحتفاء بالذكريات الطيبة تاريخ طيب والهدف كان نبيلاً إلا أن تطور الزمن وما بعد العهد حول الامر الي شكليات لاعلاقة لها بالجوهر فالمعروف أن ما يتم من خدمة كما يسميها الصوفية وهو تقديم الطعام للناس في الاحتفالات في حقيقته هو التآسي بما أمر به رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي قال : "افشوا السلام واطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام" وبعد فهل تتطور الموالد الي حلقات للعلم والدرس تسمي بالروح وتقوي الهمم وتدفع الي الانتاج والتنمية وتعيد للامة روحها الوثابة التي اقامت بها حضارة عريقة ادهشت العالم في وقت قصير.