الأرصاد تحذر من ذروة موجة حارة تضرب القاهرة    «موعد أذان المغرب».. مواقيت الصلاة اليوم السبت 26 يوليو 2025 في القاهرة والمحافظات    قائمة الجامعات الأهلية المعتمدة في تنسيق 2025.. دليل شامل للطلاب الجدد    سعر صرف الدولار في البنوك المصرية صباح اليوم السبت 26-7-2025    أسعار الخضروات اليوم السبت 26 يوليو في سوق العبور للجملة    مطار مرسى علم يستقبل 184 رحلة من 15 دولة أوروبية الأسبوع الجاري    أولها رحمة وآخرها جحيم، جيش الاحتلال يمنح نتنياهو 3 حلول لمواجهة "عناد" حماس في غزة    كيم جونج أون لجيشه: يجب الإستعداد ل«حرب حقيقية في أي وقت»    الكونجرس الأمريكي: 75% من سكان غزة يواجهون مجاعة عقب الحصار الذي فرضه نتنياهو    تنسيق 2025.. موعد المرحلة الأولى لطلاب الثانوية العامة وأسماء الكليات المتاحة لكل شعبة (تصريحات خاصة)    حالة المرور اليوم، سيولة مرورية نسبية وأحجام محدودة في محاور القاهرة الكبرى    سيولة مرورية بالطرق السريعة بالقليوبية اليوم 26 يوليو 2025    تعرف شخصية ليلى زاهر في مسلسل وادي وبنت وشايب    تعرف على موعد عرض أولى حلقات مسلسل « قهوة 2» ل أحمد فهمي    توفيق الحكيم، كره المرأة بسبب هدى شعراوي وعبد الناصر كان يعتبره "الأب الروحي"    «لو ابنك بلع مياه من حمام السباحة؟».. خطوات فورية تحميه من التسمم والأمراض    «خبراء يحذرون»: لا تغلي «الشاي مع الحليب» لهذا السبب    «لماذا ينصح بتناول لحم الديك الرومي؟»... فوائد مذهلة لهذه الفئات    الأهلى يزاحم الهلال على ضم نونيز من ليفربول    رابطة الأندية توجه الدعوة لأبو ريدة لحضور قرعة الدوري    الدفاع الألمانية تستعين بأسراب «صراصير» للتجسس والإستطلاع    دعاء الفجر.. اللهم إنا نسألك فى فجر هذا اليوم أن تيسر لنا أمورنا وتشرح صدورنا    "الحشيش حرام" الأوقاف والإفتاء تحسمان الجدل بعد موجة لغط على السوشيال ميديا    أسفار الحج (9).. زمزم والنيل    أجندة البورصة بنهاية يوليو.. عمومية ل"دايس" لسداد 135 مليون جنيه لناجى توما    سعر الذهب اليوم السبت 26 يوليو 2025.. الجنيه الذهب ب37040 جنيها    خدمة جوجل فوتو تضيف أدوات لتحويل الصور القديمة إلى مقاطع فيديو متحركة    أبو حلاوة يا تين.. عم محمود أقدم بائع تين شوكى فى مصر عمره 65 سنة.. فيديو    اليوم، انطلاق امتحانات الدور الثاني لطلاب الابتدائي والإعدادي والثانوي    بالأسماء.. مصرع طفلة وإصابة 23 شخصًا في انقلاب ميكروباص بطريق "قفط – القصير"    بعد أزمات فينيسيوس جونيور، هل يتحقق حلم رئيس ريال مدريد بالتعاقد مع هالاند؟    3 مكاسب الأهلي من معسكر تونس    «سبوتيفاي وأنغامي» يكشفان عن صاحب المركز الأول.. عمرو دياب أم تامر حسني؟    إيطاليا: الاعتراف بدولة فلسطين ليس ممكنا إلا باعترافها بإسرائيل    رحيل نجم بيراميدز بسبب صفقة إيفرتون دا سيلفا (تفاصيل)    موعد مباراة ليفربول وميلان الودية اليوم والقنوات الناقلة    «هيسجل إمتى بعيدًا عن ضربات الجزاء؟».. تعليق مثير من الغندور بشأن زيزو مع الأهلي    2 مليار جنيه دعم للطيران وعوائد بالدولار.. مصر تستثمر في السياحة    إعلام فلسطيني: 4 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية غرب غزة    برج الحوت.. حظك اليوم السبت 26 يوليو: رسائل غير مباشرة    بالصور.. تشييع جثمان والد «أطفال دلجا الستة» في ليلة حزينة عنوانها: «لقاء الأحبة»    بيان من المستشار القانوني لنقابة الموسيقيين للرد على الناقد طارق الشناوي بعد أزمة راغب علامة    «مش عارف ليه بيعمل كده؟».. تامر حسني يهاجم فنانا بسبب صدارة يوتيوب .. والجمهور: قصده عمرو دياب    الحماية المدنية بالقليوبية تسيطر على حريق كابينة كهرباء بشبرا| صور    رد ساخر من كريم فؤاد على إصابته بالرباط الصليبي    الجزار: الأهلي تواصل معي لضمي.. وهذا موقفي من الانتقال ل الزمالك    بعد «أزمة الحشيش».. 4 تصريحات ل سعاد صالح أثارت الجدل منها «رؤية المخطوبة»    "مستقبل وطن دولة مش حزب".. أمين الحزب يوضح التصريحات المثيرة للجدل    هآرتس: ميليشيات المستوطنين تقطع المياه عن 32 قرية فلسطينية    «الداخلية» تنفي «فيديو الإخوان» بشأن احتجاز ضابط.. وتؤكد: «مفبرك» والوثائق لا تمت بصلة للواقع    فلسطين.. شهيدة وعدة إصابات في قصف إسرائيلي على منزل وسط غزة    مستشفى الناس تطلق خدمة القسطرة القلبية الطارئة بالتعاون مع وزارة الصحة    حماس: لم نُبلغ بوجود أي إشكال بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة ونستغرب تصريحات ترامب    وزير الأوقاف: الحشيش حرام كحرمة الخمر سواء بسواء والادعاء بحِلِّه خطأ فادح    سعر الذهب اليوم السبت 26 يوليو محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير (تفاصيل)    قفزة في أسعار الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 26 يوليو 2025    رفعت فياض يكتب: نصيحتي لكل الناجحين في الثانوية العامة.. لا تلتحق بأي كلية استخسارًا للمجموع أو على غير رغبتك    جامعة دمنهور الأهلية تعلن فتح باب التسجيل لإبداء الرغبة المبدئية للعام الجديد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إخوان ماسون ... وهرمجدون

اقتربت الساعة وانشق القمر"، آية قرآنية كريمة ربما يكون من المهم استحضار معانيها وإذْ نري المسرح العالمي وقد اشتعل بأحداث جسام، أبطالها هم فى الحقيقة مجرد كومبارس لما ومن هو قادم خلال عقد على الأكثر أو على الأقل، وذلك بعد أن شهد العالم ظهور ما يسمي بالربيع العربي، الذي أطاح بعروش طغاة بدوا وكأنهم خالدون، وأسس بالمقابل لدولة "الإخوان المسلمون"....... لتكون بمثابة رأس حربة الهلال السني بمنطقة الشرق الأوسط، كما جري فى تونس ومصر، ومن قبلهما في تركيا وفي فلسطين، وفى سورية "على وشك"، وربما في الأردن عما قريب، إلى جانب باقي دول المعسكر السني بقيادة المملكة العربية السعودية وباقي إمارات الخليج.
والأمر المؤكد هنا أن هذا الصعود الإسلامي لتيار بعينه "الإخوان"، قد حدث أخيرا على الرغم من بلوغ سيطرة الغرب المسيحي بزعامة أمريكا على العالم أَوْجَها، وهذه الأخيرة كانت قد سبق وأعلنت حربا صليبية ضد الإسلام وأهله، فى كل مكان فى العالم، من أفغانستان شرقا وحتى بلاد المغرب غربا.
التحدي الصليبي
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة، هو كيف تمكنت دولة الإخوان المسلمين من التمكين لرموزها وقياداتها وأحزابها فى منطقة الشرق الأوسط، متحدية هذه الحرب الصليبية وتلك السيطرة الأميريكية المطلقة، سياسيا وعسكريا، إقليميا ودوليا؟
وقبل أن نتسرع بمحاولة الإجابة، علينا ألا ننسي تفاصيل بعينها مثل أن أنقرة - أول عاصمة للإخوان فى العالم - تعتبر أكبر حليف "إسلامي" ليس فقط لواشنطن، بل وللناتو - أكبر حلف عسكري غربي فى العالم وربما فى التاريخ.
وأن القاهرة - ثاني أكبر عاصمة إخوانية بالمنطقة - تتمتع بعلاقات خاصة مع واشنطن، تبدو وكأنها لازالت تفرض نفسها على الجميع، على الرغم من أن الثورة المصرية قد عبرت جليا عن رفض استمرار العلاقات الخاصة "المشبوهة" بين النظام المصري وبين أمريكا، التى اعتبرها عديد من نشطاء الثورة عدوا لا يقل ضراوة عن الكيان الصهيوني، ولا يمكن هنا إغفال لقطة مهمة كشفتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأميريكية، أثناء اشتعال الاحتجاجات على الفيلم المسيئ للنبي - صلي الله عليه وسلم - وتتعلق بمكالمة هاتفية علا فيها صوت الرئيس "أوباما" على نظيره المصري، ( آمرا ) مرسي بإعلان استنكاره رسميا لقيام الشباب المصري الغاضب لدينه باقتحام سفارة واشنطن، خلال ساعة واحدة وإلا ... وقد كان، وما هي إلا ساعة وصدر البيان...!
لا ننس أيضا أن جميع النظم الحاكمة فى دول الخليج هي ضمن الحلف الصهيو - أمريكي الكبير، حيث جميع أصحاب السمو والفخامة والمعالي على يقين دائم أن بقائهم على عروشهم وبجوار آبار نفطهم: مرهون بالرضا الأمريكي والقبول الصهيوني.
ربيع الإخوان
فى السياق تشير التطورات الدرامية المتتالية التى آلت إليها ثورات الربيع العربي، إلى أن النظم الجديدة الحاكمة فى دول الربيع العربي ليست بعيدة عن "التعاون" و"التنسيق" المكثف مع البيت الأبيض، والغرب عموما، ولا يمكن فى هذا السياق إغفال اتهامات وجهها البعض للمعسكر الإخواني فى مصر تحديدا، بأنه لولا الموافقة الأمريكية، فى اللحظات الفارقة قبل وأثناء عملية الفرز بعد انتهاء الجولة الرئاسية الحاسمة، ما صعد ممثل الجماعة ورئيس ذراعها السياسية إلى سدة الحكم، وذلك على الرغم من أن مشاركة الإخوان فى الثورة، لم تبدأ إلا على استحياء وبعد أيام من اشتعالها، وقد انتهت سريعا عبر صفقة غير رسمية مع رؤوس العسكر الذين "كلفهم" الرئيس المخلوع مبارك، بتولي الحكم من بعده، وأي زعم بغير ذلك مردود عليه بأنه إن لم تكن هناك صفقة فليتم إذن محاكمة العسكر - عسكريا - على جرائم الحرب وحملة الاعتقالات والاغتيالات الإرهابية، التى شنوها ضد ثوار 25 يناير، فإن لم يحدث ذلك، وأغلب الظن أنه لن يحدث، بدليل النياشين التى ترصعت بها صدورهم بيد الرئيس بعد "الإطاحة" بهم كما قيل، وبالتالي فالصفقة أمر لا شك فيه.
هرمجدون
إن التوافق "التكتيكي" الواضح بين الإخوان والغرب الصهيوني، لا يمكن أن يأتي هكذا هباء، مناقضا للخلاف الإثني الشاسع بين المعسكرين، بل لابد وأن يكون هناك هدف مشترك على أرض الواقع القريب، وليس هناك أقرب من صراع يقف فيه الإخوان المسلمين "السنة" والغرب الصهيوني فى خندق واحد، من ذلك الذي يقف على طرف النقيض منه معسكر الشيعة، بقيادة إيران ومعها حزب الله ونظام بشار السوري العلوي، وهذا الأخير قد قارب على السقوط، على خلفية استعدادات "إسرائيلية" متصاعدة لتوجيه ضربة عسكرية للمشروع النووي الإيراني، وبالطبع لن تتم هذه الضربة بغير مساندة أميريكية كاملة، ومن هنا يأتي أهمية الحلف الغربي - الإخواني السني، حيث من المستحيل للغرب الصهيوني تحطيم إيران وحلفائها، بدون دعم من جانب إخوان تركيا ومصر والأردن وفلسطين ودول الخليج السنية بالكامل وذلك على كل جبهات القتال المتوقع فتحها بطول شطئان الخليج العربي ودول الشام، ........ ولنتذكر معا كيف أن قوات التحالف الدولي بكل ما تملكه من إمكانات عسكرية جبارة، لم تقم بمهمة طرد الجيش العراقي من الكويت المحتل، إلا عندما تدخل الجيش المصري وقاد تنفيذ العمليات على الأرض.
جهاد ماكيافيللي
إن الصعود الإخواني، المحسوب على الإسلام - سياسيا - لم يأت إذن نتيجة جهاد فى سبيل الله، ولكن على إثر صراع عنيف ضد النظام الديكتاتوري الألعوبة فى يد واشنطن، وحيث عندما شاخ هذا النظام، وثبت عجزه عن الاستمرار فى أداء فروض الولاء والطاعة و.......... العمالة، لسيده الأمريكي، باتت الأرض مهيئة لزلزال الثورة التى أطاح شبابها ومراهقيها برأس النظام خلال أيام، وعندئذ وجد تنظيم الإخوان المسلمين الكرة وقد ألقيت - قدرا - فى يده، وفى لا وقت استطاع إقناع القوي المسيطرة على الساحة محليا ودوليا، أنه قادر على وراثة حكم البلاد، ونجح فى "طمأنة" الجميع أنه لن يؤسس لذلك النظام "الإرهابي" المتشدد دينيا، كما روج لذلك النظام البائد الذي استخدم أسلوب الترهيب من حكم الإخوان ليضمن قبول الشعب لاستمراره فى اضطهادهم، مرتكنا إلي الخوف الغربي - المسيحي - من الصعود الإسلامي، فى تبرير الانتهاكات التى صبها صبا على القيادات الإخوانية لعقود مضت.
إن البراجماتية - الماكيافيلية التى انتهجها الإخوان على مدي عقود وعبر عهود الحكم بغير ما أنزل الله - وفقا لعقيدتهم، تؤكدها شواهد عدة، فعندما حانت فرصتهم الأولي للصعود إلى حكم مصر عقب سقوط الملكية، عام 1952، حاولوا احتواء النظام العسكري بعلاقات طيبة ودفئ مصطنع، إلا أن محاولاتهم قد انكشفت من جانب "ناصر" ورفاقه، وسرعان ما دبر لهم مسرحية محاولة اغتيال الزعيم فى الإسكندرية لكي يتخذها مبررا للزج بأعضائهم فى المعتقلات، وللتخلص من قاتهم بالإعدام والتعذيب والتنكيل بهم خاصة أيام سفاح الداخلية الأشهر "صلاح نصر".
البراجماتية والماكيافيللية ذاتهما، لجأت الجماعة إليهما قبل عام واحد من الآن، عندما سقط نظام الطاغية المخلوع مبارك، ولكنهم نجحوا هذه المرة، وحيث ظهروا أمام الجميع باعتبارهم شركاء فى الثورة، على الرغم من أن زعمائها مسجل ومشهود لهم تصريحات إعلامية عديدة قبيل سقوط النظام برضاهم عن بقاء الرئيس محمد حسني مبارك رئيسا لمصر مدي الحياه، كما صدرت عن أكثر من قيادة إخوانية تصريحات مساندة للديكتاتور فى عز اشتعال ثورة 25 يناير، قبل أن يتقلبوا جميعا ضده ونظامه عقب سقوطه.
صراع السيادة
ونظرة سريعة إلى الصراع الذي نشب أخيرا أثناء كتابة الدستور، بين إصرار السلفيين على إقرار بند السيادة لله وانحياز الإخوان إلى القوي "المدنية" فى مطالبتهم بإقرار أن السيادة للشعب كما ينص النظام الديمقراطي، تكشف حجم الهوة بين ما يعتنقه الإخوان وبين ما ينفذونه - مؤقتا - فالديمقراطية وفق كل ما جاء فى كتب الإخوان ونظرياتهم الموثقة، تعتبر نظاما مخالفا للإسلام لأنه يجعل سلطة التشريع للشعب ، أو من ينوب عنهم (كأعضاء البرلمان) ، وعليه : فيكون الحكم فيه لغير الله تعالى ، بل للشعب ، ونوابه، والعبرة ليست بإجماعهم كما تنص السنة النبوية، بل بالأكثرية ، ويصبح اتفاق الأغلبية ملزما للأمة حتى ولو كانت الأغلبية على خطأ وحيث السبيل الوحيد لتصحيح هذا الخطأ هو صندوق الانتخاب وليس الاحتكام إلي شرع الله، وحيث فى ظل الديمقراطية يمكن أن تشهد البلاد تشريع قوانين تبيح الإجهاض، وزواج المثليين، والفوائد الربوية، وشرب الخمر - مادام ليس فى الطريق العام - وإباحة الزنا - مادام وقع بالتراضي ولم يقم أحد بالإبلاغ، وهكذا.
وقد ورد في كتاب الله من آيات، اعتبرها شيوخ الإخوان أدلة على بطلان الديمقراطية وتعارضها مع شرع الله، ومنها:
( فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ ) غافر/12.
( إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) يوسف/40.
(أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ) التين/8.
( قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً) الكهف/26.
( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) المائدة/50.
( مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) يوسف/40.
( إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ) الأنعام/57 ".
وكذا من أحاديث الرسول "صلى الله عليه وسلم":
- عن عبدالرحمن بن سمرة رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: (يا عبدالرحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة، فإن أُعطيتها عن مسألة وُكلتَ إليها، وإن أُعطيتها عن غير مسألة أُعنتَ عليها..). متفق عليه.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنكم ستحرصون على الإمارة، وستكون ندامة يوم القيامة، فنِعْم المرضعة وبِئْست الفاطمة). أخرجه البخاري.
- عن أبي موسى رضي الله عنه قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم أنا ورجلان من قومي فقال أحد الرجلين: أمِّرنا يا رسول الله، وقال الآخر مثله، فقال: (إنا لا نوليِّ هذا من سأله ولا من حرص عليه). متفق عليه.
وفيما ورد من كتابات عن شيوخ الإخوان ضد الديمقراطية، حدث ولاحرج، فالشيخ "سيد قطب": وهو أحد كبار أئمة جماعة الإخوان المسلمين، عرف عنه رفضه المطلق للديمقراطية، ولأى محاولة للتوفيق بين الإسلام والديمقراطية، كما عارض بشدة وصف الإسلام بأنه ديمقراطي، وكان يتساءل إذا كان نظام الحكم الديمقراطي قد أفلس في الغرب، فكيف نستورده نحن في الشرق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ويمكن فى السياق ذاته الاسترشاد بفتوي أحد كبار قيادات السلفيين الحاليين - ياسر برهامى - حيث قال فى تصريح إعلامي: الديمقراطية حرام والأحزاب حرام والحاكمية لله وحده - عز وجل.
ماسونية وصهيونية
المثير للجدل الشديد فى هذا الأمر، أن ليس وحدهم "الإخوان" الذين لجأوا إلى الماكيافيللية والبراجماتية فى تحقيق أهدافهم، على نبلها، بل إن أسوأ جماعات الأرض - الماسونية والصهيونية - قد لجأت إلى المبادئ ذاتها، كي تتخذها ستارا لتنفيذ أجندتهم السرية، فالمحافل الماسونية والمؤسسات الصهيونية باتت تسيطر علي ساسة وسياسات العالم واقتصاداته بهدف تخريب العالم الذي يحكمه الآن، الغرب المسيحي، ومن قبله الشرق المسلم، لكي يظهر فى النهاية ملك اليهود ليقضي على الأمميين - غير اليهود - ويحكم العالم ألف عام ثم تقوم القيامة واليهود هم أسياد الأرض، كما تشي بذلك بروتوكولات صهيون.
والمعروف أن بروتوكولات صهيون تنص عى أن الديمقراطية، فكرة سلبية وهي فى حقيقتها خدعة كبرى استغلها الصهاينة لتنفيذ مخططاتهم، وكانت وسيلتهم فى القرون الحديثة لإزاحة الأنظمة الملكية أو السياسية في أوروبا التي كانت تقف عائقا أمام سيطرتهم على العالم، والتفاصيل نقرأها معا:
البروتوكول الأول:
"إن الغاية تبرر الوسيلة، وعلينا ونحن نضع خططنا ألا نلتفت إلى ما هو خير واخلاقي بقدر ما نلتفت إلى ما هو ضروري ومفيد، وإن الجمهور بربري، وتصرفاته في كل مناسبة على هذا النحو، فما أن يضمن الرعاع الحرية، حتى يمسخوها سريعاً فوضى، والفوضى في ذاتها قمة البربرية، إن الحرية السياسية ليست حقيقة، بل فكرة، ويجب أن يعرف الانسان كيف يسخر هذه الفكرة عندما تكون ضرورية، فيتخذها طُعماً لجذب العامة إلى صفه، إذا كان قد قرر أن ينتزع سلطة منافس له. وتكون المشكلة يسيرة إذا كان هذا المنافس موبوءاً بأفكار الحرية التي تسمى التحررية، ومن أجل هذه الفكرة يتخلى عن بعض سلطته.
ولذا فهم يخططون لدفع الشعوب للمطالبة بالديمقراطية التي لا يعون حقيقتها ولا يفهمون مغزاها، والتي ستؤدي لفوضى عارمة، وتجعل الشعوب تستغيث طلبا لتغيير الوضع، وهذا كله من أجل التمهيد لقيام حكم الملكهم اليهودي الذي سيقوم حكمه على الدكتاتورية، لأنها الأفضل لبقاء حكمهم.
البرتوكول الثاني:
سنختار من بين العامة رؤساء إداريين ممن لهم ميول العبيد، ولن يكونوا مدربين على فن الحكم، ولذلك سيكون من اليسير أن يمسخوا قطع شطرنج في أيدي مستشارينا العلماء الحكماء الذين دربوا خصيصًا على حكم العالم منذ الطفولة الباكرة.
البروتوكول العاشر:
إن كل من يسمون متحررين فوضويين، كل واحد منهم يجري وراء طيف الحرية ظانًا أنه يستطيع أن يفعل ما يشاء، أي أن كل واحد منهم ساقط في حالة فوضى في المعارضة التي يفضلها لمجرد الرغبة في المعارضة.
• الدستور ليس أكثر من مدرسة للفتن والاختلافات والمشاحنات والهيجانات الحزبية العميقة، وكل شيء يُضعف نفوذ الحكومة.
• لقد وضعنا في مكان الملك أضحوكة في شخص رئيس يشبهه.. قد اخترناه من الدهماء بين مخلوقاتنا وعبيدنا.. وسندبر انتخاب أمثال هؤلاء الرؤساء ممن تكون صحائفهم السابقة مسودة بفضيحة أو صفة أخرى سرية مربية، حتّى يكون منفذًا وفيًا لأغراضنا، لأنه سيخشى التشهير.
• سنعطي الرئيس سلطة إعلان الحكم العرفي، بحجّة أن كونه رئيس الجيش يمنحه هذا الحق لحماية الدستور الجمهوري الجديد
• وسيكون لرئيس الجمهورية باعتباره رأس السلطة التنفيذية حق دعوة البرلمان وحله.... وسيكون للرئيس في حالة حل المجلس إرجاء الدعوة لبرلمان جديد.. وسنغري الوزراء وكبار الموظفين الإداريين الآخرين الذين يحيطون بالرئيس، كي يموّهوا أوامره، بأن يصدروا التعليمات من جانبهم، حتّى يتحملوا المسؤولية بدلاً من الرئيس عن هذه الانتهاكات الصارخة للدستور.. وبإرشادنا سيفسر الرئيس القوانين التي يمكن فهمها بوجوه عدة.
• سيكون للرئيس كذلك حقّ نقض القوانين وحق اقتراح قوانين وقتية جديدة، بل له كذلك إجراء تعديلات في العمل الدستوري للحكومة محتجًا بأنه أمر تقتضيه سعادة البلاد.
• مثل هذه الامتيازات سنقدمها في دستور البلاد لتغطية النقص التدريجي لكل الحقوق الدستورية، إلى أن يصرخ الناس الذين مزقتهم الخلافات وتعذبوا تحت إفلاس حكامهم هاتفين: "اخلعوهم، وأعطونا حاكمًا عالميًا واحدًا يستطيع أن يوحدنا، ويمحق كل أسباب الخلاف، وهي الحدود والقوميات والأديان والديون الدولية ونحوها.. حاكمًا يستطيع أن يمنحنا السلام والراحة اللذين لا يمكن أن يوجدا في ظل حكومة رؤسائنا وملوكنا وممثلينا".

كارنيه المرشد
من هنا يبدو التوازي واضحا بشدة بين خطط الإخوان المسلمين لإقامة الخلافة الإسلامية، وبين مخططات اليهود لخراب العالم وإقامة الدولة اليهودية المزعومة على أنقاضه، وذلك على الرغم من التناقض الهائل بين نبل المقصد هنا وسوء النوايا هناك.

ومن هنا أيضا يمكن فهم الصورة كاملة، حيث خرج العملاق الإخواني من القمقم، ولكن ليس ليؤسس لدولة إسلامية، كما حلم بذلك أيقونته الشيخ سيد قطب، ومؤسسه الحقيقي، الشيخ حسن البنا، وغيرهما من شيوخ وقيادات التنظيم الإسلامي الأقدم فى تاريخ مصر الحديث، بل لكي يلاعب العالم بنفس قواعد لعبته، فكانت الخطوة الثانية بعد الصفقة السياسية الكبري مع العسكر، هي إنشاء ما وصفه بالذراع السياسية للجماعة، متمثلا فى حزب الحرية والعدالة، والسؤال: لماذا ببساطة لم تتحول الجماعة ذاتها تلقائيا إلى حزب سياسي، يكون رئيسه هو المرشد، فضيلة الشيخ د. محمد بديع؟
الإجابة: لأن الفكر الإخواني (السلفي - بالأساس) لا يؤمن بالديمقراطية، التى تقوم أساسا على حكم الشعب بالشعب، وقيام الأحزاب والانتخابات التى يشارك فيها السادة والعلماء، جنبا إلى جنب والدهماء من عامة الشعب، وذلك استنادا إلى آيات قرآنية وأحاديث شريفة منها، سنعرض لها لاحقا.
سؤال آخر: هل يمتلك فضيلة المرشد كارنيه عضوية بحزب الحرية والعدالة؟
بالطبع لا.
فهذا الحزب ليس إلا ذراع، أو بالأحري قناع يخفي أجندة الجماعة السرية، والتى على رأس بنودها الحكم بشرع الله، وأن النظم السائدة حاليا فى مصر والعالم هي مخالفة للشرع الحنيف، والدليل على ذلك ما اشتهرت باسم وثيقة فتح مصر، الموثقة قضائيا عندما قام أحدهم برفع دعوي قضائية ضد الجماعة فى عهد المخلوع استنادا لتلك الوثيقة التى وقع عليها، أحد كبار قادتها وهو خيرت الشاطر، وتنص على أن مصر دولة "جاهلية" ينبغي فتحها وإعادتها مجددا إلى عقد الإسلام.
من هنا أيضا يمكن تفهم استحالة انضمام القائد الأعظم للجماعة، إلى حزبها السياسي، وأنه يستحيل أن يشارك رسميا فى ممارسة سياسية تتناقض والفكر السلفي الأصولي الذي ينتمي إليه، هو وجميع رموز الجماعة التى قامت ردا على سقوط الخلافة الإسلامية، أوائل القرن الماضي، على خلفية حرب صهيو - صليبية، ضد العالم الإسلامي أجمع، انتهت بغرس الكيان الصهيوني فى فلسطين العربية.
سؤال أخير: إلى متي ستستمر الجماعة فى تنفيذ مخططها الاستراتيجي الرامي لخداع العالم، بأنها تؤمن بالديمقراطية والتعددية الحزبية والانتخابات الحرة، وأنها لا تري غضاضة فى التعامل مع القروض الربوية مع أكثر كيانات العالم المالية صهيونية وهو صندوق النقد الدولي، وغير ذلك من وسائل التضليل التى تعتبرها قيادات الجماعة تطبيقا لحيث رسول الله - صلي الله عليه وسلم - الحرب خدعة؟
الإجابة أن ذلك لن يتحقق إلا عندما تقوي شوكة التنظيم عبر شبكة الدول التى سيطر على حكمها فى كل من مصر وتركيا وتونس وفلسطين والأردن وغير ذلك من بلدان المنطقة، وصولا إلى إقامة الخلافة الإسلامية مجددا فى النهاية.
كلمة للتاريخ: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا... ولا أظن أن تحقيق "الطيب" بأساليب تتعدي حدود الخداع، إلى التحالف ولو تكتيكيا مع أعداء الله، سيكون مقبولا من الله عز وجل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.