يستعد المركز القومي للترجمة لإصدار ثمان روايات للروائي الراحل غور فيدال و الذي غيبه الموت أمس الأول عن ستة وثمانين عامًا ،أبرز الأعمال هي "1876"و"هوليود"،"لينكولن"،"العصر الذهبي"،"الإمبراطورية"وأيضًا "حلم الحرب". غور فيدال(1925-2012)،تمتد حياته الأدبية لأكثر من 60 عامًا،كان متنوع المواهب و الإهتمامات على نحو لافت،وكان اخر الكتاب المعروفين الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية و هذه من التجارب التى أثرت كثيرًا في كتاباته. بدأ فيدال الكتابة و هو في التاسعة عشر من العمر،كتب مسرحيات للتلفزيون وبرودواي منها عمله الكلاسيكي "افضل الرجال". وساهم في كتابة سيناريوهات افلام مثل بن حور، العمل السينمائي الملمحي وقت انتاجه عام 1959 بطولة تشارلتون هيستون ،كما نال فيدال ثناء الباحثين والنقاد والقراء الاعتياديين لرواياته التاريخية مثل "جوليان" و"لنكولن" التي كانت كلها أفضل الروايات مبيعاً وقت صدورها. وقال عنه الناقد البريطاني جونثان كيتس انه "أفضل من كتب المقالة في القرن العشرين". ونال كتاب فيدال "الولاياتالمتحدة" الذي يجمع مقالاته في الفن والسياسة والخواطر الذاتية جائزة الكتاب الوطنية عام 1993. تطرقت مؤلفاته إلى موضوع السياسة و الثقافة الأمريكية،حيث ضمت خمس و عشرين رواية أستلهمها من التاريخ الأمريكي و الحياة السياسية في الولاياتالمتحدةالأمريكية مثل "لنكولن"،"1876"،"العصر الذهبي". أشتهر أيضًا بمقالاته الناقدة بحده للمجتمع والأدب و السياسة،وبقدر ما كان فيدال لماحا ورائعا كان سليط اللسان لاذع السخرية وخاصة في كتاباته السياسية وما برأيه "موت الامبراطورية الاميركية". وقال في أحد مقالاته "أن عبقرية طبقتنا الحاكمة أنها منعت غالبية الشعب من التساؤل عن ظلم النظام الذي يكدح فيه الغالبية طوال حياتهم ويدفعون ضرائب باهظة بلا شيء في المقابل".ومن مواقفه إنتقاده بشده الرئيس الجمهوري جورج بوش وإتهامة بالوصول إلى الرئاسة نتيجة تزوير الإنتخابات. ترشح إلى مناصب رسمية مرتين،لعضوية مجلس الشيوخ في كاليفورنيا ،ولعضوية مجلس النواب في نيويورك،حيث أنه رغم نجاحة كاتبًا ومثقفًا فأنه كان فاشلًا في السياسة. كان فيدال شخصية مثيرة للجدل على كافة المستويات،حيث لم يكن يخفي مواقفه المتحررة ،ولا إنتقاده الدائم للإمبريالية الامريكية ،حيث استنكر بشده غزو العراق ومحاولات الولاياتالمتحدة السيطرة على العالم.