توفي النجم السينمائي الامريكي تشارلتون هيستون مساء السبت عن 84 عاما في منزله في بيفرلي هيلز. وكان هيستون أعلن عام 2002 أنه يعاني من أعراض مرض الزهايمر. ولد جون تشارلز كارتر في إحدى ضواحي شيكاغو الأمريكية في الرابع من أكتوبر/تشرين أول عام 1924، عام 1941 ذهب إلى جامعة نورث وسترن بعد حصوله على منحة لدراسة التمثيل، حيث لعب أدوار البطولة في مسرحيات الكلية، كما ظهر باستمرار في عدد من البرامج الإذاعية المحلية. بعد عامين من الدراسة انسحب هيستون لينضم إلى الوحدات الجوية في الجيش. سرح عام سبعة وأربعين وانتقل مع زوجته الممثلة ليديا كلارك إلى نيويورك. عمل بجهد في عدد من أعمال برودواي حتى عام خمسين، حيث وجد عملا ثابتا في التلفزيون كبطل مسلسل سي بي إس استوديو الدرامي، وفي ملعب فيلكو. ولكن أول عمل بارز له هو (أضخم استعراض على الأرض) لسيسيل بي ديميل الكلاسيكي. حيث صور هيستون دور إدارة السيرك القاسية في سيرك بينوم وبيلي. ولكن بعد ذلك، وضعت شركة برامونت هيستون في مجموعة من الأدوار الثانوية قبل أن ينقذه ديميل من الغمرة بمنحه دور البطولة في عمله الأسطوري، (موسى والوصايا العشر). كان ديميل يحتفظ بصورة لهستون بلحية بيضاء وشعر طويل وضعها إلى جانب لوحة موسى لميغيل أنجيلو. وقد فوجئ ديميل بالتشابه الكبير لدرجة أنه لم يفكر بأي شخص آخر للعب هذا الدور. فكانت نقطة التحول والذي كان بمثابة انطلاقة كبيرة في عالم السينما بالنسبة له.حيث قام بدور الرسول "موسى" رشحت الوصايا العشر لعدد من الجوائز الأكاديمية، بما في ذلك أفضل صورة، وهكذا تأكدت شعبية هيستون لدى الجمهور، كرجل يلعب أدوار أسطورية. انتهز هيستون الفرصة للعمل مع الممثل والمخرج الكبير أوسون ويليز، وذلك في (لمسة الشر). لعب هيستون دور التحري التي تلبس زوجته شر عمدة يهرب المخدرات في بلدة حدودية، وذلك أمام ويليز شخصيا في دور الشريف. ورغم أن الفيلم لم يحقق نجاحا كبيرا حينها، إلا أنه سرعان ما صنف بين الأفلام الكلاسيكية. شملت أفلام هيستون لفترة الخمسينات: (البلد الكبير)، و(البوكانير)، و(أحداث حرب عام ألف وثمانمائة واثني عشر)، حيث لعب هيستون دور أندريو جاكسون بنجاح، مع جول برينير بدور القرصان الفرنسي لافايت. جمع فيلم (حطام ماري دير) كل من هيستون وغاري كوبر، وذلك بدور القبطان المجنون للسفينة التي وجدها هيستون تائهة مهجورة وسط العاصفة. رغم أن هيستون لم يكن خيار المخرج الأول، إذ أنه كان قد تحدث مع براندو وروك هودسون وبورت لانكستر، إلا أنه اثبت روعة أخرى في الأداء. في عام 1959 حصل على جائزة الأوسكار لأفضل ممثل عن دوره في فيلم (بن حور). صور هيستون فترة اعتناق الديانة المسيحية، وقد اعتبر هذا الدور أفضل أداء في حياته، وقد أنقذ هذا الفيلم استديوهات إم جي إم من الإفلاس. لعب هيستون في نفس العام دور الرسام ميغيل أنجيلو، في النشوة وسكرات الموت. انعكست الحساسية البالغة والمشاعر العميقة لعملاق النهضة هذا من خلال ريكس هاريسون الذي صور البابا يوليوس الثاني، الذي طلب من ميغيل أنجيلو أن يرسم سقف كنيسة سيستين. في العام التالي انكب هيستين بشكل أساسي على الأدوار التجارية. وقد استغل نفوذه على شباك التذاكر لجعل أفلامه تميل إلى الربح أكثر من النوعية. خلال الستينات والسبعينات تابع هيستون القيام بمزيد من الأدوار التجارية، وقد اعترف فيما بعد أنه كان يهتم بتحقيق الأهداف الاقتصادية أكثر من محتويات الفيلم. فعمل في زعماء الحرب، والرائد داندي، وسحق المبيعات عام ثمانية وستين عبر كوكب القردة، ليغطي على اثنين من أفضل أفلامه التي أحبها النقاد، وهي ويل بيني ورقم واحد. وقد لعب أدوار تاريخية، مثل مارك أنطوني، ولعب دور القيصر، وطائرة البوينغ. عمل هيستون طوال حياته المهنية دون كلل في صالح زملائه الممثلين وصناعة السينما. وقد انتخب مرتين رئيسا لنقابة ممثلي الأفلام، كما كان عضوا في المجلس الإداري، كما أصبج رئيسا لمجلس الأمناء في معهد الأفلام السينمائية. كرس شارلز هيستون حياته لمهنته، ولفنه، ما جعله واحدا من أيقونات هوليود ومواطن طليعي في عالم الترفيه. وعندما بدأت حقبة الستينات أعلنت نهاية فترة الأفلام الملحمية والأدوار التاريخية، وعلى إثر ذلك قرر تشارلتون هيستون التحول لأفلام الغرب الأمريكي وأفلام الخيال العلمي، وهي النوعية التي مثل منها فيلم (كوكب القرود) عام 1968. في السنوات الأخيرة انتخب هيستون ليترأس جمعية السلاح الأمريكية (NRA)، والتي تهدف أيضاً إلى الدفاع عن حقوق الإنسان وكفالة حق من حقوقه وهو امتلاك سلاح خاص. واستمرت فترة ترؤسه لتلك الجمعية من عام 1998 إلى عام 2003 وهي السنة التي اعتذر فيها عن المنصب بعد إصابته بمرض الزهايمر. كان تشارلتون هيستون صديقاً مقرباً للرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريجان. بالرغم من أنه كان يتبع الاتجاه المحافظ طوال حياته، إلا أنه كان من المؤيدين للزعيم الأمريكي مارتن لوثر كنج. وكان هيستون قريبا من الاوساط المدافعة عن اقتناء السلاح الناري كما كان عضوا ناشطا في الجمعية الوطنية للاسلحة الفردية. (رويترز - أ ف ب)