[image] استيقظت مبكرا كى انتهى من أعمالى المنزلية واتفرغ لمشاهدة محاكمة القرن قبل التوجه الى عملى اذ اننى كنت مكلفة بعمل مايسمونه باوردر خارجى استطلع فيه اراء المواطنين حول محاكمة المخلوع جلست أمام الشاشة وكلى قلق ليس من المتابعة ولكن الخوف كان من تداعيات النطق بالحكم فقد كنت استشعر قلقا اكدته لى الاحداث بعد ذلك المهم بعد ان تجمع كل المتهمين فى القفص اللهم لاشماته فكل شئ مقدر على الانسان فى دنياه , واستهل القاضى الجلسة بمقدمة اكثر من رائعة ومن بين حروفها استنبطت ان القاضى سينطق بأحكام وليس كما تردد فى بعض الصحف من أنه سيحكم بالبراءة ,, تحدث القاضى وأظهر تعاطفه مع الثورة البيضاء وأيضا أظهر انتقاده لفترة حكم المخلوع وتحدث عن مظاهر الفساد وانا اتابعه بشغف وافول ها يالا هات ماعندك وكاننى اتابع فضيلة الامام عندما يستهل حديثه كى يصل بنا الى الاعلان عن هلال شهر رمضان وكدت اتحرق قلقا وانا فى انتظار النطق بالحكم وجاء حكم القاضى وقال فيه ان الرئيس مذنب هو ووزير داخليته ومن هنا حكم عليهما بالسجن المؤبد وحاولت ان ادخل الى قلب المخلوع ووزير داخليته وعقلهما واقرا واشعر بما يودان ان يقولاه فى هذه اللحظة فاذا بى اسمع المخلوع يقول والله ماانا عارف بيتكلموا على ايه ماانا ياجماعة من 12 سنة وانا لاعارف مين حاكم ولا محكوم وبعدين انتم نسيتم كل تاريخى ولم تغفروا لى كبر سنى وشيبتى ثم سمعته يقول متراجعا يالله ,,ولا انتم احسن من العراقيين ولا اللليبيين على الاقل ماحدش استحل حرمة روحى وجسدى وكمان ولادى عايشين ,,وكده كده انا ميت اموت بأه فى السحن أموت فى المركز الطبى كلها موتة --- ثم لمحت دمعة تخرج من عينيه المخباتين تحت النظارة السوداء وكاننى ارى عينيه تنظر بلا هدف ولامعنى الى المجهول الذى تعيشه مصر وسمعته أيضا يقول ياواد ياحسنى ماتزعلش نفسك مش يمكن اللى حصلك ده ابتلاء من ربنا ,,ولايمكن منزلة فى الجنة ,,وفى كل ثواب وغفران ذنوب من منا بلا ذنوب ,, والله يارب انا راض بحكمك بس ياريت الشعب يغفرلى اللى عملته بس انا كنت يارب كويس لغاية سنة الفين لغاية ماكبرت والواد ابنى هو ومامته استحكما على كل شيء صرت انا فى غيبوبة انا عارف انى كان لازم ساعتها اتنحى واترك الفرصة لغيرى بس ماباليد حيلة يارب انت مطلع وعارف سامحنى ياخالقى ...واذا بالعادلى هو الاخر يحدث نفسه قائلا ماهو كان لازم نقدم فروض الولاء والطاعة للرئيس القادم اللى هو ابن الحالى كنت اقدر اقول لا ؟ ده مين اللى كان يقدر يقول لا ده انا كنت اروح فى داهية .... بس انا حزين على ان ابنى الوحيد اللى كنت باتمناه من الدنيا واللى انجبته من الصحفية الهام وانا هرم حزين على ان الواد هايطلع يقولوا ياللى ابوك قاتل الشهداء وانا عايز اقوله ياابنى مش انا بس اللى ايدى ملوثة بالدماء صدقنى فيه اوراق اخرى خفية ظهر بعض منها واكد ان كان فيه قوى من ع الحدود من سيناء بالضبط دخلت البلد وحرقت الاقسام وقتلت المتظاهرين بدم بارد والله ياابنى انا مش بابرأ نفسى ولا بابعد عنها المشاركة فى الظلم ولكن التاريخ هايثبت ان ابوك كان ظالم ولكن ظلمه فى تادية واجبه كما كان مملى عليه ولكن هناك اخرين ظلمة الاانهم الان يحتلون كراسى السلطة والله ياصغيرى انا لااكذب عليك سامحنى واطلبلى الرحمة انت اكيد مش هاتشوفنى الا جثة هامدة وهاتيجى تدفنى بالطبع لو عشت السنين الطويلة اللى اتحكم على بيها واللى انا شايف انها اقل عقاب من ربنا على مااذيت به ناس ,,, وتتحجر الدموع فى عينيه ويصعب على متابعة والغوص فى اعماقه لكى اطلع على المزيد الااننى استطيع ان اتاكد من احساسه بالذنب مع رضائه بماكتب عليه .. واذا بالكاميرا تخرج من قاعة المحكمة الى الشارع وارى بام عينى فرحة امهات واباء الشهداء بالحكم واسمع الزغاريد وتهليل الناس وقولهم يحيا العدل يحيا العدل ,, فتعترينى نشوة مشاركة المكلومين فرحتهم بعودةالحق الى مستحقيه الا اننى اتابع المشهد مرة اخرى من داخل المحكمة واذا بالقاضى يبرأ المعاونين الستة لوزير الداخلية ونجلى الرئيس مبررا ذلك بانه لايحتكم الى دلائل وترفع الجلسة وانا بالطبع لاافهم فى الاحكام القضائية كالمختصين وعليه فقلت سنسال اهل الذكر ليدلونا وهممت ان اترك المشاهدة واذهب لارتدى ملابسى واذهب الى العمل وقبل ان اقوم اذا بقاعة المحكمة تتحول الى ساحة هياج و صراع وارى دماء تنزف من احد الاشخاص وا تابع مشهد غير حضارى بالمرة ,, واذا بالدنيا كلها تنقلب راسا على قلب وارى من استطاعوا ان يغيروا فرحة اسر الشهداء بالحكم الى نقمة وتهديد ووعيد ,,من هم ؟لست ادرى,, وتنتابنى حالة من الاحباط واخرج من المنزل واتابع وانا فى السيارة ماجد من احداث فاسمع عن تجمعات فى التحرير وغيرها وغيرها واقول لامانع من التعبير عن الرفض ولكن المهم طريقة التعبير واتصل بالمصور الذى سيصاحبنى فى استطلاع اراء المواطنين بالحكم ونتفق على مكان اللقاء وليكن بجوار نقابة اهل القضاء والعدل وايضا بالقرب من فرسان صاحبة الجلالة ونلتقى وتدور الكاميرا وارى واسمع كل المتناقضات واستطيع بحسى الاعلامى ان اشم رائحة غريبة على مجتمعنا واسمع لغة غير التى نشات عليها واحاول ان اجد ابناء وطنى واسعى واغوص فاجدهم منقسمين بين من يتخوف من قول الحقيقة ومن يقولها وهو غير نادم وكثيرين يقولون بلسان قوى اخرى وقوم اخرين وبالطبع وفقا لمصالح ومعايير اخرى تستفيد منها جهات حاقدة على مصر . وانقل المشهد واتابع عملى وانا فى المنزل من امام شاشة مصرية وانا قلقة متخوفة من غد قد تتصارع وتتشابك فيه كل المشاهد لتغذى قناة اخرى غير قنواتنا المحلية قنوات تبث لنا السم فى العسل بدعوى الديمقراطية والصعود نحو العالمية .