ذكرت صحيفة ال"إندبندنت" البريطانية: الظلام يخيم علي الربيع العربي أن الحكم بالسجن المؤبد علي الرئيس المخلوع مبارك قد فجر موجة من الغضب والفوضي فى اللحظة التى كان من المفترض فيها تهدئة الأجواء وتمهيد الساحة لجولة ثانية من الانتخابات الرئاسية، التى تعد البوابة الأكبر لعودة مصر إلى حالة الاستقرار السياسي المفقود. وأشار مراسل الصحيفة بالقاهرة إلي أن الحكم أضاف إحساسا بصعوبة استعادة الثورة المختطفة، ودعا شباب الثورة والنشطاء إلي الخروج إلى الشارع يأسا من تحقق أي من أهداف الثورة، فى ظل عدم توجيه أية تهم لقتلة الشهداء، وهو ما يلقي بظلال من الشك حول إمكانية قيام القيادات التى تمت تبرئتها بملاحقة شباب الثورة، بالقانون ذاته، الذي تمت تبرئتهم على أساسه. وأكدت الصحيفة البريطانية أنه علي الرغم من أنه يمكن تفهم المظاهرات الغاضبة التي أعقبت المحاكمة, فإنه لا يمكن تجاهل ما وصفته ب القيمة الرمزية للحكم, موضحة أن سجن رئيس عربي ومحاكمته أمام محكمة محلية تعد لحظة فارقة ليس فقط في مصر بل للمنطقة بأسرها. وقالت الاندبندنت أن الشعور بالغضب وصل إلي حد إحراق المقر الانتخابي لشفيق وسط شكوك أنه إذا وصل إلي الحكم سيعفو عن رئيسه السابق, في حين أكد مرسي أنه سيعيد المحاكمة. واختتمت المقال بأن في النهاية مصر تحتاج إلي حكومة ذات مصداقية تتعامل مع الأزمة الاقتصادية المتفاقمة ومع الانهيار الاجتماعي الذي حدث علي مدار30 عاما من الاستبداد, ومع استمرار عودة المتظاهرين إلي ميدان التحرير, فإن مصر تحتاج إلي ما هو أعظم. وفي سياق متصل, ذكرت الاندبندنت أن الغضب في شوارع مصر من حكم المحكمة وتبرئة نجلي مبارك يمكن أن يهدد جولة إعادة الانتخابات الرئاسيه المصرية.