أصدرت وزارة الخارجية والتخطيط الفلسطينية بيانا في الذكرى 45 للنكسة تقول فيه أنه بالرغم من هذه الذكرى المؤلمة والقاسية والتي استلهمت من خلالها دولة الاحتلال أرضنا وشردت شعبنا وخلق واقعا مريرا وقاسيا , ومارست فيه كل الجرائم ضد أبناء الشعب الفلسطيني , فان وجود وثبات شعبنا على أرضه وتمسكه بحقوقه والتفافه حول القدس كعاصمة لفلسطين وإصراره على حق العودة سيذهب بأحلام الاحتلال أدراج الرياح , وسيقوض كل مخططاته وممارساته لتحويل فلسطين إلى دولة يهودية , بل ستبقى فلسطين عربية الأصول والهوية . إن الشعب الفلسطيني اليوم بكافة أطيافه وشرائحه السياسية والثقافية والاجتماعية أكثر تمسكا بحقوقه التاريخية أكثر من ذي قبل , خصوصا حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعودة اللاجئين وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين . وأضاف البيان أنه مع مرور السنوات يتأكد للقاصي والداني إن دولة الاحتلال ليس لها إلا هدف واحد هو السيطرة على الأرض وطرد السكان الفلسطينيين وإحلال غرباء مستوطنين بدلا منهم , وهي تتبع في ذلك سياسات وبرامج وإجراءات تقوم على الاستيطان وسلب الأراضي وتغيير معالم الحياة وتهويد القدس وفرض وتعزيز وقائع الاحتلال وتكثيف الممارسات العقابية ضد أبناء الشعب الفلسطيني في كافة مناحي الحياة. حيث أثبتت سنوات طويلة من المفاوضات والاتفاقات الموقعة إن دولة الاحتلال ليست معنية إطلاقا بالحلول السياسية والسلمية بقدر ما هي معنية بتثبيت أركان وجودها على حساب الشعب الفلسطيني , كما أثبتت إن المجتمع الدولي , بمؤسساته وهيئاته المختلفة , قد وقف موقف المتفرج – أو الداعم- لسياسات الاحتلال في تنفيذ وارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني . إن هذه المسيرة الطويلة تملي ضرورة إعادة تقييم ومراجعة المرحلة السابقة والتخلص من الكثير من الأوهام التي بنيت عليها ووضع أسس جدية لمواجهة الاحتلال وتحقيق طموحات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال والعودة . وهذا يتطلب توحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام والتوافق على إستراتيجية وطنية تعزز من الالتفاف والتمسك بالحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني وتمكن من استثمار الربيع العربي والثورات العربية لتصب لصالح القضية الفلسطينية . إن القضية الفلسطينية اليوم أمام مفترق طرق ومن الضروري العمل الجاد والموحد لحشد الطاقات الفلسطينية والعربية والدولية لدعم نضال الشغب الفلسطيني وتعزيز تمسكه بأرضه وحقوقه ومواجهة مخططات الاحتلال التي تزداد جرأة يوما بعد يوم . كما إن خطورة القضية والمواجهة مع الاحتلال تتطلب تجنب الصراعات الداخلية وتعزيز الصف الداخلي والتركيز على الأهداف والقواسم المشتركة التي تجهلنا اقرب إلى لحظات التحرير والاستقلال . إن مرور عقود على النكبة والنكسة لن تمحو التاريخ والذكريات من عقول أبنائنا وأجيالنا , ولن يحلم الاحتلال يوما بان هذه الذاكرة ستضعف يوما أو تتراجع بفعل ممارساته الإجرامية لسرقة الأرض وطمس الهوية, بل ستزيدنا قوة والتفافا حول حقوقنا وأرضنا وتراثنا ومقاومتنا . وأكد البيان إن الشعب الفلسطيني ليس وحده اليوم في المواجهة بل هناك الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم الذين يقفون إلى جانبهويؤيدون نضاله , في مقابل إن دولة الاحتلال تواجه مزيدا من العزلة والكراهية والرفض بسبب سياساتها العدوانية التي لا تتوافق مع الأخلاق والقيم والقوانين الدولية .
وأنهت الوزارة بيانها بتوجيه دعوة للجامعة العربية بضرورة التحرك السريع من قبل جميع الأطراف بهدف دعم مسيرة الشعب الفلسطيني ونضاله على كافة المستويات السياسية والمادية والوقوف أمام مخططات الاحتلال ومواجهتها بكل الوسائل المتاحة , ونؤكد على ضرورة إنهاء الانقسام وتوحيد الصف الفلسطيني , , واتخاذ خطوات أكثر تقدما وجرأة في مواجهة سياسات الاحتلال خصوصا دعم مدينة وأهالي القدس الصامدين