أدان رئيس السلطة الإقليمية لدارفور الدكتور التجانى السيسى اعتداءات دولة جنوب السودان على المناطق داخل الحدود السودانية، داعيا لتماسك الجبهة الداخلية لصد أي عدوان على أرض السودان. جاء ذلك في بيان السيسي امس أمام مجلس الولايات السوداني بالخرطوم حول مسار تنفيذ اتفاقية سلام دارفور والعقبات التى واجهت التنفيذ حتى الآن. وقال المهندس ابراهيم مادبو وزير الاعلام الناطق الرسمى باسم السلطة في تصريح صحفي إن بيان السيسي رحب بقرار الرئيس عمر البشير بتكوين اللجنة العليا لسلام دارفور ومكتب متابعة تنفيذ السلام. وقدم السيسي تقريرا عن نتائج زيارته لقطر مؤخرا محددا أولويات تنفيذ الوثيقة المتمثلة فى عودة النازحين واللاجئين ورتق النسيج الاجتماعى واعادة الاعمار والانعاش المبكر لمناطق العودة الطوعيه للنازحين واللاجئين. وأشاد أعضاء مجلس الولايات من جانبهم بالارادة القوية للسلطة لتنفيذ الوثيقة مقدمين مقترحات إيجابية تمثلت فى ضرورة اكمال الترتيبات الأمنية ودعوة الحركات التى ما زالت تحمل السلاح للعودة للوطن والانضمام فى عملية السلام. وتبنى مجلس الولايات اقتراحات منها متابعة تضمين هذه الوثيقة فى الدستور الانتقالي ومتابعة التزام الدولة بالامول التى حددتها الاتفاقية وتكوين لجان متابعة لما ورد فى البيان. من جانبها اعلنت قوة حفظ السلام في دارفور، امس، ان السودان علق الرحلات المتجهة الى القاعدة الخلفية للبعثة في اوغندا، لكن الخرطوم نفت اتخاذ هذا القرار. وقال ناطق باسم القوة "ابلغتنا وزارة الدفاع الاربعاء الماضي ان الرحلات الدولية ستتوقف بين" الفاشر بولاية شمال دارفور وعنتيبي باوغندا". وقال السفير العبيد أحمد مروح الناطق باسم الخارجية السودانية ان "هذه المعلومة عارية من الصحة تماما" واضاف: لم نعلق اي رحلة لقوة حفظ السلام في دارفور.. وتقول قوة حفظ السلام في دارفور ان الخرطوم لم تبرر هذا القرار الذي يأتي بعد شهر من معارك حدودية حملت على التخوف في الاسابيع الاخيرة من اندلاع حرب جديدة بين الخرطوموجوبا، حتى بدء تطبيق وقف لاطلاق النار فرضته الاممالمتحدة، الجمعة الماضي. وفي سياق آخر اتفق السودان وجنوب السودان ومنظمة الهجرة الدولية على ترحيل أكثر من 12 ألف مواطن من دولة جنوب السودان كانوا عالقين بميناء كوستي النهري عبر جسر جوي من الخرطوم إلى جوبا اعتبارا من الثالث عشر من الشهر الحالي . وقال مدير المركز القومي للنزوح والعودة الطوعية بالسودان السر العمدة "إن السودان وجنوب السودان ومنظمة الهجرة الدولية توصلوا إلى اتفاق بترحيل مواطني دولة جنوب السودان العالقين بميناء كوستى النهري عبر جسر جوي من الخرطوم إلى جوبا". وأوضح أن" منظمة الهجرة الدولية التزمت بترحيل مواطني دولة جنوب السودان العالقين بميناء كوستي النهري عبر جسر جوى من الخرطوم إلى جوبا اعتبارا من الثالث عشر من الشهر الجاري بمعدل 6 رحلات يوميا حتى يتم إخلاء الميناء من أي وجود للعائدين". وكانت فترة توفيق أوضاع الجنوبيين الموجودين بالخرطوم قد انتهت في الثامن من ابريل الماضي حسب ما أعلنت وزارة الداخلية السودانية. وفي التاسع من ابريل الماضي توقفت حركة الرحلات الجوية بين مطاري الخرطوموجوبا بالتزامن مع البدء في تطبيق قواعد جديدة من شأنها تحويل تلك الرحلات من داخلية إلى دولية. ويعامل الجنوبيون في السودان وفق القوانين المنظمة للوجود الأجنبي وتشترط الخرطوم توفيق أوضاعهم القانونية لبقائهم. ووقعت الخرطوموجوبا في 13 مارس الماضي في أديس ابابا اتفاقا بالأحرف الأولى لإنشاء لجنة وزارية مشتركة لتوفيق وترتيب أوضاع مواطنيهما.