"كرامة مصر المهدرة " حديث الساعة فى الشارع المصرى.. ويسأل المصريون: كيف ننتقم لها؟.. ولماذا لم نرسل بلطجية إلى الخرطوم مثلما فعل الجزائريون؟ أو على الأقل لماذا لم نرسل جمهور الدرجة الثالثة حتى يستولوا على الشارع السودانى ويشيعوا الرعب فى قلوب الجزائريين بدلاً من أن يحدث العكس؟.. هل نحرق علمهم مثلما حرقوا علمنا ومروا عليه بالسيارات؟.. لماذا اكتفى الحزب الوطنى بتسفيرا كوادره (الخمس نجوم) وانفق عليهم ملايين الجنيهات ولم يختر من عامة الشعب ممثلين فعليين للشعب وليس ممثلين درجة ثانية وثالثة مثل هؤلاء الذى جمعهم وزير الإعلام ودفع بهم إلى أرض معركة ليسوا على قدرها حتى أنهم فروا مذعورين من أمام الجزائريين فى الشوارع واختبئوا منهم فى الحوارى والبيوت يرسلوا الاستغاثات والنداءات للقيادة السياسية وكل القيادات لتحررهم من قبضة البلطجية العرب.. متى ننتقم وكيف ننتقم؟.. تساؤلات فى اتجاه أخر: لماذا ترك الأمن مظاهرات الغضب على الكرة وتصدى بالقمع لانتهاكات الأقصى وقبلها مظاهرات الغضب على ضرب غزة؟.. ماذا فعل لنا لاعبو الكرة؟ وماذا يفيد الشعب المصرى حتى وإن وصل فريقنا إلى كأس العالم؟ وهل لم يعد فى مصر إلا الممثلين.. هل لم يعد فى مصر الآن من يدفع قاطرة الثقافة؟ هل تم اختزال عقل مصر ورموزها فى الزعيم عادل إمام ويسرا وفردوس عبدالحميد حتى صار يفتون فى كل شىء وأى شىء؟.. تساؤلات فى اتجاه ثالث: من الذى بدأ بالخطأ والشحن الجماهيرى.. الإعلام المصرى أم الإعلام الجزائرى؟.. هل نحن المستفيدون من الاستثمارات فى الجزائر التى يزيد حجمها على العشرين ملياراً أم الجزائر وشعبها هو المستفيد؟.. هل نسحب هذه الاستثمارات أم نبقى عليها؟ وإذا فعلنا هل نضر بمصالح المصريين فى الخارج؟.. وما دور قطر فى هذه المؤامرة؟ وما دور إسرائيل وكيف ننجو بسفينة مصر فى هذا البحر المتلاطم؟ وربما ما سبق ليست كل الأسئلة المثارة الآن فى الشارع المصرى.. ولكنها على الأقل معظمها وهى بقدر إثارتها لكثير من القضايا فأنها تعكس حال المصريين الآن الذى لا يمكن تلخيصه إلا فى كلمة واحدة ووصف واحد هو (التشتت). نعم نحن فى حالة من التشتت لا أعتقد أننا مررنا بها إلا فى مثل هذه الأوقات العصيبة التى يختلط فيها الشىء ونقيضه فى نفس الوقت.. نريد ولا نريد.. شجعان وجبناء.. عقلاء وبلهاء.. فاهمون واعون وأغبياء غير مدركين. وأنهى هذه الحيرة بسؤال ليس من الشارع ولكن من عندى يطن فى عقلى منذ عدة أيام وهو: لماذا غضبنا عندما كتبت إحدى الجرائد الجزائرية تصف الشعب المصرى بأنه شعب المليون راقصة.. ألم نبتهج ونصفق ل عادل إمام عندما قال فى إحدى مسرحياته قولته الشهيرة (لو كان كل واحد عزّل عشان ساكنة تحته واحدة رقاصة كانت كل البلد باتت فى الشارع). لماذا لا تصدقون أن العرب وغيرهم رأوا هذا المشهد وسمعوا هذا الكلام وصدقوا قولة الزعيم حتى صارت هى وشبيهاتها حكما عاما على المصريين؟.