د. أسامة الملوحي أثناء الندوة الثورات العربية هي التى انتزعت للشعوب كرامتها "الأسد" الماسوني انتصر عالميا وسنرد باستعادة "المبادأة" أكد د. أسامة الملوحي – القيادي بالمعارضة السورية بالقاهرة – أن "الثورة" هى من انتزعت لشعوبنا العربية كرامتها وقيمتها، حيث أصبحت كلمة "الشعب يريد" تسقط عروشا وتطيح برؤوس الطواغيت، وأن الثورات العربية قد تبطئ أحيانا أو تتعطل بعض الوقت، ولكنها بالنهاية ماضية فى طريقها نحو تحقيق أهدافها، وأن الوقت المتبقي فى حياة الأنظمة الديكتاتورية التى لم تسقط بعد، مرهون بقدر جهود الثوار فى كل الأرض العربية. جاء ذلك فى الندوة التى عُقدت بمقر جريدة "مصر الجديدة" تحت شعار "المبادأة السياسية المفقودة فى عمل المعارضة السورية"، وحضرها نخبة من قيادات المعارضة على رأسهم "ربيع الجنيدي"، "ميسرة الجنيدي"، "عبد الرحمن ربوع"، "عبد الله حاتم"، ومن مصر الناشط الحقوقي "أسعد هيكل"، إلى جانب الضيف الرئيسي للندوة، د. أسامة الملوحي. وأكد د. أسامة الملوحي، أن المبادأة هى العامل المفتقد الآن من جانب الشعوب العربية، خاصة تلك التى تمكنت بالفعل من إسقاط أنظمتها الديناصورية، والتى لم يكن أحد يحلم بسقوطها يوما ما، وذلك عبر ثورات تتحدي يوما بعد يوم، كل المزاعم الباطلة بشأن ارتباطها بأجندات أجنبية أو اتهامات لمن تزعموها بالعمالة، موضحا أن عنصر المبادأة عندما توفر فى المراحل الأولي للثورات، فى مصر وتونس وغيرهما، كشف إلى مدي كان تهاتف ووهن الأنظمة الحاكمة، على عكس ما كان توهمنا آلتها الإعلامية الجبارة. وفى سورية تحديدا – يقول "الملوحي" – فالمبادأة قد تحققت رغم أن الشعب واجه نموذج على شاكلة "القذافي"، المستعد للتضحية بكل شعبه فى سبيل البقاء فى السلطة، ومن هنا فإن الشعب السوري يستحق أكبر تحية فى التاريخ، لأنه وبالرغم من أنه كان يعلم بما هو مقبل على مواجهته من مذابح لا إنسانية غير مسبوقة، إلا انه أصر على المضي قدما فى طريق الثورة فى وجه النظام الأشد وحشية فى تاريخ المنطقة. الأسد الماسوني على النقيض من ذلك، افتقدت المعارضة السورية، التى تشكلت هيئاتها المختلفة عقب اشتعال الثورة، عنصر المبادأة، تاركة إياه لمخضرمي حزب البعث السوري، بعلاقاته بالماسونية العالمية، وصفقاته التقليدية مع الشرق والغرب، مما مكن هذا الأخير من استعادة زمام الأمور، عبر إقناعه العالم أن بقاء نظامه السلطوي الدموي، هو صمام الأمان الباقي الوحيد، لاستقرار المنطقة، سواء عبر اللعب بورقة "أسلحة الدمار الشامل" التى تمتلكها سورية، عبر التخويف من سقوطها فى أيدي "إرهابيين"، أو فيما يتعلق بأمن الكيان الصهيوني، الذي بدوره عاش فى أمان تام، مستمتعا بالتهام فرسيته: أرض الجولان دونما أدني مضايقة من نظام آل الأسد، على مر السنين. وواصل "الملوحي" بقوله، أن الجهود الرسمية الدولية ثم العربية، التى تحركت على مهل قاتل، لدرجة أنها بدت وكأنها ليست جهود لوقف العنف، ولكنها لصالح إعطاء فرصة لنظام السفاح بشار، لكي يكمل جريمته على مهل، كانت أقوي حضورا على الساحة من نظيرتها التى تبنتها قوي المعارضة السورية، التى كانت دائما فى خندق رد الفعل، مما ساهم فى تشكيل مزيد من الضغوط علي الشعب السوري المقاوم، فى ظل نجاح دمشق "الأسد" فى التوصل إلي تفاهمات مع كيانات ودول ذات نفوذ، مثل أمريكا وأوروبا وتركيا و"العدو الصهيوني"، وحتى مع مصر "الرسمية"، فيما ظل مصر الشعب إلى جوار أشقائها فى أنحاء سورية الذبيحة. وقد ظهرت نتائج هذا النجاح سريعا، وأكبر دليل عليه هو إنكار مجلس الأمن وقوي الغرب، لحق الثوار فى التسلح دفاعا عن أنفسهم ضد الآلة العسكرية الباطشة لبشار وجنوده. مبادرة "المبادأة" وطرح د. أسامة الملوحي مبادرته تحت شعار "سنلزمكم ولو كنتم كارهين"، مشيرا إلي أن المعارضة السورية ليست مخيرة في تبني المبادأة السياسية على الفور تجاه العالم كله في المواجهة ضد بشار السفاح وإلا فلن يكون لها عاجلا من اسمها أي نصيب.. فكل دول العالم وحكوماته وهيئاته غير ملزمين بمناصرة ثورة شعب سورية، ولكنهم جميعا غير مُخيرين عندما يتعلق الأمر بجريمة الإبادة الجماعية التي يمارسها النظام الفاشي السوري. وأوضح أن المبادرة موجهة إلى عديد من المستويات وعلى كافة الأصعدة المحلية والعربية والشرق أوسطية والغربية والعالمية، فالعالم الذي تدخل لموقف المذابح فى البوسنة والهرسك وكوسوفو ودول أخري فى مجاهل أفريقية، والعالم الذي يحاكم تركيا على مذابح الأرمن بأثر رجعي، ويحاكم الألمان على مذابح الهولوكوست الوهمية، لا خيرة له من أمره بشأن إنقاذ الشعب السوري الذي سالت دماء أبنائه أنهارا، على أيدي "تتار بشار". أما بالنسبة للشق الخاص من المبادرة بالمعارضة السورية، فأشار إلى أنها مطالبة بالسعي نحو تجسير علاقات فورية مع جميع مواقع القوة السياسية فى العالم، عبر سلسلة من الفعاليات الشعبية الضاغطة على المؤسسات الدولية مثل البرلمان الأوروبي والكونجرس الأميريكي، ومجلس الأمن، بهدف شرح القضية السورية بأبعادها الحقيقية للعالم، شعوبا وحكومات.