جانب من الندوة على البدرى": أرفض مصطلح المطالب الفئوية "سحر سعيد": العمال والفلاحين ضحية المشهد الضبابي الراهن "أشرف بارومة": غضب الفلاحين قنبلة موقوتة "م. أحمد زهيري": قدمنا دراسات استراتيجية للتشغيل دون جدوى تحولت مشكلة العمالة العاطلة عن العمل إلى أزمة طاحنة، تطرق أبواب المواطنين فى مصر، دون سابق إنذار، لينضم على إثرها آلاف العمال والعاملات إلى طابور البطالة المقنعة، ومن هؤلاء عمال زراعة التشجير بوزارة الزراعة، الذين يعانى كثيرون منهم من الارتباط على ذمة الوزارة بعقود مؤقتة، يتم تجديدها تلقائيا، ولكن دون أمل فى التثبيت، والأسوأ أنه لا يوجد أى دخل مادي يدخل جيوب هؤلاء العاملين منذ ستة سنوات وحتى الآن..! وفى إطار تبنيها لقضايا العمال والفلاحين، احتضنت "مصر الجديدة" ندوة موسعة، حضرها "علي البدري" – رئيس اتحاد عمال مصر الحر – و"سحر أحمد سعيد" – رئيس اللجنة النقابية للفلاحين بكفر شكر وعضو "رابطة المرأة العربية" – و"أشرف بارومة" – رئيس حزب "مصر الكنانة"، والمهندس "أحمد ابراهيم زهيري" – منسق عام نقابة العاملين بالتشجير بوزراة الزراعة - وعشرات من العمال والعاملات من أصحاب القضية ذات البعدين الاقتصادي والاجتماعي فى آن واحد.
وفى البداية أكد "على البدري" – رئيس اتحاد عمال مصر الحر – قائلا، أن تبني الاتحاد لمطالب العمال، لا يعنى تشجيعه للمطالب الفئوية، مؤكدا رفضه لهذا المصطلح، لأن غالبية الشعب المصري كله فئات – على حد قوله – مشددا على أنه لا يجب تصنيف مطالب المصريين إلى سياسية واقتصادية وفئوية وغيرها، بل هى حزمة واحدة من المطالب التى تبناها الشعب بكافة فئاته عندما قامت ثورة 25 يناير المجيدة.
من جانبه أكد "أشرف بارومة" – رئيس حزب "مصر الكنانة" - على تبنيه للمطالب المشروعة للعمال فى كل مكان، من منطلق أنها مسئولية أصيلة لكل جهة أو كيان سياسي، محذرا من غضبة عارمة من جانب هؤلاء العمال وغيرهم ممن لا تتوقف اعتصاماتهم بصورة يومية، معتبرا ذلك ناقوس خطر، بحيث يتوجب على المسئولين فى كافة قطاعات الدولة العمل بطاقة مضاعفة من أجل احتواء هذا الغضب المتصاعد، مؤكدا أن غضبة الفلاحين – إذا حدث وتفجرت – فقولو على مصر السلام.
وأوضحت "سحر أحمد سعيد" – رئيس اللجنة النقابية للفلاحين بكفر شكر وعضو "رابطة المرأة العربية" – أن كثيرا من العمال فى مصر واقعين الآن، بين مطرقة الحاجة المُلحة لتحسين أوضاعهم المادية، وبين سندان حالة الضبابية الشاملة التى تخيم على سماء الوطن فى المرحلة الراهنة، لدرجة انه يصعب تماما على أي "خبير استراتيجي"، ناهيك عن المواطن البسيط، أن يتوقع ما هو آت على بعد ايام، ولا نقول شهور أو سنوات، وهو ما يدفع المواطنين الفقراء إلى حافة اليأس، ومن هنا تتصدر أخبار الإضرابات والاعتصامات والوقفات الاحتجاجية مانشيتات الصحف وبرامج "التوك شو" وحتى أحاديث المقاهي بين عامة الناس. أما المهندس "أحمد ابراهيم زهيري" – منسق عام نقابة العاملين بالتشجير بوزراة الزراعة – فأوضح بدوره أنه قام وزملاؤه بالنقابة بتقديم العديد من دراسات الجدوى الاقتصادية التى يمكن أن تفتح أبواب الأمل أمام، ليس عمال التشجير فقط ولكن أمام الآلاف من عمال وفلاحين مصر فى كل مكان، وهذه الدراسات تتعلق بمواقع الإدارات الزراعية المنتشرة فى كفر شكر وكافة مدن القليوبية، والتى تعانى إهمالا رهيبا منذ سنوات طويلة، ولكن يمكن إعادة تشغيلها واستثمارها إنتاجيا برعاية كل من الوزارة وبنك الائتمان الزراعي، وقد قدمنا هذه الدراسات إلى المسئولين فى كافة المواقع ولكن دون جدوى، حتى الآن.
مر الشكوى.. وإلى آراء العمال والعاملات، المشاركين فى الندوة، حيث قالت "زكية أبو الخير": مشكلتى هى التثبيت وأننى لا أقبض راتبى منذ ستة سنوات، وهو الراتب الذى لا يزيد عن 40 جنيه - أربعين جنيها – (!!) .. والغريب أننى مع ذلك اذهب إلى الإدارة الزراعية بكفر شكر يوميا، ولا أحد يطلب منى أن أعمل شيئا، وكل ما أطلبه أن يتم تثبيتي بعقد مستدام وأن أحصل على راتب يتناسب وأسعار اليوم التى تحولت إلى سعار يتلهم دخول البسطاء. "عزيزة زكى عبد الفتاح" – عاملة – التقطت خيط الحديث من زميلتها، مؤكدة انها مازلت محتفظة بوظيفتها رغم أنها لا تدر عليها اي دخل، لأنها تطمع فى أن تساند زوجها – الموظف – من أجل تحسين مستوى المعيشة، ومواجهة أعباء الحياه، مشيرة إلى أنها وكثير من زملائها وزميلاتها من حملة المؤهلات المتوسطة وأحيانا العليا، يطالبون بأن تصل "الثورة" إلى عقول وقلوب المسئولين و"ألا يتركونا لشعورنا بالهوان الدائم"، مؤكدة أن البديل الوحيد – حال استمرار تجاهل مطالبهم – هو الاعتصام فى مواقع العمل.