تتواصل الأنشطة والفعاليات التضامنية مع الأسير خضر عدنان في فلسطين وخارجها الذي مر على إضرابه عن الطعام قرابة 60 يوما في سجون الاحتلال ، ليوصل من خلال إضرابه للعالم أجمع رسالة مفادها أن كرامة الإنسان أغلى من الطعام. حيث تم اعتبار يوم غدٍ الأربعاء مناسبةً وطنية للتضامن مع الأسير ولمواجهة سياسة "الاعتقال الإداري". وزارة الأسرى بحكومة رام الله أعلنت عن تشكيل اليوم الوطني المقرر أن يكون غداً الأربعاء إلتزاماً بالتوصية التي وجهها عمداء الأسرى في السجون الإسرائيلية كريم وماهر يونس، لمواجهة سياسة الاعتقال الإداري، وستكون فعالية هذا اليوم إضراباً عن الطعام في كافة الأراضي الفلسطينية أمام مقرات الصليب الأحمر من 9 صباحا حتى آذان المغرب. جامعات ومدارس قطاع غزة لم تغيب عن فعاليات التضامن فأطلقت مجموعة من الفعاليات والأنشطة الطلابية المتواصلة, للتضامن مع الأسير خضر عدنان المضرب عن الطعام منذ ما يقارب ال60 يوما. وقامت وزارة التربية والتعليم بغزة بالتنسيق مع الرابطة الإسلامية _الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي_ بتخصيص ساعة كاملة من الإذاعة المدرسية في كافة مدارس القطاع للحديث عن معاناة الأسير خضر عدنان ومعركة الكرامة التي يخوضها في سجون الاحتلال. وتهدف الإذاعة المدرسية إلى تعريف الطلاب بالشيخ الأسير, وإبراز قضيته وإضرابه عن الطعام دفاعا عن باقي الأسرى, والتطرق إلى قضية الاعتقال الإداري التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق العديد من الأسرى. تفاعل طلاب الجامعات مع هذه الفعاليات التضامنية بدا واضحاً , حيث شهدت جامعة القدس المفتوحة بغزة وقفةً تضامنية حضرها رئيس الجامعة الدكتور زياد الجرجاوي والأسير المحرر طارق عز الدين وعدد من الأساتذة وحشد كبير من الطلاب . كما نظّم طلاب جامعة الخليل بالضفة المحتلة وقفة تضامنية للحديث عن معاناة الشيخ خضر وكافة الأسرى وللتنديد بقرارات الاحتلال الجائرة بحقهم. أما في خارج فلسطين فقد اعتصم عدد من أبناء الجالية الفلسطينية اليوم الثلاثاء، أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العاصمة البريطانية لندن، مطالبين بالإفراج عن الأسير خضر عدنان الذي مر على إضرابه قرابة 60 يوما في سجون الاحتلال. وأعرب المعتصمون عن تضامنهم مع الأسرى الذين بدؤوا إضرابا مفتوحا عن الطعام تضامنا مع الأسير عدنان واحتجاجا على أوضاعهم. ودعا سفير فلسطين لدى المملكة المتحدة مانويل حساسيان، في تصريح له الحكومة البريطانية إلى التدخل للإفراج عن الأسير عدنان، مطالبا المواطنين البريطانيين بإسماع صوتهم والتضامن مع عدنان لإنقاذ حياته وحياة المئات من المعتقلين الإداريين. وزير شؤون الأسرى والمحررين، عيسى قراقع، أكد اليوم الثلاثاء، أن قرار محكمة الاحتلال بتثبيت الحكم الإداري بحق الشيخ الأسير خضر عدنان (33 عاماً)، بأنه قرار يهدف إلى القتل العمد، وكأن إسرائيل تقول "دعوه يموت". وأضاف قراقع: اتخذ هذا القراء، ولم تأخذ محكمة الاحتلال بالاعتبار أنه معتقل ومضرب عن الطعام وهو مكبل بالأصفاد، ولم تأخذ بعين الاعتبار أنه معتقل إداري اتخذ الحكم بحقه دون محاكمة عادلة ولا تهم، ولم تأخذ المحكمة كل التدخلات التي حصلت والتي دعت إلى الإفراج الفوري عنه. وأكد قراقع أن قرار المحكمة العسكرية يؤكد أنه قرار سياسي مدروس، صادر عن قاض عنصري، وهو قرار يستهدف حياة الأسير خضر عدنان، والأسرى الإداريين وكل الأسرى والحركة الأسيرة برمتها، ويستهدف مطالبها الشرعية والمحقة والعادلة. قدورة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني أكد من جانبه أن الأسير خضر يقف ببسالة وبطولة استثنائية ليكون نموذجاً للأسرى بالتصدي والتحدي لسلطات الاحتلال المارقة، التي تعتمد على قوانين باطلة. وأشار فارس إلى أن إضراب الأسير خضر تشكل صرخة مدوية، وظن الاحتلال أن احتجازه واعتقاله يمكن أن يكتم صوته، لكن صوته تخطى جدران السجن، ووصل إلى كل المعمورة. كما ودعا الدكتور صائب عريقات عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" رئيس الوفد الفلسطيني لمفاوضات الوضع النهائي الأممالمتحدة، وأمريكا وفرنسا التدخل للإفراج عن الأسير خضر خضر، محملاً الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير. مؤكداً في الوقت ذاته على الضرورة القصوى لتدخل جدي من المجتمع الدولي للتعامل مع قضية الأسرى على اعتبارها أحد قضايا مفاوضات الوضع النهائي ولا تقل أهمية عن أي منها. وشدد عريقات بأن الحكومة الإسرائيلية المتعاقبة تعاملت مع قضية الأسرى ولا زالت بأساليب وممارسات الابتزاز، ولم تنفذ أي من الاتفاقات التي وقعت بهذا الشأن وخاصة اتفاق شرم الشيخ لعام 1999، الذي نصت مادته الثالثة على وجوب الإفراج عن الأسرى الذين اعتقلوا قبل نهاية 1994. وسط استمرار الفعاليات الفلسطينية فقط وغياب الفعاليات العربية والدولية فهل تستيقظ الدول العربية والأوروبية التي تربطها علاقات اقتصادية مع سلطات الاحتلال الصهيوني من غيبوبتها العميقة وتقوم بدورها كورقة ضغط على سلطات الاحتلال لإنهاء معاناة الأسرى الفلسطينيين؟