احتفلت تونس بعيد ثورتها الأول ( عقبال عندكم ) نعم مر عام على ثورة تونس وقد تحقق لشعبها ماتمنى وما أراد أجرى انتخاباته ويسير فى طريق وضع دستوره الجديد الذى طالما حلم به وأصبح له رئيساً مؤقتاً. (تهنئة من القلب لشعب تونس ونتمنى دوام التوفيق ) لا تتعجب فالشعب التونسى كان هد فه الأول وطنه فصنع التوافق بين كل تياراته السياسية وحافظ علي هذا التوافق فالأغلبية للتيار الدينى ( مش مهم )والرئيس المؤقت شيوعى (مش مشكلة ) المهم الوطن المهم هو أن يسير الشعب فى طريقه لبناء دولته المدنية الحديثة بعيداً عن الشعارات والانتهازية السياسية. .الشعب التونسى احترم عامل الوقت فلم يضيع دقيقة واحدة وكان حريصاًعلى اغتنام كل وقته من أجل وطنه . أما نحن فماذا فعلنا ؟! فمنذ رحيل النظام القديم ونحن فى خلاف دائم ونقاش لا يضر ولا ينفع وجدال مقيت ودخلنا فى هيستريا المكلمة وثار الحوار والنقاش الدائر الدستور أولا ً أم الانتخابات أولا ً (البيضه ولا الفرخة ).
وذهبنا للاستفتاء الذى تحول بقدرة قادر إلى معركة بين الجنة والنار فمن قال نعم دخل الجنة ومن قال لا دخل النار (فى كدة فى الدنيا). ودار الصراع بين التيارات الإسلامية والليبرالية ،وتبادل اتهاما ت، وتكفير واتهام بالجهل والتخلف (جنان ) ودخلنا فى قضية الديمقراطية حلال؟ أم حرام؟ ونجيب محفوظ ملحد ؟أم مؤمن؟ الانتخاب بالقائمة أم بالفردى (جوز ولا فرد ) ولو بالقائمة ياترى النسبية ولا المغلقة (نفتح الشبك ولا نقفله ). أضعنا الوقت فى مكلمة كما أضعنا سنوات من قبل فى قضايا ومشاريع فاشلة هذا هو دأبنا لا نعرف للوقت قيمته (سلو بلدنا كدة ) أصبحنا مهرة فى حمل الحجارة والقذف بالطوب وإشعال الحرائق خاصة حرق التراث (بدرجة جاهل مع مرتبة الخيبة الأولى) ،أصبحنا نقيم فى الشوارع ليل نهار وتركنا العمل وضاع الإنتاج وتوقف الاستثمار وهرب منا وأصبح اقتصادنا فى غرفة الإنعاش وقفات واعتصامات فى كل مكان وقطارت تتعطل ومصالح تغلق أبوابهاوضاعت مصالح البلاد والعباد (والله حرام ) أغفلنا دورنا تجاه (أولاد الشوارع ) فحملوا السلاح وخرجوا يقطعون الطرق ويستبيحون كل شيء. نحن نعود للخلف وربما أردنا السير عكس خلق الله مردد ين أن لنا خصوصيتنا ولا أعرف ما علاقة الخصوصية بمبادئ وخطوات بناء الدولة المتعارف عليها فى الدنيا كلها . التيارات السياسية والأحزاب كافة دون استثناء ضربت أروع المثل فى الانتهازية تكالبوا جميعاً على مقاعد البرلما ن ولم يهتموا بقضايا الوطن وكأن تحت القبة غنيمة (مافيش غنائم وخاب مسعاكم ). لم يسعوا للتهدئة فى تلك الأحداث الدامية (البرلمان أهم )ومن فاز منهم خرج فى مسيرات حاشدة وكأنه عائد من غزوة وأقاموا الأفراح والليالى الملاح وذبحوا الذبائح (مولد ). التيارات السياسية والأحزاب كلها أثبتت أنا نيتها وحبها لنفسها ومصالحها الكل يبحث عن دور جديد الكل ضد الكل الكل مختلف مع الكل لا أحد مع أحد تحولنا من حالة الاحتلاف إلى حالة الخناق . أفيقوا يرحمكم الله وأطفئوا النار التى ستنالنا جميعاً ارحموا هذا الوطن أرحموا مصر فكروا ولو لمرة واحد فى مصلحة تلك الأمة التى ضحت بأعز ماتملك من أجل أن تصلوا لما أنتم فيه من الحرية والديمقراطية لا تجعلوا للفرقة والقطيعة بينكم باباً . ولله الأمر من قبل ومن بعد