ايران والإخوان .. مفردتان مرتبطتان فى أذهان النظام وبعض المواطنين بالخطر على الأمن القومى .. والسؤال الذى يتردد كثيرا: أيهما أخطر "الاخوان" كحركة اسلامية استطاعت أن تفرض تواجدها داخل الشارع وتحصر مقاعد برلمانية وتجعل شعارها "الاسلام هو الحل" على مرأى ومسمع من الجميع؟ أم ايران .. الخطر الخارجى واصطناع العداوة مع بعض التكتلات السياسية بداخلها ومعاداة من يقترب لهذه الدولة والوقوف بجانب من يتوعد لها؟ وحتى تتضح الأمور فان "مصر الجديدة" لا تفاضل بين الاخوان وايران بقدر هدفها فى كشف الأولى بالمواجهة أكثر من الاخر.. فى البداية يوضح أحمد لاشين أستاذ الدراسات الايرانية بجامعة عين شمس ان المذهب الشيعى أحد المنتجات الفكرية والسياسية للتاريخ الاسلامى حاول عبر مرور قرون تمثل النموذج النبوى الاول وتثبيت اطار واحد بين علاقة الدين والدولة فكانت مرحلة الأئمة الاوائل وتنحيهم أولياء على الناس ووضعهم فى تماثل مع النموذج النبوى من حيث قيمتهم وعصمتهم . ويقول لاشين أن الباحث الايراني "عباس خامه يار" يقول ان الذى يجمع بين ايران والاخوان المسلمين – وهما اتجاهات متباعدة – هو تثبيت الاسلام كنظام للحكم ونجاح ايران فى تحقيق الهدف وسعى الاخوان لذلك فرغم كل الخلافات المذهبية بين الطرفين ورغم انتماء الاخوان الدينى ذو التوجه السنى المتشدد الا أن هذا لا يمنع مطلقا من بناء علاقات سياسية مع الشيعة ليس فى مصر فقط ولكن فى العديد من البلدان العربية الاخرى ومن جانبه يرى اللواء حسن عبد الفتاح الخبير الأمنى أن النظام قادر على التعامل سواء ايران أو الاخوان وأى خطر يهدد الأمن القومى فهو بمثابة خط أحمر لم ولن يستطيع أحد تجاوزه فى ظل حكم الرئيس مبارك وايران تدرك ذلك ، وخير دليل ما حدث مع خلية حزب الله التى كانت تسعى الى استخدام الاراضى المصرية فى أعمال غير قانونية . أما عن الاخوان – والكلام للدكتور عبد الفتاح – فقد حاولوا كثير الحصول على أكبر استفادة ممكنة من النظام الايرانى فى صفقات سياسية واقتصادية وعسكرية. ويستبعد د/ محمد فخرى عبد الرحمن أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة فكرة التعاون بين الاخوان وايران لأن الاخوان ليسوا بكل هذا الغباء للتعامل مع ايران فهم يعلمون تمام العلم أن التعامل مع الثورة الايرانية ورجالها محفوفا بمخاطر المصلحة الايرانية فيؤيدون المواقف الايرانية حينما تتفق مع مصالحهم ويبتعدون عنها اذا ما شعروا بخطر، فمثلا نجد الاخوان التزموا الصمت عندما تحدث الشيخ يوسف القرضاوى فى الفترة الأخيرة ضد ايران والمذهب الشيعى الى أن تمت تسوية الأمور بين القرضاوى وايران بواسطة ايات الله الشيعة وليس السنة والاخوان وأكبر دليل على ترقب ايران لما يحدث فى مصر ما حدث فى أزمة تنظيم حزب الله فقد أصدر البرلمان الايرانى بيانا فى فترة الحكومة السابقة لنجاد يندد بالموقف المصرى تجاه حزب الله وخرج علينا زعماء الشيعة المصريين ليروجون أن هذه مرحلة تصفية التشيع فى مصر يخص ايران مباشرة. وتشير ايمان أبو بكر بالمنظمة المصرية لحقوق الانسان الى دعم ايران الدائم للحركات الدينية السياسية فى العالم العربى بدءا من حزب الله وحماس والتى تمثل فى جانب منها الشق العسكرى للاخوان والجماعات الاسلامية فى الجزائر ولا عجب أن يكون كل قيادات التشيع فى مصر من الاخوان المسلمين قبل أن يتركوا الجماعة ويتحولوا الى التشيع !