الطبخة الشهية هى التى تنال إعجاب الجميع ولكن فقط إذا عرفت طريقة التحضير وقدمت فى التوقيت الصحيح. فى الأسبوع الماضى تقدمت أمامكم باقتراح برىء وهو دعوة صريحة لتشكيل منتخب «مصر السياسى الجديد» المكون من مجموعة من الشباب والرجال والسيدات المخلصين.. فلهم مواصفات محددة ولا خلاف على انتماءاتهم الوطنية وخبرتهم، وكفاءتهم تطغى على ولائهم الحزبى والمصالح الشخصية، فهم عدد من المستقلين الدائمين نكون بهم فريقاً داخل وخارج البرلمان له علاقة مباشرة مع نبض الشارع. وبالرغم من اهتمام البعض بهذا الاقتراح فهناك من أكد أن هذا اقتراح صعب التنفيذ ليس لاستحالة وجود لاعبين سياسيين يتفق عليهم عدد كبير من الأطراف ولكن لأنه يشكل منافسة حقيقية تعطى شكلاً حضارياً مشروعاً وربما يوسع الخيارات أمام المواطن ويستفز البعض أو يزيد الحماس عند عدد كبير مما يدفع إلى ارتفاع حالة الاقتراع فى حوافز الانتخابات، وهذا يغير الحسابات عند البعض الآخر.. وهناك هواجس من الفريق الذى يدور فى فلكنا ومن الآخرين الذين يخرجون خارج الإطار المرغوب فيه.. فلا توجد معالم واضحة أو خطوط يتفق عليها الكثيرون هنا فى الداخل، والسؤال هل توافق الجميع فى هذا البلد على العمل ضد مصلحة الوطن؟ ■ فإن كان الأسلوب المصرى لا يتغير فهناك وقائع على الأرض داخلية وخارجية فرضت للتغيير والتطوير، والمهم التفهم لهذه المستجدات والأمور تحسب بخواتيمها ونتائجها وليس كما فى الماضى تدخل فى نطاق مجرد شكليات والنتائج معروفة مسبقاً. بصراحة أكثر، ناقوس الخطر يدق من حولنا.. فعلينا أن نسرع فى إنجاز وتوفير نماذج واضحة تساهم فى حلول لتحديات مستحقة قريباً... فعلينا الاستعداد للمواجهة حتى لا نتهم بالتقصير. ■ الانتخابات البرلمانية المقبلة لدينا تأتى ضمن مرحلة إقليمية ودولية صعبة وهناك عيون تراقب وتحلل وتعلق.. ونحن فى زمن اللعب على المكشوف ولا مجال للانكسار أو الكسوف. ■ كل الشخصيات مهما كانت أهميتها أو تاريخها فهى قابلة للتبديل فنحن نحتاج إلى مجموعة جديدة تحمل شعار «مصر أولاً قبل مصلحة الجميع».. فهذا وطننا الوحيد.. إن خسرناه لا بديل له ولا تعويض. ■ فنحن لسنا بدولة إيران التى اعتبرها البعض دولة منزهة من الغش والخداع ومن حقها الحراك السياسى أو الاعتراض فهى دولة إسلامية مثالية فى النظام والديمقراطية.. ■ ولا يوجد لدينا ولاية الفقيه ولا نرغب فى الأسلوب والعلاج السلبى الذى قدم فى صورة فضحت النظام أمام الجميع ولا مجال للشك أو التبرير.. ■ كما أننا لسنا الوطن الصغير مثل لبنان يضرب به المثل فى عملية الانتخاب فلا طوائف ولا زعامات ولا صور لشهداء أبطال بسبب مواقفهم السياسية من سوريا وإيران، ولا هناك طائفة تحمل السلاح خارج نطاق الدولة لحساب آخرين وتحصر هذه الفئة حقها الوحيد فى المقاومة والاعتراض فى الداخل والخارج.. نحن فقط مصريون نعد أكبر دولة وينظر لنا الجميع. ■ ملاحظة أخيرة.. لم تفرز الانتخابات السابقة وجوهاً تجذب حماس المواطنين، إذاً فيمكن أن يكون الاحتجاج على نتائج الانتخابات القادمة شرارة الاعتراض الشعبى بداية لتهديد الاستقرار فى الشارع المصرى ولا نشكك هنا فى قدرة الضمان الأمنى، ولكن هذا يستدعى مشهداً يفتح علينا الكثير من العتاب وباباً للاستفادة من الانشقاق من جانب الأشقاء والأعداء وقد لا نعطى الفرصة لأحد إن كان التفكير يبدأ اليوم وليس غداً. [email protected]