كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أمس أن إدارة أوباما تخطط لتعزيز الوجود العسكري الأمريكي في الخليج العربي بعد انسحاب القوات الباقية من العراق هذا العام. ونقلت الصحيفة عن مسئولين ودبلوماسيين أن عملية التعزيز تشمل إعادة تمركز بنشر قوات قتالية جديدة في الكويت تكون قادرة على الإستجابة لإنهيار الأمن في العراق أو الدخول في مواجهة عسكرية مع إيران. وقالت الصحيفة إن تلك الخطط، قيد المناقشة لعدة أشهر، واكتسبت طابعا ملحا جديدا بعد إعلان الرئيس أوباما هذا الشهر عن عودة آخر الجنود الأمريكيين من العراق بحلول نهاية ديسمبر المقبل وهو ما يعني إنهاء الحرب المستمرة منذ 8 سنوات، لكن الضباط العسكريين والدبلوماسيين الأمريكيين، فضلا عن مسئولين من عدة بلدان في المنطقة، يشعرون بالقلق من أن يؤدي الانسحاب إلى حالة من عدم الاستقرار أو ما هو أسوأ. وقالت الصحيفة إن هناك مفاوضات بشأن الحفاظ على وجود قوات برية مقاتلة في الكويت، فيما تدرس الولاياتالمتحدة إرسال عدد أكبر من السفن الحربية التابعة للبحرية للمياه الدولية في المنطقة، وتضيف أنه بالنظر للتهديد من جانب إيران، فإن الإدارة تسعى أيضا لتوسيع العلاقات العسكرية مع الدول الست في مجلس التعاون الخليجي (السعودية والكويت والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان)، وبما أن الولاياتالمتحدة لديها علاقات عسكرية ثنائية وثيقة مع كل دولة علي حدا، فإن الادارة والجيش الأمريكي يحاولان تعزيز "البنية الأمنية" الجديدة في منطقة الخليج والتي من شأنها أن تدمج الدوريات الجوية والبحرية والدفاع الصاروخي معاً. وكشفت الصحيفة أن حجم القوة القتالية الأمريكية التي ستكون علي أهبة الاستعداد ومقرها الكويت لا تزال تخضع للمفاوضات، حيث ينتظر حسم أمرها في الأيام المقبلة، ورفض ضباط في مقر القيادة المركزية مناقشة تفاصيل المقترحات، وقد يتم إدراج خطط نشر ناجحة من العقود الماضية في خطط جديدة لمرحلة ما بعد العراق في المنطقة. فعلى سبيل المثال، في وقت ما بين حرب الخليج عام 1991 وغزو العراق في عام 2003، حافظت الولاياتالمتحدة على وجود كتيبة قتالية واحدة علي الأقل - وأحيانا لواء كاملا - في الكويت على مدار السنة، إلى جانب ترسانة هائلة. وقد سعى أوباما وكبار مستشاري الأمن القومي لطمأنة الدول الحليفة، إلى جانب منتقديه، بما في ذلك العديد من الجمهوريين، من أن الولاياتالمتحدة لن تتخلى عن التزاماتها في الخليج بعد رحيل قواتها عن العراق، وقال إنه يتطلع إلى القيام بالشئ نفسه في أفغانستان بحلول نهاية عام 2014. وفي لقاء مع المسئولين العسكريين في آسيا الأسبوع الماضي، أشار وزير الدفاع، ليون بانيتا إلى أن الولاياتالمتحدة لديها 40 ألف جندي في المنطقة، بما في ذلك 23 ألفا في الكويت، الغالبية العظمى منهم بمثابة دعم لوجستي للقوات في العراق. وقال ضباط في القيادة المركزية الأمريكية إنه في حقبة ما بعد العراق طلب منهم البحث عن طرق أكثر فعالية لنشر القوات وتحقيق أقصى قدر من التعاون مع الشركاء الإقليميين، وقالت الصحيفة إن جزءا آخر من التخطيط في مرحلة ما بعد الإدارة في العراق ينطوي على دورلمجلس التعاون الخليجي الذي يسعي بصورة متزايدة إلى ممارسة نفوذ دبلوماسي وعسكري في المنطقة وخارجها، فقد أرسلت قطر والإمارات العربية المتحدة، على سبيل المثال ، طائرات مقاتلة إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط كجزء من تدخل حلف شمال الأطلنطي بقيادة الولاياتالمتحدة في ليبيا، في حين أن البحرين والإمارات العربية المتحدة لهما قوات في افغانستان، وفي الوقت نفسه، أرسلت المجلس قوة برية معظمها من السعودية إلى البحرين لدعم الحكومة في قمع تظاهرات هذا العام، على الرغم من الانتقادات الدولية. وكشفت الصحيفة عن اقتراح الإدارة الأمريكية إقامة تحالف أمني ومتعدد الأطراف بين الدول الخليجية الست والولاياتالمتحدة في جلسة غير عادية مشتركة مع دول المجلس على هامش اجتماعات الأممالمتحدة في نيويورك الشهر الماضي، وقالت الصحيفة إن هذا الاقتراح لا يزال يتطلب موافقة المجلس الذي سيجتمع زعمائه مجددا في ديسمبر بالعاصمة السعودية حيث تري الإدارة أنه نوعا من التعاون المتعدد الأطراف يجب أن يتغلب على التنافس بين الدول الست.