المنطقة المنزوعة السلاح أكبر ضمان برهن سيناء لإسرائيل بمناسبة حرب اكتوبر المجيدة واعادة اراضينا التي كانت اسرائيل قد احتلتها ، وليس بمنفصل عن التصريحات الاسرائيلية بشان الفراغ الامني في سيناء تفتح مصر الجديدة ملف المخطط الصهيوني الذي يستهدف مصر في عام 2009 تسربت وثيقة حول شهادة مثيرة أدلى بها المسؤول الأمني الأول في الدولة العبرية " افي ديختر " والتي تسلط الضوء على تدابيرهم ومخططاتهم من اجل الدخول الى مصر مرة اخرى الوثيقة تتناول الاستراتيجية الاسرائيلية في المنطقة والتي تحدث عنها آفي ديختر رئيس جهاز الامن العام الاسرائيلي" الشاباك" السابق الذي صار وزيراً للأمن الداخلي في حكومة إيهود أولمرت في معهد أبحاث الأمن القومي " الإسرائيل قال افي ديختر ان " محددات للسياسة الإسرائيلية إزاء مصر تتمثل في ضرورة تعميق وتوطيد العلاقات مع الرئيس حسني مبارك، والنخب الحاكمة سواء في الحكومة أو في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم. مع توجيه اهتمام خاص إلى رجال السياسة ورجال الأعمال والإعلام، يقوم على المصالح المشتركة التي تحقق مصالح الجانبين. وفي هذا السياق تحتل العلاقة مع النخب الإعلامية المصرية مكانة خاصة، بالنظر لأهمية دور وسائل الإعلام في تشكيل الرأي العام وبلورة اتجاهاته " وفي هذه الجزئية عل وجه التحديد يلزمنا وقفة ، فكم من اعلامي سافر الي اسرائيل !! وماذا اتخذ ضدهم من اجراءات !! وكم اعلامي كانت لهم علاقات مع مسؤولين اسرائيليين في مصر وخارجها ، كم اعلامي كان يصفق قبل النوم وبعده للسياسة المصرية تجاه اسرائيل ... ان كلمات ديختر لم تكن محض صدفة بل كانت مبنية علي اسس وحقائق مبموسة بالنسبة له ولنا . واستطرد ديختر قائلا " إن إسرائيل وهى تسعى إلى تمتين صلاتها مع القاهرة،فهي شديدة الحرص على نسج علاقة خاصة مع أقوى شخصيتين في البلد، هما اللتان ستتوليان السلطة بعد رحيل الرئيس مبارك. و هما جمال مبارك نجل الرئيس المصري، وعمر سليمان رئيس المخابرات العامة، الذي أصبح له حضوره الواسع داخل مصر وخارجها. ولكن الثورة المصرية اطاحت بهذين الخيارين بالنسبة لاسرائيل وان كان المستقبل غير معلوم لنا ، خاصة في ل انباء عن نية عمر سليمان الترشح لرئاسة الجمهورية ، كما ان هناك اراء تقول ان جمال مبارك اذا ما تمت تبرئته من القضايا المتهم فيها ، فانه لا يوجد اي سند قانوني يمنعه من الترشح للرئاسة ... وأشار ديختر حينئذ الى ان من مصلحة إسرائيل الحفاظ على الوضع الراهن، ومواجهة تطورات لا تحمد عقباها، إذا حدثت تحولات مناقضة لتقديراتها المبنية على أن السلطة في المستقبل سوف تنتقل من الأب إلى الابن او عمر سليمان ، ولكن كما ذكرت فان الثورة اطاحت بهذه الخيارات فماذا بعد ... تحدث ديختر عن السيناريوهات المستقبلية للعلاقات المصرية الاسرائيلية والتعامل الاسرائيلي مع مصر اذا ما تحولت الاوضاع السياسية في مصر الى غير صالح اسرائيل ، ولخصها فيما يلي قال آفى ديختر في محاضرته إنه منذ توقيع معاهدة كامب ديفيد في عام 1979، وأحد الأسئلة الشاغلة للعقل الإسرائيلي هو: كيف يمكن الحيلولة دون حدوث تغيير دراماتيكي في مصر؟ وفي هذا الصدد قال الكاتب الاسرائيلي تسفي برئيل في صحيفة هاارتس في اعقاب ثورة يناير ان اسرائيل عليها تحجيم الثورة المصرية وتحويلها من ثورة حقيقة الى مجرد حركة اصلاح داخلي لا تؤثر على سياسة مصر الخارجية عن طريق استعمال العلاقات الاسرائيلية مع رجال الاعمال وبعض ممن باعوا ذمتهم من رؤؤس الحكم القديم . وردا على السؤال السابق قال ديختر " إننا حددنا سيناريوهات التغيير الدراماتيكى في ثلاثة احتمالات: الاحتمال الاول وهو تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في مصر، وفقدان الحكومة السيطرة على الموقف، مما قد يفضى إلى اضطرابات تمكِّن الإخوان المسلمين من الوصول إلى السلطة الاحتمال الثاني : حدوث انقلاب عسكري تقوده عناصر شابة طموحة وتستولي على السلطة ، لكنه استبعد هذا الاحتمال الاحتمال الثالث هو دخول البلاد في حالة فوضى وفقدان الحكومة السيطرة على الاوضاع وفى هذه الحالة قد يكون الخيار الأفضل أن تجرى انتخابات عامة تحت إشراف دولي، تشارك فيها حركات أكثر أهمية من حركة «كفاية» مما يؤدي إلى ظهور خريطة جديدة للتفاعلات الداخلية ، وهذا ما حدث بالفعل بعد ثورة يناير حيث طفت على الساحة احزاب وحركات سياسية واحزاب جديدة ، بالاضافة الى ان بعض الاحزاب التي تم حلها اعادت هيكلة نفسها في احزاب جديدة للمشاركة في الحياة السياسية الجديدة في مصر ، هذا بالاضافة الى بعض المطالب من داخل مصر ذاتها بالاشراف الدولي عل الانتخابات مثل 6 ابريل وكفاية وغيرهم. ومن خلال ما سبق يمكن القول ان اسرائيل والولاياتالمتحدة تتابع عن كثب ما يدور في مصر من خلال نظم مراقبة ورصد وانذار ، قادرة على تحليل ما يتم جمعه وتقييمه، ووضعه تحت تصرف القيادات في واشنطن وتل أبيب . وفي مقال له عن هذا الامر يقول الكاتب الكبير فهمي هويدي " من قبيل تحصيل الحاصل، القول بأن لدى الولاياتالمتحدة وإسرائيل إستراتيجية استباقية لمواجهة أي متغيرات في مصر. ذلك أن واشنطن بعدما وطأت أقدامها مصر بعد رحيل الرئيس عبد الناصر وتولي السادات زمام السلطة، أدركت أنه لابد من إقامة مرتكزات ودعائم أمنية واقتصادية وثقافية، على غرار ما فعلته في تركيا منذ الحرب العالمية الثانية. وانطلاقا من ثقتها بهذه الركائز وقدرتها على لجم أية مفاجآت غير سارة، فإن واشنطن تبدو أقل قلقا وانزعاجا منا إزاء مستقبل الأوضاع في مصر. ويضيف هويدي ان الاطمئنان الامريكي يعتمد على عدة عوامل اهمه إقامة شراكة مع القوى والفعاليات المؤثرة والمالكة لمختلف عناصر القوة والنفوذ، من رجال السلطة إلى رجال الأعمال والإعلام شراكة أخرى مع الأجهزة الأمنية باختلاف مستوياتها تأهيل محطات إستراتيجية داخل المدن الرئيسية التي هي مراكز صنع القرار في مقدمتها القاهرة والإسكندرية الاحتفاظ بقوة تدخل سريع من المارينز في النقاط الحساسة بإمكانها الانتشار خلال بضع ساعات للسيطرة على مراكز عصب الحياة بالعاصمة مرابطة قطع بحرية وطائرات أمريكية في قواعد خاصة بها للتحرك عند اللزوم. واكد ديختر ان هناك تنسيقا كافيا بين واشنطن وتل أبيب لمواجهة جميع الاحتمالات، فإسرائيل لها تصورها الخاص في التعامل مع متغيرات الوضع في مصر. إذ هي مستعدة لمواجهة أي طارئ بما في ذلك العودة إلى «احتلال» شبه جزيرة سيناء، إذا استشعرت أن تلك المتغيرات من شأنها أن تحدث انقلابا في السياسة المصرية إزاء إسرائيل وذلك لأننا حين انسحبنا من سيناء ضمنا أن تبقى رهينة". ويضيف ديختر هذا الارتهان تكفله ضمانات أمريكية من بينها السماح لإسرائيل بالعودة إليها إذا اقتضى الأمر ذلك حيث إن هناك قوات أمريكية مرابطة في سيناء تمتلك حرية الحركة والقدرة على المراقبة، بل ومواجهة أسوأ المواقف وعدم الانسحاب تحت أي ظرف. ويوضح ديختر ان اسرائيل تعلمت من تجربة عام 1967 دروساً لا تُنسى، ، فسيناء مجردة من السلاح ومحظور على الجيش المصري الانتشار فيها. وتلك هي الضمانة الأقوى لاحتواء أي تهديد افتراضي من مصر. ولم يعد سرا أن الموافقة على إدخال 600 من أفراد الشرطة وحرس الحدود والأمن المركزي المصري إلى سيناء للتمركز حول حدود قطاع غزة، لم تتم إلا بعد دراسة مستفيضة من جانب الطاقم الأمني وبعد مخاض عسير داخل الحكومة الإسرائيلية. وفي كل الأحوال فإن تمسك إسرائيل بتجريد مسافة بعمق 350 كيلو مترا من السلاح في سيناء يظل ضمانا لن تتخلى عنه تحت أى ظرف. وختم ديختر حديثه قائلا : إن القاعدة الحاكمة لموقفنا هي أن مصر تم تحييدها في الصراع العربي الاسرائيلي ولن تعود إلى المواجهة مع إسرائيل ، وذلك موقف يحظى بالدعم القوي والعملي من جانب الولاياتالمتحدة. وما حدث من الموقف المصري بعد عملية قتل الجنود المصريين عند الحدود المصرية مع اسرائيل ، والضغوط الامريكية التي مارستها واشنطن على المجلس العسكري من اجل التراجع عن سحب السفير المصري في تل ابيب ، بالاضافة الى عدم موافقتها على ادخال قوات مصرية اضافية الى سيناء وغيره من الاسباب يجعلنا نضع علامات استفهام كثيرة حول مدى صحة كلام ديختر وتطابقه مع الواقع الذي نعيشه بعد الثورة