قال الكاتب الإسرائيلى إيان هابر، إن الدول العربية بعد 63 سنة من الصراع الدامى مع إسرائيل، فهمت قواعد اللعبة مع إسرائيل وتعلمت جميع الدروس الممكنة في مجالات الردع والإنذار والحسم، وهي تستعمل اليوم بشكل حكيم مزيجاً بين النشاط السياسي والاستعداد العسكري. وأضاف هابر فى مقال نشر اليوم فى صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن الذكرى السنوية لحرب ال6 من أكتوبر هذا الأسبوع، تعد وقتاً مناسباً لذكر هذه الحقائق المغضبة لليهود. وأفاد هابر بأن السياسة الإسرائيلية خلال عقود طويلة على خطوات متسلسلة، أولها الردع، فإذا فشل الردع، تستخدم سياسة الإنذار، وإذا لم ينجح هذا ولاذاك، كانت إسرائيل تملك قوة الحسم، أما الآن تعلم أعداؤنا العرب معادلة بقائنا، وهم يعاملوننا الأن بأصعب طريقة علينا، المتمثلة فى إجادة سياسة الردع والحسم. وأشار إلى أن إسرائيل في هذه الأيام تواجه ردعاً من جهة سياسية وقانونية، وتخشى ردعاً اقتصادياً من ناحية أخرى، والحقيقة أن إسرائيل أرادت أن ترد رداً شديداً في الفترة الأخيرة في قطاع غزة عسكرياً، وجاءت من مصر رسالة لا لبس فيها، مؤداها أن أى عدوان إسرائيلى قد يسبب هياجاً وردوداً شديدة على إسرائيل. وعن الردع القانوني يؤكد هاربر: لم يولد حتى الآن في رجال الحكم والجيش الإسرائيلي من يريد أن يمتحن المحكمة الدولية في لاهاي، وذكر مثالاً على ذلك، ما تعرض له جنرال كبير فى إسرائيل عندما لم يجرؤ على النزول من الطائرة في لندن حينما انتظره شرطيان عند تفتيش جوازات السفر. ويتابع الكاتب فى مقاله عن وضع الدولة العبرية في مجال الردع مقارنا ًبما سبق حرب ال 6 من أكتوبر الذى وصفه بالفظيع، عندما كانت الجيوش العربية تحتاج إلى زمن طويل نسبياً لمواجهة الجيش الإسرائيلى، وهو ما مكّن الجيش الإسرائيلي من الاستعداد، وبالرغم من ذلك فشل بالطبع، في تلك الحرب. أضاف: اليوم على أثر تعلم الدروس، اختارت جيوش العرب من حولنا سلاح الصواريخ من أجل الحد من قدرة الجيش الإسرائيلي على الردع، ففي مكان ما هناك قرب دمشق في سوريا، وعلى ضفتي الليطاني في لبنان، أو في أزقة رفح، سيضغط شخص ما على الزر وهكذا ستعلم إسرائيل أنها تحت هجوم بالصواريخ. وفي مجال الحسم يوضح هاربر أن الجيوش العربية تعلمت أن تحاول إحباط أساس سياسة الأمن الإسرائيلية التي صيغت مبادئها على يدي بن جوريون، مؤسس الدولة العبرية، وهي نقل الحرب الى أرض العدو فوراً. ويحذر هاربر أنه إذا حدثت حرب صواريخ أرض – أرض الآن، فإن عدد الضحايا في الجبهة الداخلية فى إسرائيل، والدمار الكبير سيحددان المنتصر في الحرب وهو بالتأكيد ليس إسرائيل