فى محاولة حثيثة لإجبار الفلسطينين والعرب على الاعتراف بكل صراحة ووضوح بدولة الاحتلال كدولة يهودية صهيونية، تكررت دعوات الحكومة الإسرائيلية مؤخرا لعدد من القيادات العربية، بتقديم هذا الاعتراف فى إطار صفقة تقتضى بالمقابل باعتراف "إسرائيل" بدولة فلسطينية مقامة على جزء ضئيل من الأرض المحتلة، وهى المؤامرة ذات تداعيات سياسية وأمنية واجتماعية وسكانية خطيرة، تتجاوز شكل الاحتلال ومضمونه ولا تعنى سوى "ترانسفير"- تهجير - جديد لعرب 1948 والغاء حق العودة وتصفية ماتبقى من القضية الفلسطينية. وفى البداية تحدث د. رفعت سيد أحمد عن اسباب اصرار الحكومة الاسرائيلية على مطالبة الفلسطينين والعرب بالاعتراف بهم كدولة للشعب اليهودى، ذاكرا ان المطالبة ليست جديدة انما هى مطالبة قديمة الازل ولكن بلغة جديدة واسرائيل لا تطلب من العرب او الفلسطينين اى شئ لانها لا تقيمهم وزنا والسبب فى ذلك هو ان الفكر اليهودى هو فكر قائم على هذه الامور وعلى فوقية الشعب اليهودى وانهم لا يعترفون بحقوق الاخرين ولا بإنسانية الآخرين. ومن جانبه اكد د عبد القادر يس المفكر العربى الفلسطينى ان مصطلح يهودية الدولة بات يمثل فى الاونة الاخيرة جوهر ومضمون الغايات الاسمى والاهداف الكبرى للكيان الصهيونى وتحولت مقولة الدولة اليهودية يصورة غير مسبوقة ولا معهودة الى القاسم المشترك بين مختلف التيارات والكتل والاحزاب والاتجاهات السياسية. والاجتماعية والثقافية فى اسرائيل على حد سواء وكان اسرائيل اكتشفت فجاة ان تعميم عبارة يهودية الدولة هو الشعار الانجح لانهاء حق اللاجئين الفلسطينين فى العودة الى وطنهم مضيفا ان هناك ايضا محاولة لكسب ليس فقط مشروعية التطهير العرقى الذى مارسته اسرائيل ضد الشعب الفلسطينى فى السابق بل الذهاب لابعد من ذلك عبر وضع مخططات لتنفيذ ترانسفير اضافى بحق ما تبقى منهم داخل ما يسمى الخط الاخضر. وفى نفس السياق اكد الخبير الاستيراتيجى سيد عثمان انه يجب ان نعترف بان حالة الضعف العربى العام على كافة المستويات رفعت من منسوب الخطاب العدوانى التوسعى الاسرائيلى بما فى ذلك هذا الخطاب الفج الداعى للاعتراف العربى والفلسطينى بما يسمى بيهودية اسرائيل فى مسعى واضح لتقليص مساحة التفاؤل الرسمى العربى بالنسبة لمسيرة التسوية المنهارة اصلا منذ سنوات لذلك نحن الان امام مشهد اسرائيلى صهيونى يريد ان يهبط اكثر فاكثر بمضمون التنازلات التى قدمها العرب عبر المبادرة التى اطلقوها فى قمة بيروت عام 2002 واعادوا تاكيدها فى مؤتمرات القمة. مؤكدا ان دولة الاحتلال انتقلت من مرحلة المطالبة بشرعية وجودها كدولة الى مرحلة اصبحت فيها تضع شروطا صارمة للعرب الذين يريدون الاعتراف بهذه الدولة ومن اجل هذا حذر ةبشدة من ترويج وطرح افكار انهزامية تدعو الى الاستسلام والخنوع لالاعيب الصهيونية التى لا تنتهى و تنصب لنا باستمرار لتقديم المزيد من التنازلات وشدد على ان الرد الحقيقى على مثل هذه الدعوات والانتهاكات للحقوق العربية والاسلامية هو المقاومة لمواصلة الصراع حتى تحرير كل فلسطين ودحر الغزاة الصهاينه. والجدير بالذكر ان فكرة يهودية الدولة كانت دائما إحدى ركائز الفكر الصهيهونى ومع اعلان تاسيس دولة اسرائيل ثم تاكيد هذا المعنى حيث عرف قادة الصهيونية الأوائل اسرائيل بوضوح كدولة يهودية وشددت الوثيقة على ان السلطة والسيادة فى اسرائيل هى للشعب اليهودى. وفى السعى لتكريس الاعتراف بيهودية دولة اسرائيل اتخذت الكنيست الاسرائيلية قرار بضرورة تعميق فكرة يهودية الدولة وتعميمها على دول العالم كما تضمن هذا القرار اشارات الى ان الضفة الغربية وقطاع غزة ليست مناطق لا من الناحية التاريخية ولا من ناحية القانون الدولى ولا بموجب الاتفاقيات التى وقعت عليها اسرائيل.