أعلنت دولتا جنوب وشمال السودان عن اصدارهما عملتين جديدين في اطار الترتيبات الاقتصادية ما بعد الانفصال، ففي الخرطوم أعلن الرئيس السوداني عمر البشير عن إصدار عملة جديدة خلال الايام القادمة لمقابلة مستحقات الانفصال وما ترتب عليه من اصدار عملة جديدة بدولة جنوب السودان. وأكد خلال مخاطبته البرلمان السوداني أن اصدار العملة الجديدة يأتي في إطار إجراءات تقشفية شاملة، مشيرا إلى أن بلاده شرعت في تعزيز شراكات اقتصادية في مجال البترول والمعادن والزراعة مع دولة الصين ودول أخرى ومع الصناديق العربية. وكان وزير مالية جمهورية جنوب السودان ديفيد دينغ اتوربي قد أعلن عن تدشين عملة بلاده الجديدة يوم الاثنين القادم. وأضاف أنه سيتم نقل شحنات الجنيه الجنوبي إلى جوبا بدء من الأربعاء وسيتم تحديد سعر الصرف إزاء العملة القديمة، الجنيه السوداني، بواقع جنيه جنوبي واحد يساوي جنيهاً سودانياً. ولم يحدد وزير المالية الفترة التي سيستغرقها التخلص من العملة القديمة تدريجياً، قائلا إن الحكومة واجهت صعوبات في دفع رواتب يونيو ويوليو بعد عدم تسليم الخرطوم جنيهات سودانية إلى جوبا، مؤكدين إن الموظفين سيتقاضون الرواتب بالعملة الجديدة. وأوضح رئيس كتلة نواب الحركة الشعبية بالبرلمان السوداني سابقا توماس واني ل "العربية.نت" أن العملة الجديدة التي أطلق عليها اسم جنيه جنوب السودان تمت طباعتها بإحدى الدول الأوروبية، موضحا أنها ستطرح بتنسيق مع المؤتمر الوطني الحزب الحاكم في شمال السودان. وأكد واني سحب الجنيه السوداني خلال ستة اشهر وذلك حسب المدة التي تم الاتفاق عليها بين الدولتين، نافيا المزاعم حول أن عملة الجنوبالجديدة تواجه صعوبات قد تؤدي لانهيارها خلال السنين الأولى، مؤكدا أن الأمر سيتم بسهولة بالتنسيق مع شمال السودان. وكان اتفاق سابق بين حكومة السودان والحركة الشعبية قد قضى بإمهال جنوب السودان ستة أشهر اعتباراً من التاسع من يوليو الماضي لاستبدال الجنيه السوداني حيث أكد بنك السودان المركزي أنه أعد الإجراءات اللازمة لاستبدال العملة.