السياسة ليست لعب بالألفاظ وتضليل، السياسة علم وموضوعية ودقة وتحليل، والمعلومة أساس التحليل، ومن يحلل على معطية خطأ يكون المنهج العلمى صحيحا لكن النتيجة خطأ، وعندما أبيع لك نحاسا بعشرة آلاف جنيها ونتفق عليه ونتراضى، وبعد ذلك تمنحنى ذهبا بدلا من النحاس وعند الاعتراض تقول لى دفعت عشرة آلاف جنيها للنحاس منحتك بقيمتهم ذهبا، وعندما أرفض استبدال النوع من البائع ولأن هو الطرف الأقوى ولايجرؤ أحد على الاعتراض عليه، يقف كل كل الحكماء ويقولون اشتريت بعشرة آلاف، وأعطاك البائع بنفس المبلغ الذى دفعته، وعندما أقول يا سادة اشتريت نحاس وأعطانى البائع ذهبا، يرد الحكماء لافرق المهم الثمن الذى دفعته هو عشرة آلاف فلا يهم أن تكون السلعة نحاسا أم ذهبا المهم النتيجة أنك حصلت على ثمن ما دفعته، ونتمسك بالقيمة المدفوعة وننسى ما افقنا على شرائه، حتى لو كان المستبدل قيمته أفضل، مع العلم القيمة تحددها الحاجة، والمصداقية هى أساس التعامل ومن يخلف وعده فى الصغيرة لايفى فى الكبيرة، وتلك هى المصيبة التى فى نخبتنا التى تخشى المجلس العسكرى ونرى هذا واضحا فى تصريح د.عمرو حمزاوي الباحث بمعهد كارنيجى للسلام : "الدعوة التي أطلقتها بعض قوى الأحزاب السياسية لوضع الدستور قبل إجراء الانتخابات البرلمانية المقررة في سبتمبر المقبل، وفقاً للإعلان الدستوري، بمثابة إلتفاف على الديمقراطية واستعلاء على المواطنين ,مضيفا ان على من يدعون ل ''الدستور أولاً'' احترام قواعد اللعبة الديمقراطية وعدم تجاهل نتائج الاستفتاء الذي حصل ورأي الأغلبية". والمعروف أن طبيعة الباحث هى الدقة وتوخى الموضوعية، ويعلم الباحث أن الفرق واضح بين من يمارس السياسة ويناور لمصلتحه، والباحث الذى يفحص ويمحص لإحقاق الحق، وفك الاشتباك بين قوى مختلفة عندما يلتبس الأمر عليه، لكن المشكلة التى وقع فيها د.حمزاوى أنه غالط وانحاز انحيازا أعمى لطرف على حساب آخر يفقده مصداقيته. وقبل الولوج فى لغط لالزوم له، نوجه سؤالا مفتوحا لأولى الألباب الذين ليس فى قلوبهم مرض ولا مصلحة ويتحلون بالموضوعية، السؤال: هل نتيجة الاستفتاء الحالية تعبر عما تم الاستفتاء عليه؟ سؤال صريح وواضح والإجابة فيه لا تحتاج إلا لكلمة واحدة إما لا أو نعم ولا تحتاج للت وعجن و"لكن..."، لمزيد من التوضيح تم الاستفتاء على 9 مواد، وانقض المجلس العسكرى على ماتم الاستفتاء عليه، وصاغ إعلانا دستوريا من 62 مادة وغير فى المادة 89 واستبدل رئيس الجمهورية بالمجلس العسكرى فى الدعوة لتأسيس لجنة لكتابة الدستور الجديد، فهل نتيجة الاستفتاء التى استفتى عليها الشعب ووافق عليها بنسبة 78% هى نفس النتيجة الحالية. باختصار يا أستاذ حمزاوى يا أيها المنظر العظيم عليك بأن تعرف الفرق بين الالتفاف على الديمقراطية وتزوير إرادة الشعب، لكن يبدو أنك لاتقدر على مواجهة المجلس العسكرى وتخبره بأنه زور الاستفتاء وأنه أى المجلس العسكرى هو الذى التف على رأى الشعب وزور 9 مواد ب 62 مادة. النتيجة هى محصلة جمع جبرية لأراء سالبة وموجبة عن شيئ معلوم وليكن اسمه س، وإذا استبدلنا العينة س ب 10 س وبدون اجراء العملية الجبرية هل تكون نتيجة المحصلة س ملزمة لنتيجة المفروض 10 س. من لم يفهم فى قواعد الحساب والمنطق والموضوعيه بإمكانه أن يعود لمرحلة التعليم الإلزامى ويعرف كل هذه العمليات. القضية يا سادة هى المصداقية وليست الديمقراطية. مجلس عسكرى يستفتينا على س، ويغير س ب10 س هل يمكن أن نأتمنه على مستقبل قادم. أفيقوا ياسادة ليس الموضوع موضع قوى مهيمنة على وضع الدستور، الموضوع لدى هو المصداقية التى قضى عليها المجلس العسكرى فى أول اخحتبار. وبالتالى لا أمان لمن لاعهد له وخان الأمانة عند أول انعطافة طريق. يا سادة أفيقوا، أقسم بالله العظيم أنا مايعنينى هو الاتفاف المجلس العسكرى على ما استفتانا عليه، ليس هذا فحسب بل وزور ال 9 مواد ب 62 مادة. غدا عندما يلتف على كل شيئ لاتلوموا إلا أنفسكم وأحملكم نتيجة غى أنتم ماضون فيه، ومسئولون عنه ومشاركون فى خراب وتخريب البلد. مرة أخرى القضية ليست الدستور أولا من أجل فئة ضد فئة، القضية هى المصداقية، مصداقية مجلس مؤتمن على الثورة، وفى أول اختبار انقض عليها وأخذ الجميع فى ركابه. أفيقوا لهذا التزوير قبل أن يدفع كل الوطن ثمنه، وأنتم تظلون تملكون ناصية القول والفلسفة واللعب بالألفاظ. ألا يخجل المتحدثون عن الالتفاف على الديمقراطية، عندما ينظرون ويرون أنهم بصدد 62 مادة بينما الاستفتاء الواجب احترامه هو نتيجة ل 9 مواد. مادام الكذب والتضليل والتدليس بيننا هل يمكن أن نتقدم، فعلا أخشى على الثورة من هذه النخبة، نخبة لاتريد تقدما للبلد، وتريد ممارسة الاستعلاء والوصاية والتنظير فى بلاد الفرنجة، والآن جاءت تؤلف أحزابا ولم تذكر النظام المخلوع بمكروه وقت أن كان قائما. مصر غالبيتها مسلمة، ودينها الإسلام والشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع، علينا أن نفيق، ونبتعد عن التدليس والتضليل، وأتمنى أن أرى رجلا شجاعا من تلك النخبة المضللة يقفغ وويقول للمجلس العسكرى نعم أنت الذى التففت على ماتم الاستفتاء عليه، ولا يمكن احترام نتيجة لاتعبر عن تجربتها ولامحتواها. هل يمكن أن نرى هذا الرجل الرشيد العاقل