الرئيس السوداني عمر البشير اتهمت الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة في جنوب السودان، الخرطوم بالمساومة لرفع سقف التفاوض في شأن مصاريف نقل نفط الإقليم الذي يستعد لإعلان استقلاله في التاسع من الشهر المقبل، لتعويض خسارة عائدات النفط التي سيفقدها الشمال بعد الانفصال، بعد تهديد الرئيس عمر البشير بإغلاق أنابيب النقل. وقال الناطق باسم الحركة يان ماثيو إن حزب المؤتمر الوطني الحاكم بزعامة البشير يدرك أنه يعيش نهاياته، ما يجعله معتمداً على المال والقوة في إدارة شئون السودان ، مشيراً إلى أن حزب البشير لن يصمد أمام ما يواجهه من تحديات مستقبلية دون توفير المال للأمن . واعتبر تهديدات البشير كروت (اوراق) لرفع سقوف لن يجبرنا على قبولها لأنه لا يملك الحق في المطالبة بها أو الإصرار عليها ، مشدداً على أن قادة الجنوب ليسوا تلاميذ حتى يملي عليهم ماذا يفعلون، وبالتالي لا يهمنا ما يبثه البشير حول النفط أو أي قضية . من جانبه أكد القيادي البارز في الحركة الشعبية اتيم جارانج أن الرئيس البشير بعث بعدة رسائل في تصريحاته الأخيرة بشأن موضوع تصدير النفط للجنوب. وأضاف جارانج: شروط البشير هي شروط غير مجدية لأنها في حد ذاتها تعمل ضد مصالح المواطن الشمالي لأن كل الذين يعملون في حقول النفط في جنوب السودان مئة بالمئة من أبناء شمال السودان ويترواح عددهم بين خمسة آلاف وعشرة آلاف والبشير يقول للشماليين ستصبحون عاطلين عندما يتم توقيف تصدير البترول الجنوب عبر الشمال. وأوضح جارانج أن رفض البشير التعاون مع الجنوب اقتصاديا، سيؤدي إلى عدم إعفاء السودان من ديونه الخارجية. وكان البشير هدد بإغلاق الخط الناقل للنفط الجنوبي. وأكد خلال لقاء جماهيري في مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر في شرق السودان مساء أول من أمس، عدم قبول حكومته أي شروط من الجنوب في شأن النفط. وقال إن أمام الجنوب 3 خيارات لتسويق النفط، إما القبول باقتسام الإنتاج، أو دفع رسوم وضرائب مقابل استخدام خط الأنابيب، وبشروطنا، وإما سنغلق الخطوط، وابحثوا لكم عن طريقة ثانية لتصدير نفطكم. ويأتي نحو 75 % من إنتاج النفط السوداني من الجنوب، لكن مصافي التكرير وخطوط الأنابيب والموانئ في الشمال. واعتبر البشير أن بلاده مقبلة على مرحلة جديدة بعد انفصال الجنوب، مشدداً على أن السودان لن يفرط في شبر واحد من أراضيه... ارتضينا انفصال الجنوب، لكننا لن نفرط في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وستبقيان جزءاً من أراضينا . وجدد تمسك حكومته بالسلام والمضي في خلق علاقات وطيدة مع دولة الجنوب الوليدة لمصلحة الطرفين. في الاثناء قرر زعماء قوى المعارضة تشكيل وفد من قياداتها للقاء مسئولين من الحزب الحاكم وقطاع الشمال في الحركة الشعبية للضغط عليهما من أجل وقف التصعيد العسكري في جنوب كردفان التي تشهد مواجهات منذ 17 يوماً، وإعادة عشرات الآلاف من النازحين في ظل رفض الحكومة اقامة معسكرات للفارين من المواجهات العسكرية. من جهة أخرى، يبدأ البشير السبت المقبل زيارة لإيران للمشاركة في «المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب». وسيجري محادثات مع نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد، كما سيلقي كلمة أمام المؤتمر، قبل أن ينتقل إلى بكين في زيارة تستمر ثلاثة أيام على رأس وفد وزاري كبير