طالب رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل وقف «العدوان» على بلاده، وذلك في اتصال هاتفي أجراه المحمودي مع أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون. في المقابل، أكد البغدادي المحمودي أن حكومته أجرت مفاوضات مع المعارضة من أجل التوصل إلى حل للازمة، وردا على سؤال عن نفي الثوار في وقت سابق للمعلومات حول المفاوضات مع النظام، اجاب رئيس الوزراء «اسألوا الاستخبارات المصرية والفرنسية والنرويجية والتونسية وسيقولون لكم الحقيقة». واضاف «اننا واثقون من لقاءاتنا وكل شيء مسجل». كما نفى المحمودي الاتهامات الموجهة الى قوات النظام بارتكاب جرائم اغتصاب قائلا «لا تقاليدنا ولا ديننا» يسمحان بذلك. في غضون شهر من جانبه، أعرب مندوب ليبيا المستقيل لدى الأممالمتحدة عبدالرحمن شلقم عن قناعته بسقوط معمر القذافي مع نظامه في غضون شهر من الآن. وكان رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل بدأ امس زيارة رسمية وُصفت بالمهمة إلى تونس، هي الأولى له منذ اندلاع الأزمة الليبية. حيث اجرى محادثات مكثفة مع رئيس الحكومة التونسية المؤقتة الباجي قائد السبسي، وعدد من كبار المسؤولين. وقال عبدالجليل إنه لن يتفاوض أبدا مع القذافي، وأن «التفاوض الوحيد المعني به هو حول رحيل القذافي». وألمح عقب اجتماعه بالسبسي، إلى ان تونس اعترفت بالمجلس كمحاور شرعي. وأضاف «نحن تجاوزنا من خلال ما قدمته تونس مرحلة الاعتراف، ونحن الآن دخلنا إلى أمور أكبر بكثير من الاعتراف». الوضع الميداني يتزامن ذلك مع استمرار القتال العنيف على عدة جبهات شرق ليبيا وغربها، وقال مقاتل في صفوف الثوار في نالوت إن معارك بين القوات الموالية وقوات المعارضة في المدينة شمال غرب البلاد أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل وإصابة 13 آخرين. وقال ان الثوار دمروا ست مدرعات وقتلوا أكثر من 45 من جنود القذافي وطوقوا قوات القذافي المتمركزة في مجمع». من جهة اخرى، افاد الثوار بان الطريق بين الزنتان ويفرن في جبال البربر جنوبطرابلس باتت تحت السيطرة التامة للثوار. وكان الثوار سيطروا على زاوية الباقول واللوانية وغنيمة، وهي ثلاث بلدات تقع على طريق يفرن. وتراجعت قوات القذافي 20 كلم على الاقل من يفرن. من جهة اخرى، فان كل المعدات المتروكة وشهادات الممرضات الاوكرانيات اللواتي كن يعتنين بنحو ثلاثين جنديا حكوميا، تدل على انهم فروا مذعورين. وكان عشرة ثوار قتلوا في قصف شنته قوات القذافي على مصراتة بصواريخ غراد، كما شنت القوات الموالية هجمات بالمدفعية الثقيلة بالقرب من مدينة زليتن لصد محاولة تقدم الثوار. طائرات الناتو في غضون ذلك، واصلت طائرات حلف شمال الأطلسي قصفها للمواقع العسكرية والمدنية في طرابلس، حيث استهدفت امس منطقة الكرامة. ونقل التلفزيون الليبي امس، عن متحدث عسكري قوله إن طائرات الناتو استهدفت المواقع العسكرية والمدنية. وكانت طائرات الناتو قصفت حي الفرناج (الضاحية الشرقيةلطرابلس) مما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا، كما قصفت مواقع عسكرية في منطقة الرواغة بمدينة الجفرة جنوبطرابلس، والتي تعتبر من أكبر واحات النخيل في ليبيا. تحذير القذافي إلى ذلك، حذر العقيد معمر القذافي في رسالة صوتية من ان حلف الناتو «سيهزم حتما» ولن يتمكن من تغيير «اي شيء» في ليبيا، وقال القذافي في الرسالة التي بثها التلفزيون الليبي «سيهزمون، سيهزم الحلف حتما»، واضاف «مصممون الا نغير اي شيء في بلدنا الا بارادتنا وبعيدا عن طائرات الحلف». وزير الدفاع الإيطالي وفي روما، قال وزير الدفاع الإيطالي انياتسيو لا روسا إن إيطاليا «تبحث فرضية تحديد فترة لمشاركتها النشطة في المهمة»، لكن «الرغبة في جعل قواعدنا متوافرة ستبقى». وأضاف «أقول إن الحكومة والبرلمان يفكران أن تحديد موعد لنهاية مشاركتنا النشطة قد يحفز حلفاءنا البريطانيين والفرنسيين والأميركيين على إيجاد سبيل دبلوماسي للخروج من الأزمة. وأضاف أن أي قرار حول تغيير في السياسة لن يتخذ قبل نهاية التفويض الذي منحته الأممالمتحدة في أول يونيو للمهمة في ليبيا وهو 90 يوما.