افتتحت أمس جماعة الإخوان المسلمين مركزها العام بالمقطم بحضور إعلامي كبير وشعبي أيضاً، وكثير من رموز القوى الوطنية، وممثلي عن الإخوان في جميع أنحاء العالم. وشارك في الإفتتاح الأستاذ محمد مهدي عاكف، المرشد العام السابق للإخوان، وجميع أعضاء مكتب الإرشاد، والمئات من قيادات وأعضاء الجماعة داخل مصر، وعدد كبير من قيادات وممثلي الأحزاب والقوى السياسية والعديد من الوفود الأجنبية. حيث وإنطلقت صيحات التكبير فور قيام بديع بقص شريط الإفتتاح، وبدأ الحفل بالأناشيد الوطنية. شارك في حفل الإفتتاح الدكتور عبد العزيز حجازي، رئيس مجلس الوزراء الأسبق، والسفير إبراهيم يسري، منسق حملة "لا لنكسة الغاز"، والمستشار محمود الخضيري، نائب رئيس محكمة النقض السابق، والمستشار محمد فؤاد جاد الله، نائب رئيس مجلس الدولة وعضو مجلس أمناء الثورة، والسفير محمد رفاعة الطهطاوي. كما شارك الدكتور عاطف البنا، أستاذ القانون الدستوري، والدكتور محمد مختار المهدي، رئيس الجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة، والدكتور جمال قطب، رئيس لجنة الفتوى الأسبق، وحمدين صباحي، المرشح الرئاسي المحتمل، وفؤاد بدراوي، القيادي بحزب الوفد، والدكتور عمرو الشوبكي، الخبير الإستراتيجي، والمستشار محفوظ عزام، رئيس حزب العمل، ورامي لكح، رجل الأعمال، والفنان عبد العزيز مخيون، ورجل الأعمال نبيل دعبس، وعبد العزيز الحسيني، القيادي بحزب الكرامة، والدكتور أسامة الغزالي حرب، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، والدكتور عبد الجليل مصطفى المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير، وسامح عاشور، القائم بأعمال رئيس الحزب الناصري، ومارجريت عازر، القيادية بحزب الجبهة، والدكتور محمد أبو العلا، وعمرو موسى، أمين عام جامعة الدول العربية المنتهية ولايته والمرشح الرئاسي المحتمل، والدكتور مجدي قرقر، أمين عام مساعد حزب العمل، وعلاء عبد المنعم، عضو البرلمان الشعبي، والمهندس يحيى حسين، رئيس حركة "لا لبيع مصر"، ورضا إدوارد، رجل الأعمال، والدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع. وشارك كذلك الدكتور همام سعيد، المراقب العام للإخوان المسلمين بالأردن، وحمزة منصور، أمين عام حزب العمل الإسلامي بالأردن، ومصطفى عثمان إسماعيل، مستشار الرئيس السوداني، ووفود من تركيا وماليزيا وأستراليا والسودان والصومال. ومن أبرز المشاركين أيضًا: السفير أحمد بن حلي أمين عام مساعد جامعة الدول العربية، والسفير هشام يوسف مدير مكتب الأمين العام للجامعة، وأيمن طه ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس، والشيخ سالم عبد الجليل وكيل أول وزارة الأوقاف، والدكتور سمير فياض نائب رئيس حزب التجمع، د. أحمد دراج القيادي بالجمعية الوطنية للتغيير، والدكتور أشرف بلبع القيادي بحزب الوفد، وإبراهيم المعلم أمين عام اتحاد الناشرين العرب، ووائل الإبراشي الكاتب الصحفي، وممدوح إسماعيل عضو مجلس نقابة المحامين، وسفير نور القيادي بحزب الوفد. وفي كلمة الإفتتاح أكد الدكتور محمد بديع، المرشد العام للإخوان المسلمين، أن جماعة الإخوان تحمل راية الدولة المدنية بمرجعيتها الإسلامية، وهي لا تتقدم أو تتاخر عن الشعب المصري، بل تكثر عن الفزع، وتقل عند الطمع. وقال- أمام آلاف المشاركين في حفل إفتتاح المركز العام الجديد للجماعة:" من اليوم وصاعدًا فإن كل جماعة الإخوان المسلمين رجالاً ونساءً، شبانًا وفتياتٍ في خدمة الوطن؛ ليس لمصر فقط، ولكن للعالم أجمع، من خلال لجان متعددة في كل مجالات العمل والعطاء". وتابع أن هذه لحظة تاريخية يجب أن تجتمع فيها كل القوى لإعادة بناء مصر ونهضتها، مشددا على أن كل القوى مدعوَّة الآن لكي تدعم ثورتها وتحميها، ولا تسمح للصوص الثورات أن يسرقوها أو يفتحوا ثغرةً في وحدة مصر وشعبها، صاحب التاريخ والحضارة. وأضاف بديع: الدنيا كانت حزينةً لغياب دور مصر في العالم أجمع، ولكن يأبى الله إلا أن يرد إليها مكانتها، فقد عاد للجيش دوره ومكانته، وعاد للشعب والأزهر مكانتهما وللكنيسة مكانتها، ولكل شعب مصر". وأكد بديع أن كل مصري وكل مصرية فخورٌ بثورته وبلده وهو يرفع رأسه أمام العالم أنه مصري، هزم الباطل بعون الله ودماء الشهداء، مشبهًا تجمع رموز وممثلي القوى السياسية والوطنية في حفل إفتتاح المركز العام للجماعة بتظاهرةٍ في حب مصر وثورتها. وتابع- مرحبا بالمشاركين في الحفل-: "جماعة الإخوان عانت كما عانى الشعب المصري، لكننا تحملنا، وصُهرنا جميعًا في ميدان التحرير، وأُخرجت سبيكة قوية أهلت مصر لكي تقوم بدورها بعد الفترة الحالية التي تشبه فترة نقاهة المريض." وأوضح بديع أن جماعة الإخوان عادت إليها مكانتها في هذا الإجتماع؛ الذي يعبر عن حب أصيل، وأن فرحة الإخوان بهذا الحدث تكتمل بفرحة مصر التي عاد إليها دورها بعد طول غياب. وقال: "نسأل الله أن يتم علينا وعلى مصر نعمة الحرية والكرامة والعزة، وأن تنجح في إقامة الحضارة المدنية والرقي والنهضة بما يليق بمصر وشعبها الكريم". وأكد أنه من حبنا لديننا نحاول أن نزيل الغبار الذي حاول أعداء الإسلام به أن يشوِّهوا به صورة الإسلام ومصر وجماعة الإخوان، وأبى الله إلا أن يرفع شأن هذا البلد. كما هنَّأ الدكتور همام سعيد، المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بالأردن، فضيلة المرشد العام للجماعة الأستاذ الدكتور محمد بديع؛ بمناسبة إفتتاح المركز العام، وأكد خلال مشاركته في حفل إفتتاح المركز العام أن مصر حملت على عاتقها هم الدعوة، وقيادة الأمة، وبالأخص منذ عهد الإمام المؤسس الشهيد حسن البنا؛ حيث إنطلقت دعوته لتنير الطريق، وتعيد للإسلام قوته من خلال دعوة الإخوان التي خرجت من مصر أولاً ثم انتشرت بجميع أرجاء الدنيا. وقال موجها حديثه لجماعة الإخوان : "نحن غرسكم وغرس هذه الدعوة المباركة، ومصر قلبنا النابض، وروحنا التي نتحرك بها، مشيراً إلى أن إنتماءه هو والحركة الإسلامية جميعها إلى مصر؛ لأنها رأس الأمة، وبها قياداتها، ومنها تنطلق نهضة الأمة من جديد، كما انطلقت منها أيام الإمام البنا". وشدد على ضرورة إعادة الدور المطلوب من الجماعة من جديد،حيث قال" في الماضي إنطلق من المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين الدعاة والناصحون في كلِّ أرجاء الدنيا، كما خرج المجاهدون إلى أرض فلسطين وجهتهم القدس". وأضاف أن العرب ينظرون إلى مصر باعتبارها محركة الشعوب، وباعثة للهمم، وهذا ما أدركه الأعداء وسعوا إلى تغييبها عن واقعها العربي وعمقها الإسلامي؛ لما تمثله من خطر على مشاريعهم، وبالرغم من كل ما بذلوه إلا أن الله قد أذن لمصر أن تتحول إلى فاتحة عهد جديد للعالم الإسلامي. ووجه كلامه إلى الشعب المصري فقال:" أيها المصريون لستم لمصر وحدها، أنتم للمسلمين جميعًا، أنتم لفلسطينوغزة، أنتم ستعودون لمجدكم وستعودون للفتح من جديد، مطالبًا الإخوان بالعمل، وإيصال دعوتهم للجميع". وأكد أن مصر وشعبها لهم دَين في أعناق العرب والمسلمين جميعًا بعد أن جددوا لهم الأمل، وبعثوا الروح في قلوب الأمة بعد أن أصابها اليأس لعقود من الزمن. في حين لم يغب رموز الفن حيث حضرالفنان عبد العزيز مخيون الذي أكد أن هذا الحدث يمثل لحظةً تاريخيةً ننظر منها إلى التاريخ، وقد انقضت منه ستون عامًا امتلأت بالأحزان، من تعذيب وإرهاب وسجن واغتيال يرجى ألا تعود، وبقيت الآن لحظة الحرية يتنفس فيها الجميع نسيم الحرية، من يتفق مع الإخوان ومن يختلف معهم. وأضاف- خلال مشاركته في حفل افتتاح المركز العام للإخوان المسلمين- أنه دائمًا ما كان يؤكد حق الإخوان في الظهور العلني، والعمل في جوٍّ طبيعي، أما الآن وبعد أن أخذوا حقهم فعليهم أن يتعاونوا مع الجميع وينبذوا الخلافات لبناء مصر الديمقراطية؛ لأن مصر مهددة من أعدائها، وهم كثر من أتباع النظام السابق ومن جهات داخليه وأخرى خارجية. وأكد مخيون أن هناك محاولات لتشويه جماعة الإخوان المسلمين، وإظهارها كعدوٍ للفن، بالرغم من أن التاريخ يقول إن الإمام البنا كان على صلة بكلِّ رموز الفن المصري في عصره، كما أنه شكل فرقة مسرحية كانت تعرض أعمالها في أماكن مختلفة في أرجاء مصر، منها دار الأوبرا المصرية. وشدد على أنه لا خلاف بين الإخوان والفن الملتزم الذي يحافظ على المجتمع وثوابته، ويدافع عن القضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الكبرى، قضية فلسطين، وهذا هو الفن الذي يريده هذا الوطن، أما الفن الذي يشوه عقول أبناء هذه الأمة، فيجب على الجميع أن يستنكره. الكلمة الختامية كانت من نصيب رمز من رموز حركة حماس التي لها جذور في جماعة الإخوان بمصر أيمن طه ممثل الحركة أن الإخوان المسلمين هم رأس الحربة في معركة تحرير فلسطين، مشددًا على أن العدو الصهيوني يدرك ذلك جيدًا عندما يعمل على إشاعة الفرقة والفتنة بين مكونات الشعب المصري. وقال خلال كلمته في إحتفالية الإخوان بإفتتاح المركز العام الجديد للجماعة: أن أهل فلسطين أشد الناس سعادة بهذا الحدث، مشيراً إلى أن تاريخ فلسطين حافل مع الإخوان المسلمين؛ حيث اختلطت الدماء والأيادي في كل المعارك التي خاضها الإخوان في فلسطين. وأضاف: "تلك لحظات يتوقف فيها التاريخ ويتقاطع مع أحداث مؤلمة سبقته، ونحن الآن نقف على جبل المقطم الذي يضم رفات كثير من الإخوان الذين عذبوا على أيدي الأنظمة السابقة". ونقل طه تحيات خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وإسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني، وأهل غزةوفلسطين جميعهم للإخوان، قائلاً: "ما زلنا في حاجة لجهود وتضحيات الإخوان في مصر، ففلسطين لا تتحرر من داخلها فقط، ولا بد أن يكون للمسلمين اليد الطولى في ذلك". وشدد على أن الفلسطينيين بعد نجاح المصالحة يطالبون المصريين أن يكونوا يدًا واحدةً؛ لأن الوحدة هي أقرب الطرق للنصر. جدير بالذكر أن من أبرز الغائبين عن الحفل الدكتور عصام شرف، والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والذي أثار الرأي العام الإخوان في الآونة الأخيرة بسبب إعلان نيته الترشح لانتخابات الرئاسة، مخالفًا بذلك قرار الجماعة بعدم التقدم بمرشح لانتخابات الرئاسة القادمة