للأسف الشديد مازال شبح الفتنة الطائفية يسيل دماء مئات المصريين يومآ بعد الأخر فبعدما شهدنا جميعآ مدى عمق العلاقة بين قطبى الأمة خاصة فى أعنف لحظات الثورة جاءت الأيام لتحرمنا من أهم مكتسبات الثورة وهى الوحدة الوطنية ولم يعد أمامنا وقت لننفى عدم وجود فتنة طائفية فى مصر فكفانا تكابر ولابد أن ننزل إلى أرض الواقع فالفتنة الطائفية تزيد يومآ بعد الأخر ولكل نواجه هذة المشكلة يتوجب علينا الاعتراف بها أولآ وهذا ما فعله الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر حين دعا إلى اجتماع طارىء لبيت العائلة المصرية برئاسته اليوم لبحث تداعيات حادث كنيسة "مارمينا" بمنطقة إمبابة فى محافظة الجيزة . وقال مستشار شيخ الأزهر الدكتور (محمود عزب) إنه من المقرر إصدار بيان عقب الاجتماع يوضح موقف رجال الدين الإسلامى والمسيحى من هذا الحادث وما يجب اتخاذه من إجراءات لتداركه ومواجهة تداعياته على أن يشارك في الاجتماع رجال دين إسلامى ومسيحى ومفكرون. يذكر أن المبادرةالتى قام بها شيخ الأزهر ستضم رجال دين ومفكرين وخبراء ومتخصصين سواء كانوا مسلمين أومسيحين, وجدير بالذكر أن تلك المبادرة كان قد تقرر الدعوة لها فى الأربعاء الماضى أى قبل أحداث الأمس الأليمة ومن ثم شكلت 6 لجان لتعزيز عمل المبادرة ومنها لجان التعليم والإعلام وتجديد الخطاب الدينى والتنمية المجتمعية والعمل الميدانى وتم مناقشة لائحة بيت العائلة المصرية وضبطها فى شكلها النهائى لبدء العمل بها والاتفاق على عقد الاجتماعات التنفيذية بعد تشكيل مجلس الأمناء والمجلس التنفيذى للمبادرة ولجانها المتخصصة . وقد طالبت وزارة الأوقاف فى بيان لها اليوم معلقة على حادث كنيسة مرمينا بالجيزة مواطنى مصر إلى تفويت الفرصة على المتربصين بأمنها الذين لا هم لهم سوى إشعال الفتنة مناشدة العقلاء والحكماء من الجانبين أن يتحملوا مسئوليتهم فى وقف هذه المحاولات الدنيئة لزعزعة الاستقرار فى البلاد. كما أكدت الوزارة رفضها التام لما يحدث من اعتداءات واقتتال أمام دور العبادة وتستنكر محاولات الإثارة والتهييج والتلاعب بمشاعر المواطنين باسم الدين من بعض الذين لا يحسنون فهم حقيقة الدين معلنة رفضها كذلك للنعرات الطائفية والانتهاكات الفجة التى يروج لها الخبثاء وتؤدى إلى التعدى على الأرواح والمملتلكات بما يتنافى مع سماحة الإسلام وتعاليم المسيحية وتقود إلى نفق مظلم ونهاية أليمة تاتى على الأخضر واليابس وتهلك الحرث والنسل وتدمر البلاد والعباد. وشددت وزارة الأوقاف على أن مصر ستظل بفضل علمائها وحكمائها وقوة عقيدتها آمنة مطمئنة وستتجاوز باذن الله هذه المحنة فمصر منذ فجر التاريخ رمز الوحدة والتضامن وستظل كذلك إلى أبد الأبدين