د. إبراهيم قويدر رغم أنها حقيقة لا تحتاج إلى تأكيد، إلا أنه لزامًا وواجبًا عليّ أن أؤكد أن الشعب الليبي على كامل تراب الوطن العزيز الغالي لا يقدس إلا الله جل جلاله، فهو "السبوح القدوس رب الملائكة والروح"، ولا يُقدّس أحدًا سواه. وقائده ومعلمه الأوحد هو رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، بالتالي فليفهم السيد الإمبراطور وأبناؤه وأعوانه ذلك، وأن غير ذلك شركٌ بالله، وهو الذنب الذي لا يغفر أبدًا. استمعنا بالأمس إلى خطاب تشوبه العديد من التناقضات بثه التلفزيون التابع لأسرة القذافي، تحدث فيه رئيس الأسرة- والذي شبه نفسه بإمبراطور اليابان، وقدم مغالطة كبيرة تاريخية في قوله: إن الطيارين اليابانيين كانوا يقومون بأعمال فدائية بسقوطهم بطائراتهم على القطع الحربية المعادية من أجل الإمبراطور. وأقول: لا يا سيدي، اليابانيون قاموا بتلك الأفعال البطولية ليس من أجل الإمبراطور، بل من أجل الدفاع عن وطنهم ضد الاستعمار طلبًا للحرية، وهو ما فعله الطيارون الليبيون الأشاوس عندما سقطوا بطائراتهم على باب العزيزية وتخلصوا من قنابلهم؛ رفضًا لتنفيذ لتعليماتك بضرب بنغازي الثورة. نعم لا فرق بين الاستعمار الذي تعرضت له اليابان، وما تعرض له الشعب الليبي خلال الأربعين عامًا من ظلم واستبداد وسرقات لخيراته واستعمار منك ومن أسرتك وأعوانك. ولنرجع للنقاط الأساسية في الخطاب، وهى أربعة نقاط حددها سيادة الإمبراطور، ولفت انتباهي أنه تحدث عن النظام السياسي ووضعه النقطة الأولى بدلاً من أن تكون القذافي الإمبراطور الذي وضعه في النقطة الثانية، وبالتالي فأنا في وقفاتي حول هذه النقاط سأسردها من حيث الترتيب، كما كان يتمنى سيادة الإمبراطور أن يضعها، فهو الأول وهو المجد وهو الشعب. معمر القذافي عُيِّن بقرار من مجلس قيادة الثورة القائد الأعلى للقوات المسلحة منذ عام 1969 وحتى الآن، لم يُلغَ هذا القرار، وبالتالي فهو يمارس ولا يزال يمارس صلاحيات القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأيضا أصدر لنفسه قانونًا عن طريق إدارة حكمه المزيفة- مؤتمر الشعب العام- في الثمانينات سمى "قانون بشأن الشرعية الثورية لتوجيهات قائد الثورة" منحه هذا القانون صلاحيات لم تمنح لأي رئيس في العالم ،حيث اعتبر هذا القانون تعليمات القذافي الشفهية والكتابية في حكم القانون وواجبة النفاذ لكل الأجهزة التنفيذية في البلاد. والسؤال هنا: إذا السيد الإمبراطور يريد أن يتخلى عن كافة مواقعه، فهل يستقيل كقائد أعلى للقوات المسلحة، ويتنحى عن إصدار الأوامر العسكرية بقصف مدن ليبيا وقراها، وعليه أن يصدر وثيقة رسمية بتخليه عن ممارسة ما يسمونه الشرعية الثورية بما فيها خروجه في وسائل الإعلام وتحريضه لزبانيته من اللجان الثورية، فهل يفعل ذلك؟! النقطة الثانية: وهي الألعوبة الكبرى المتمثلة في زعم سلطة الشعب والمؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية، ودعواه بأن الشعب الليبي يحكم نفسه من خلال المؤتمرات الشعبية الأساسية، وتاريخ بدايتها وتكوينها وتنظيمها الذي ذكر مشوبًا بأخطاء ومغالطات فادحة؛ لكنى أوجه نموذجًا من بعض الأسئلة ليجيب عنها الناطق الرسمي للحكومة الزائفة: - هل المؤتمرات الشعبية الأساسية هي التي قررت إرسال القوات المسلحة الليبية للحرب في تشاد التي فقدنا فيها الآلاف المؤلفة من شبابنا ؟! - هل المؤتمرات الشعبية هي التي قررت منح الملايين والمليارات لأبناء الإمبراطور ولرؤساء الدول الإفريقية؟! - هل المؤتمرات الشعبية الأساسية هي التي قررت ضرب الشباب الليبي المتظاهر؛ بداية من بنغازي وكل المدن والقرى الليبية شرقًا ووسطًا وغربًا وجنوبًا؟! وإذا كان ما قيل عن المؤتمرات الشعبية، وقاله السيد الإمبراطور مساء 17 فبراير الماضي، وطلب من الناس أن تجتمع لتحدد ماذا تريد؛ وقبلنا ذلك؛ لكن الآن أقولها بوضوح، هذا سرد غير مقنع حتى لمن يفقدون ملكة العقل من المجانين الليبيين. ولكي لا أقف كثيرًا حول موضوع السلطة الشعبية، فأنا أقدم اقتراحا شخصيا مفاده هل ممكن إجراء مناظرة على الهواء مباشرة يرشح فيها سيادة الإمبراطور أو أركان حكمه أفضل وأفقه من لديهم في السلطة الشعبية لكي يناظرني أنا شخصيا في هذا الموضوع، وأتحدى بوضوح أن يقوم التليفزيون المحلى في طرابلس الغالية بنقل هذه المناظرة مباشرة! النقطة الثالثة: تحدث سيادة الإمبراطور عن النفط، ووجه كلامه إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا وايطاليا وبريطانيا، بأنه على استعداد للتفاوض ومنحهم امتيازات نفطية وتوقيع اتفاقيات. سبحان الله وكأنك لا تعلم بأن كل هذه الاتفاقيات موقعة وهناك شركات موجودة ولا يحتاجون أصلا إلى التفاوض معك أو مع غيرك، فهم بموجب تلك الاتفاقيات أصحاب حق قانوني ودولي في شركاتهم، وهذا ليس في ليبيا وحدها، بل في كل الدول العربية النفطية وغير العربية التي ليس لها إمكانيات الاستكشاف وإخراج النفط. وأقول: يا سيادة الإمبراطور، إنهم يحاربون مع الشعب الليبي ويساندونه في ثورته، ليس من أجل النفط، فهم يعرفون حقوقهم جيدًا، وهم يقومون بذلك؛ لأنهم وجدوا في ثورة الشعب الليبي فرصة لتخليص العالم بأسره من إرهابك ومؤامراتك وفسادك أنت وأسرتك وزبانيتك. النقطة الرابعة: أثرت يا سيادة الإمبراطور أن على الناتو أن يوقف هجماته ويبتعد عن العدوان على ليبيا، حسب رأيك، لمنح الشعب الليبي الطمأنينة؛ لكي يقول رأيه في نظام الحكم الذي يرتضيه. وأتساءل: هل، يا سيادة الإمبراطور، ستكون للشعب الطمأنينة ومليشياتك الأمنية ومرتزقتك تهدم البيوت وتحرق الأخضر واليابس، وتقتل الرجال، وتغتصب النساء؟! ردًّا على اقتراحك، أقترح أنا حلا آخر، أطالبك بشيء بسيط، فقط فلنوقف القصف على طرابلس ثلاثة أيام، وتسحب فيها كل رجالك من شوارع طرابلس، وبمراقبة دولية نقول لسكان طرابلس فقط وليس ليبيا: اخرجوا للتعبير عن رأيكم، وأنت تعلم جيدًا النتيجة. إن الشعب الليبي لا يريدك ولا يريد أسرتك ولا يريد نظامك، إن ليبيا بعد ثورة 17 فبراير الأبية الشعبية الحقيقية، لا يمكن أن تعود كما كانت قبل ذلك.