نجحت الضغوط التي مارسها خيرت الشاطر النائب الثاني المحبوس لمرشد جماعة الاخوان المسلمين المحظورة في تعطيل تصعيد الدكتور عصام العريان القيادي الاخواني لمكتب ارشاد الجماعة المحظورة لاجل غير مسمي ، وعلى الرغم من ان الشاطر مسجون على ذمة القضية الشهيرة التي طالت رموز من الجماعة الا ان الشاطر المسجون استطاع ان يمنع تصعيد العريان في الوقت الحالي على الاقل ليصبح الاخير بدوره عاجزا عن ان يدعم خطة د. محمد حبيب المرشد الاول للجماعة في ان يحل محل المرشد الحالي مهدي عاكف ،فالشاطر رغم سجنه يري انه اولي بكرسي عاكف بعد ان قدم للجماعة المحظورة ما يعتبره من وجهة نظره تضحيات كبيرة ، واستطاع الشاطر ان يضمن في " مؤامرته " ضد حبيب ولاء الدكتور سعد الكتاتني رئيس الكتلة البرلمانية للاخوان في مجلس الشعب وهو ما يجعل الشاطر قريبا من مجموعة ال88 عضوا في مجلس الشعب الذين يشكلون كتلة الجماعة في البرلمان ، وهذه الكتلة بدورها تبدو منعزلة عن السياق العام لسياسات مكتب الارشاد العزلة بين مكتب الارشاد والكتلة البرلمانية للجماعة المحظورة ظهرت في التضارب بين الجانبين فيما يتعلق بالدعوة التي اطلقها مؤسس حزب الغد الدكتور أيمن نور الذي دعا الي تأسيس جبهة لمنع التوريث تحت شعار " مايحكمش " وهي الدعوة التي ايدها عاكف بحماس وأعلن مساندة لاخوان لها في حين ان الكتاتني قال إنه لا يعرف شئ عن مشاركة الاخوان في هذه الجبهة خليل العناني الباحث في الحركات الاسلامية قال إن الاخوان بانضماههم للجبهة سوف يتحولون مع الوقت الي معول هدم لها لانهم سوف يختلفون على من يقودها فإما أن تصبح الجبهة تابعة لهم وإما أن يتخلوا عنها وهو نفس ما حدث مع كفاية التي انضم لها الاخوان بحماس في البداية ثم تخلوا عنها ،في كل الاحوال فإن الصراع الدائر حاليا بين حبيب والشاطر على خلافة عاكف لا يزال مرشحا لان يعصف بأخرين في طريقه بخلاف العريان الذي بلغ الستين من عمره ولا يزال يحسب على جيل وسط الجماعة الذين ينتظرون التصعيد وهو ما سخر منه هو نفسه عندما قال " انا عمري 60 عاماً وأكثر أين هم الوسط "? فعاكف الذي يشعر أنه راحل لا محالة من موقع مرشد الجماعة المحظورة يرزع الطريق أمام خلفاءه المحتملين بعقبات تجعل أي معتدل يفكر ألف مرة قبل أن يقدم على خلافته وهو ما يصب في مصلحة الشاطر المتشدد الذي يقود من خلف السجن معركة حربية تنتهي بخروجه مظفراً ليتم تتويجه على عرش مكتب الارشاد للجماعة المحظورة .