قام وفد من مؤسسة كارتر الأمريكية بزيارة لمقر حزب الوفد حيث إلتقوا مع الدكتور السيد البدوى رئيس الوفد وضم وفد مؤسسة كارتر ( الدكتوره كارى ويكهام ، والباحثة إلكسندرا بلاكمان) وخلال اللقاء دار النقاش حول الأوضاع السياسية الراهنة فى مصر. أكد الدكتور السيد البدوى رئيس الوفد خلال اللقاء أن الشعب المصرى لديه حساسية تجاه الرقابة الدولية على الإنتخابات مشيرا ً إلى رفض حزب الوفد لها وأوضح د.السيد البدوى أن فكرة أن تقوم الأممالمتحدة أو أى مؤسسة دولية أخرى بمراقبة الإنتخابات المصرية وكتابة تقارير حول الإنتخابات هى فكرة مرفوضة من حزب الوفد. وشدد البدوى على أن الشعب المصرى الذى صنع ثورة 25 يناير العظيمة قادر على الإنتقال لمصر جديدة وقادر على حماية الديمقراطية وأضاف أن فكرة أن تشاهد المؤسسات الإعلام الأجنبية الإنتخابات المصرية لا أن تراقبها هى فقط الفكرة التى يمكن قبولها . وقال رئيس الوفد أن الإستفتاء الأخير على التعديلات الدستورية وما شهده من إقبال غير المسبوق من المواطنين هو خير دليل على وعى الشعب المصرى وأن مثل هذه المشاركة الواعية هى الضمانة الأساسية للديمقراطية فى مصر ، فالشعب المصرى له تاريخ طويل وعريق فى الديمقراطية فهذا الشعب العظيم كان لديه دستور عام 1882 ومجلس نيابى (مجلس النواب) عام1866 ، أما عن التجربة الحزبية فقد بدأت فى مصر بالمعنى العلمى لها عام 1907 فقد كانت هناك 3 أحزاب هم ( الحزب الوطنى ، حزب الأمة ، حزب الإصلاح على المبادئ الدستورية ). ثم تطرق للكلام عن دور حزب الوفد فى الحياة السياسية مشيرآ إلى أن حزب الوفد دخل الإنتخابات عام 1924 ولم يكن وقتها فى الحكم ومع ذلك فاز مرشحه على رئيس الوزراء ووزير الداخلية آنذاك يحيى باشا إبراهيم وكانت تلك الإنتخابات دون إشراف قضائى لكن كان هناك شعب واع ، ويسعى البدوى لعودة حزب الوفد لمكانته المرموقة فى السياسة المصرية عن طريق التواصل الدائم مع محبى الحزب وتوسيع رقعة أعضائه فنحن لدينا الآن 188 مقرا للحزب ًوصحيفة يوميه واسعة الإنتشار وبوابة إلكترونية يزورها 420 ألف زائر يوميا ً وقناة تليفزيونية هى قناة المصرى لسان حال حزب الوفد والتى ينطلق بثها التجريبى 8 مساء السبت 9 أبريل . ثم أضاف حزب الوفد له قاعدة عريضة فى كافة محافظات مصر مشيرا ً إلى أن الوفد عندما دخل إنتخابات عام 1984 بعد عودته للحياه السياسية حصل على 60 مقعدا ً رغم التزوير وعدم وجود إشراف قضائى. ولكى نستطيع تحقيق الديمقراطية الحقة والكلام مازال على لسان رئيس حزب الوفد سيد البدوى لابد من وجود أحزاب قوية مضيفا ً أن حزب الوفد له تاريخ عريق فى الدفاع عن إستقلال القضاء ضاربا ً المثل بتصدى سعد زغلول رئيس البرلمان لوزير العدل ( الوفدى ) بسبب حصول رئيس محكمة الإستئناف على مبلغ 2400 جنيه راتب سنوى وليس 1800 جنيه مثله مثل زملائه فترك سعد زغلول المنصة وهو الزعيم التاريخى لحزب الوفد وتحدث قائلا ً:( من العار على حكومة الوفد أن يتدخل وزير العدل ليميز قاضى عن قاضى آخر ) وبالفعل تم إلغاء هذه الزيادة المالية رغم ان الحكومة آنذاك كانت وفدية ووزير العدل كان وفديا ً . ثم تطرق للحديث عن الإنتخابات البرلمانية حيث أكد رئيس الوفد على ضرورة إجراء الإنتخابات البرلمانية القادمة بنظام القائمة النسبية حتى لا يكون هناك تلاعب وحتى لا نهدر ماقامت من أجله الثورة لأن النظام الفردى سوف يستفيد منه فقط فلول الحزب الوطنى والإخوان المسلمين مؤكداً أنه لو أجريت الإنتخابات بالنظام الفردى فإن حزب الوفد وكل الأحزاب سوف تقاطع هذه الإنتخابات . وأشار د.السيد البدوى إلى أن القائمة النسبية تضمن تمثيلا ً للأقباط والمرأة لأن حزب الوفد سوف يقوم بترشيح الأقباط والمرأة ضمن قوائمه وهذه قناعة لدينا لأن من ثوابت الوفد الوحدة الوطنية والعدالة الإجتماعية. أما عن الدستور المصرى فقد أصر البدوى على ضرورة أن تظل المادة (2) موجودة فى الدستور المصرى على أن يضاف إليها نص يعطى الحق للمسيحيين بأن يعاملوا فى أحوالهم الشخصية وفقا ً لشريعتهم وهذا لايتعارض مع تعاليم القرآن والسنه النبوية وأخر ما قاله البدوى كان حول طبيعة العلاقات المصرية الأمريكية حيث قال الشعب المصرى يحب الشعب الأمريكى ولكنه يرفض السياسة المزدوجة التى تتبعها أمريكا فى المنطقة بما فيها إنحيازها السافر لإسرائيل الذى كان سببآ رئيسآ لوجود الإرهاب فى المنطقة . أما على الجانب الأخر فقد أكدت الدكتورة كارى ويكهام من مؤسسة كارتر أنه لايوجد وقت كافى للأحزاب الجديدة للإستعداد للإنتخابات البرلمانية القادمة وطالبت أن ينضم شباب ثورة 25 يناير إلى حزب الوفد لأنه يستطيع المنافسة نظرا ً لكونه حزب له شعبية وتاريخ عريق وهذا أفضل من إنشاء أحزاب شبابية لن تحقق شيئا ً فى الإنتخابات البرلمانية القادمة نظرا ً لضيق الوقت والإمكانيات لدى تلك الأحزاب المزمع تأسيسها . ثم أضافت أنها كأستاذه جامعية ً ترفض السياسة المزدوجة لأمريكا فى التعامل مع المنطقة العربية وأشارت إلى أنه صدر لها العديد من الكتب والدراسات عن المنطقة العربية أبرزها كتاب عن الحركة الإسلامية فى مصر كما أنها تقوم حاليا ً بتأليف كتاب جديد عن الحركة الإسلامية فى العالم العربى مع التطبيق على النموذج المصرى وسوف تضيف له جزءا ً عن ثورة 25 يناير المصرية التى تحترمها كثيرا ً وتحتفظ بالعلم المصرى والمطبوعات والملصقات التى صدرت فى مصر عن هذه الثورة التى نالت إحترام العالم .