تحكى مسرحية ( ليلة القتلة ) عن ثلاثة أخوة بنتين و ولد البنتين*كوكا* و *ببا* و الولد *لالو* و الأحداث كلها تدور حول أنهم يمثلون مسرحية أو يمارسون لعبة من خيالهم ، يتقمصون فيها كل الأدوار : دو ر الأب ، و دور الأم القاسيين عليهم ، والجيران الذين ينقلون شائعات مزيفة ، و القاضي ، و الشرطي اللذان يحققان معهم . يمثل لالو أنه قتل أباه و أمه ، و تقوم الشرطة بالتحقيق معه و يقومون بهذه اللعبة من أجل عملية التطهير التي تحدث لهم بعدها ثم يقومون ببدء هذه اللعبة مرة أخرى فالمسرحية تناقش صراع الأجيال و اختلاف وجهات النظر بين الآباء و الأبناء . هذا عن الحدوتة أو المضمون ، أما عن عناصر العرض الفنية ، نجد أن التمثيل كان هو العنصر الأهم في مسرحية نفسية كهذه ، و قد وفق المخرج ( تامر كرم ) في اختيار الممثلين و هم ( محمد يونس جيسي عادل ياسمين سمير) فكل منهم قام بدوره على أكمل وجه سواء دوره الأساسي أو الأدوار التي يجسدها من خيالهم ( داخل الدور ) و بالأخص ( ياسمين سمير ) في دور *ببا* فقد كانت كل شخصية تؤديها تختلف اختلافا تاما عن الأخرى , ومن أهم العناصر الأخرى في العرض كانت الموسيقى التي مزجت بين الموسيقى الحية و المسجلة ، فالموسيقى الحية كانت تعتمد على التشيللو و الكمان و يظهر المخرج العازفين من وراء الأقمشة و من ناحية أخرى يقوم الممثلون بعمل إيقاعات حلت محل الموسيقى كالدق على الأرض أو عمل صوت الآلة الكاتبة و احتكاك السكين فكان كل هذا يخلق جوا سمعيا لطيفا و هذا مما يحسب ل ( أحمد عبد المعبود ) معد الموسيقى , و كانت ملابس الممثلين موحدة ( قميص الأسمر و بنطال أسمر ) لتوحي بحزن هذه الشخصيات و بؤسهم و قد قام بتصميمها صبحي عبد الجواد ، أما الإخراج كان ملائما للعرض في اختيار عناصر العرض المسرحي و لكنه لم يكن معبرا عن مستواه الحقيقي ف *تامر كرم* الحاصل على جائزة أفضل مخرج في جامعة عين شمس سنة 2009 أيضا في المهرجان القومي في نفس السنة . و لكن في النهاية هذا العرض ناجح و لكن ينقصه بعض الاهتمام و خاصة في الديكور الذي تنقصه الألوان اللافتة للنظر .