قبل قليل تناقل مستخدمي تويتر والفيسبوك فيديو على اليوتيوب بعنوان لماذا 25 يناير؟ يحتوي على أشهر مشاهد التعذيب المنشورة على الإنترنت و التي مارسها أفراد من الشرطة المصرية في حق شباب وبنات دون معرفة السبب وراء إلقاء القبض عليهم أو إحتجازهم ويوضح الفيديو السبب الذي ربما يدفع الكثير من الشباب للتظاهر يوم 25 يناير والذي يوافق عيد الشرطة المصرية وفى مدونة أخرى طرح تسأول هل من الممكن أن يحقق يوم 25 يناير المطالب المرجوة منها على الفيس بوك ؟ الإعلان عن موعد حدوث مظاهرة ضخمة في مصر الآن أصبح عن طريق الفيس بوك والدعوات المنغلقة بين القوى السياسية والنشطاء في مصر دون مشاركة الشعب في تلك الدعوة ، ودائماً ما تستعد القوات الأمنية لمثل تلك الدعوات بكل قوة لتشعرنا بأهمية ما نفعله ، فهي تخطط وتنظم قواتها بحيث تجعل من المشاركين في المظاهرة محاصرين في كردون وفى مكان لا يراهم فيه إلا عدد قليل من الناس ويجعلوهم خائفين من الوقوف أمامهم ليسمعوا ما يردده المتظاهرون من هتافات تدعو لإسقاط نظام مبارك وبالرغم من كل تلك التخطيطات الأمنية والتنظيم ما زلنا نحن كدعاة للمظاهرات والوقفات الإحتجاجية لا نستطيع تنظيم أنفسنا ، وهو ما تثبته كل التجارب السابقة ، حتى أصبحنا منغلقين على أنفسنا داخل دعوات الفيس بوك وفى العدد المحدود الذي يشارك في كل مظاهرة أو وقفة ، وهناك فارق بين الآن وأمس .. ففي إضراب السادس من أبريل لوحظ انتشار الفكرة بين الجميع في الشارع حتى وصلت لكل مصر ، لأن وقتها كان هناك فارق في إعتماد الشباب وقتها على الفيس بوك والسوشيال ميديا ، أما حالياً الجميع أصبح معتمداً عليها بشكل مبالغ فيه وعلى العدد المحدود من النشطاء وثورة تونس فعلت كما فعل الشباب في إضراب 2008 ، بدأت دعوتهم عن طريق السوشيال ميديا حتى انتقلت إلى الشارع ، وبالرغم من أن ثورة تونس لم تحقق مطالبها كلها إلا أنها أثبتت انه يمكن رحيل الديكتاتور ، ورحيل نظامه يأتي فيما بعد ، فهل يمكن لكل الدول أن تفعل كما فعلت تونس ، والتي أعطت ثورتهم الجميع الأمل في إمكانية رحيل الديكتاتور ونظامه الترويج ليوم 25 يناير الآن عن طريق الفيس بوك باسم يوم الثورة المصرية حتى الآن ما زال محاصر على الفيس بوك والشبكات الاجتماعية ، فلا يسمع عنه في الشارع المصري الحقيقي إلا القليل عن طريق الصدفة وعن طريق البيانات التي يوزعها بعض الشباب في الشارع في القاهرة والإسكندرية فقط ، وهو ما تعودنا عليه في كل حدث ضخم ينحصر في القاهرة والإسكندرية وفى مناطق وأماكن معروفة ، على الرغم من أنه لم تحدث شئ قبلاً ، ولا أحد يفكر في إنتقال الحدث لأماكن أخرى غير ما تعودوا عليه أو محافظات أخرى. فهل ستستطيع دعوات الفيسبوك وتويتر أن تحقق ثورة مصرية حقيقة ؟