منذ أمس الأول بدأت البورصة المصرية في التراجع تدريجيا ليكتمل الأمر أمس بعد أن أحرق صاحب المطعم نفسه أمام مجلس الشعب وهذا ما آثار قلق الأجانب المتداولين في البورصة المصرية مما دفعهم الي بيع أسهمهم بشكل كبير ليصبح صافي التداول 170 مليون جنية لصالح البيع عن الشراء. واليوم تعرضت البورصة المصرية لضربة قاصمة في الجلسة الثالثة على التوالي حيت تعرضت لخسائر فادحة مع قيام المستثمرين الأجانب بعمليات بيعيه تمت على أسهم منتقاة في السوق في ظل أنباء سلبية أوصلت السوق إلى أدنى مستوياته منذ شهر ديسمبر من العام الماضي. وصرحت أدارة البورصة المصرية أن مؤشر البورصة الرئيسي "EGX30"تراجع بنهاية جلسة منتصف الأسبوع بنسبة 3.14% ليغلق عند 6693.58 نقطة وتسارعت وتيرة التراجع في أسهم الأفراد المدرجة في مؤشر "EGX70" بنسبة 4.71% تبعها مؤشر "EGX100" الأوسع انتشارا بنسبة 4.29%. وأكد مصطفي الأشقر مسئول من شركة جراند أنفستمنات للوساطة في الأوراق المالية أن المستثمرين الأجانب ركزوا اتجاههم نحو البيع حيث بلغ صافي مبيعاتهم 226.451 مليون جنيه فيما كان الطائع الشرائي من نصيب المستثمرين العرب والمصريين بصافي مشتريات بلغت 56.249 مليون جنيه و 170.201 مليون جنيه على التوالي. ومالت تعاملات المؤسسات نحو البيع بصافي مبيعات بلغت 64.133 مليون جنيه. ويكمل الأشقر أن ما حدث كان بمثابة صدمة للجميع وخاصة بعد أحداث تونس التي قلبت الموازين وكانت سببا في خسارة مالية كبيرة للمستثمرين بشكل عام والعرب بشكل خاص . ويضيف هيثم كمال خبير أسواق مال أننا لم نتوقع أن يحدث ما حدث فقد تفاءلنا كثيرا بالعام الجديد وتوقعنا مع قدوم شهر مارس ستعود البورصة لما كانت علية عام 2006 أي قبل الأزمة المالية العالمية ، ولكن الوضع ساء كثيرا عن العام الماضي فبعد أن أصبحت أري التداول لمبالغ 700 و 800 مليون جنية تراجع الوضع لتقع البورصة اليوم وهو ما لم يحدث في أسوأ أعوام البورصة المصرية 2010. وتكمل مريان عزمي محلل مالي بشركة "أتش اية أن" لا شك أن الأحداث السياسية في تونس كان لها تأثير علي المنطقة بالإضافة إلي فترة عدم وضوح الرؤية السياسية في مصر وخاصة مع فترة الانتخابات السياسية وعدم إعلان الحزب الوطني عن مرشحه لانتخابات الرئاسة . وأشارت الي خوف المستثمرين الأجانب من تكرار ما حدث في تونس بمصر حيث أن الانقلاب هناك حدث بداية بحريق أحد الأفراد التوانسة لنفسه وهو ما تم علي الأراضي المصرية أمس. أما قاسم عبد الحميد العضو المنتدب بالشركة المتحدة للوساطة في الأوراق المالية فقد أكد أن جميع الأسهم القيادية تراجعت جميعها تصدرها سهم المصرية لتطوير صناعة البناء (ليفت سلاب مصر ) بنسبة بلغت 8.39% ليغلق عند 20.53 جنيه تبعه سهم أوراسكوم تليكوم القابضة بنسبة 4.27% ليغلق عند 4.26 جنيه وتراجع سهم أوراسكوم للإنشاء والصناعة بنسبة 3.07% ليغلق عند 276.12 جنيه وفقد سهم الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول من قيمته 2.73% ليغلق عند 164.39 جنيه. وسيطر اللون الأحمر على تعاملات أغلب الأسهم المدرجة في بورصة النيل المخصصة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة فيما حافظ سهم "أميكو ميديكال للصناعات الطبية" على قيمته السوقية ليغلق عند 18 جنيه. أما التراجع فكان من نصيب سهم "بى اى جى للتجارة والاستثمار" بنسبة بلغت 1.71 % ليغلق عند 3.44 جنيه وتراجع كذلك سهم "البدر للبلاستيك" بنسبة بلغت 4.09% ليغلق عند 10.55 جنيه وتراجع أيضا سهم المؤشر للبرمجيات ونشر المعلومات بنسبة بلغت 7.63 % ليغلق عند 3.51 جنيه وتراجع كذلك سهم "مصر انتركوننتال لصناعة الجرانيت والرخام" بنسبة بلغت 10.29% ليغلق عند 25.99 جنيه، وتراجع أخيرا سهم "المصرية الكويتية للاستثمار والتجارة" بنسبة بلغت 10.31% ليغلق عند 2.61 جنيه. ويقول الدكتور أسامة وجدي دكتور الاقتصاد بالجامعة الحديثة أن مصر لم تكن بمعزولة عما يحدث في المنطقة العربية بل تأثرت وبشكل ملحوظ وكان سبب ذلك هو قلق المستثمرين لما حدث من توتر الأوضاع السياسية في مصر وخاصة أننا واقعين بين أكبر الفترات الانتخابية السياسية في مصر وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلي بيع أسهمهم علي الفور وهو أمر ليس ببعيد عن البورصة العربية والخليجية . كما أن المضاربين بالأسواق أشعلوا النار بأساليبهم السيئة لاستخدام المضاربة مما أضر بالوضع العام ودفع الكثيرين إلي الهرولة خارج البورصة حتى تتضح الرؤية .