البرلمان في اليمن السعيد أدخل تشريعا جديدا يسمح للرئيس "عبدالله صالح" بالبقاء حتي آخر العمر ولقد رأيته في لقطة عابرة علي شاشة إحدي الفضائيات الاخبارية يسير مزهوا ويديه في جيبيه رافعا رأسه شامخا فهو علي يقين بأن أوامره مجابة وبالقانون وبالأغلبية أو اجماع الأصوات. تذكرت ما حدث عندنا قبل ثلاثين عاما عندما فوجئنا بما سمي بعد ذلك تشريع الهوانم لأن ثلاث نائبات شهيرات تقدمن بتعديل للدستور المصري يعطي للرئيس السادات الحق في الحكم إلي الأبد.. السيدات كن نوال عامر وزينب السبكي وفايدة كامل زوجة وزير الداخلية وقتها "النبوي اسماعيل".. أما الرئيس فقد لقي ربه بعد عام واحد من تدبير ديمومته.. ولم يصدق أحد أن الهوانم.. تصرفن من أنفسهن أو ما قيل بعد ذلك بأن السادات لم يكن يعلم أو يوافق! اندلعت مظاهرات عنيفة في تونس ومن بعدها الجزائر تطالب بلقمة العيش وفرصة عمل.. تغيرت الوزارة لامتصاص الغضب وتصرفت الشرطة بما يجب وصدرت قرارات بإعادة الأسعار التي كانت قد ارتفعت ولكن النار لم تنطفئ ولكنها استشرت وامتدت من مدينة الي مدينة ويبدو انها لن تتوقف. وتذكرت مظاهرات شعب مصر في السبعينيات التي عمت البلاد من الاسكندرية الي أسوان احتجاجا علي الغلاء والفساد والفوارق بين الطبقات مع بدايات عصر الانفتاح.. ولم يصدق أحد انها "انتفاضة حرامية" بالتوصيف الرسمي لها ولم يجد القاضي سببا لإدانة متهم واحد من العشرات الذين ألقي القبض عليهم ورفض "عبدالرحمن الشرقاوي" و"صلاح حافظ" أن يدافعا عن وجهة نظر النظام فدفعا الثمن وفصلا من عملهما كرؤساء مجلس إدارة وتحرير "روزاليوسف" القومية. ليست هناك علاقة بشكاوي المصريين العاديين اليوم ومقالات "احمد عز" وتصريحات "احمد نظيف" عن رخاء السيارات الملاكي وأجهزة التكييف! وليس آخرا ما يجري في الكويت من احتجاجات سياسية وصلت الي تظاهر البعض وعلي رأسهم أعضاء من مجلس الأمة فلم تقصر الشرطة وانما ضربت في المليان ولا حصانة لمن يعترض! ولقد سبقناهم والحمد لله فسجل التاريخ ضرب ثلاثة أعضاء من مجالسنا النيابية السابقة لا اذكر منهم اليوم سوي "عصام العريان" الذي أنزلوه من الأوتوبيس المتجه الي السويس وتعاملوا معه رغم حصانته بخشونة.. يعني ضربوه! يقول الدكتور أحمد عكاشة وهو طبيب نفساني عظيم وناشط اجتماعي محترم ان الحكومة نجحت في أن تجعلنا نعوي ولا نعض! ويقول "جهاد الخازن" وهو صحفي ورئيس تحرير سابق وكاتب عمود متميز "الصحفي العربي سايس خيل وسايس طير وسايس نسوان يكتب عما يعرف ولا يعرف وقد لا يتردد عن ابداء رأيه في الفيزياء النووية وهو سقط في الحساب في الابتدائية! أرأيتم كيف اننا في الهوي عرب واننا اسود علي الصحافة وعلي الناس وعلي أعضاء مجلس الشعب ونعامة عندما يكشر مسئول أو سلطان عن أنيابه.. أو حتي قبل أن يكشر!