قليلون أولئك الذين يستطيعون السير ضد التيار خاصة في عاصمة السينما العالمية هوليوود ..فعلي مدارعقود طويلة تتخذ الادارة الأمريكية من صناعة السينما الأميركية منبراً للترويج لسياسات حكوماتها وتشويه صورة اعدائها وتحقيرهم ونزع انسانيتهم، لكن الجديد هو أن هؤلاء المعارضون وجدوا طريقاً في عاصمة السينما .. الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز.. له أنصار في أوساط صناعة السينما الأميركية. على رأسهم المخرج الأميركي المبدع أوليفر ستون الذي تعري العديد من أفلامه السياسة الأميركية وتكشف ما لم يكشفه الإعلام الأميركي مثله في ذلك مثل زميله المخرج مايكل مور الذي وصف في فيلمه الجديد «الرأسمالية قصة حب» ما جرى على يد الرأسمالية الأميركية بأنه الشر كله. ستون أثار ضجة هو الآخر بفيلمه الجديد «جنوب الحدود» وهو فيلم وثائقي عن الثورة السلمية على طريقة تشافيز. ويقول ان «شافيز انتخب في التصويت الشعبي في 12 انتخابات مختلفة على الأقل وشهدت فنزويلا تحسناً اقتصادياً معه». وأشار ستون إلى ان فيلمه محاولة لمحاربة النظرة الغربية السائدة بأن دول أميركا اللاتينية ليست ديمقراطية ولمحاربة «الغباء» في الإعلام. ويروي فيلم «جنوب الحدود» من خلال سرد وثائقي ممتع، أحداثاً تعكس المصاعب الاقتصادية التي تعاني منها دول أميركا اللاتينية بسبب صندوق النقد الدولي، كما يحتوي على مقابلة مطولة للرئيس الفنزويلي يتهم فيها الولاياتالمتحدة ب «التآمر» ضده، فضلاً عن مقابلات مع الرئيس البوليفي ايفو موراليس ونظيره البرازيلي لويس انياتسيو لولا دا سيلفا ورئيس باراغواي فرناندو لوغو وكلهم من أكثر طبقات بلادهم الاجتماعية تواضعا. ويرى ستون انه للمرة الأولى في تاريخ هذه القارة يهتم هؤلاء القادة بالرقي الاجتماعي والصحة والتربية ويسعون إلى الإشراف على موارد بلادهم وتسديد ديونها التي لطالما كانت تخضع لاملاءات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. فيلم ستون عرض في مهرجان البندقية الأخير وحضره الرئيس تشافيز الذي قال في الفيلم «اجل، نعم من الممكن تغيير مسار التاريخ.