قال وزير الزراعة السوداني عبد الحليم المتعافي أن السودان سيضع الزراعة ضمن أولوياته بهدف تحقيق الإكتفاء الذاتي في غضون خمس سنوات بعد الدمار الذي خلفته عقود من الحرب الأهلية ويجب أن يتجه السودان أكبر دولة في أفريقيا من حيث المساحة لتنويع اقتصاده بعيدا عن النفط -الذي يستمد منه حاليا أكثر من 90 في المائة من إيراداته من النقد الأجنبي- إذ من المتوقع أن ينفصل جنوب البلاد المنتج للنفط في استفتاء تقرير المصير في التاسع من يناير كانون الثاني القادم وقال المتعافي "نستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء في غضون خمس سنوات. الزراعة هي طريق التقدم بالنسبة للسودان وزاد السودان إنتاج القمح هذا العام ليغطي 42 في المائة من احتياجاته التي تتجاوز مليوني طن ويجرب زراعة القمح اللين والصلد في مساحات شاسعة شمال البلاد وقال المتعافي أن رجل أعمال سعوديا ضخ استثمارات مبدئية قيمتها 50 مليون دولار في مزرعة تجريبية تشغل 50 ألف فدان في ولاية نهر النيل وتراوح أول محصول للقمح بين 1.6 طن وطنين للفدان وهو معدل منخفض نظرا لان الأرض لا تزال بكرا وأضاف "يتوقعون الوصول إلى إنتاجية جيدة خلال عامين إلى ثلاثة أعوام لتبلغ ثمانية إلى تسعة أطنان للفدان ويقدم السودان أيضا حوافز لصغار المزارعين لإنتاج القمح من خلال التعاقد مسبقا على شراء الطن بسعر 350 دولارا وتحويل مضخات المياه من العمل بوقود الديزل إلى الكهرباء مما يوفر 50 في المائة من نفقات الإنتاج. كما بدأت البلاد في إنتاج أسمدة محلية لخفض النفقات بصورة أكبر ويملك السودان ملايين الأفدنة الصالحة للزراعة وفائضا من مياه نهر النيل مما يجعل لديه مقومات إمداد المنطقة بالغذاء لكن المتعافي قال أن السودان يحتاج إلى استثمارات أجنبية لمثل هذه المشروعات الضخمة ويضع الاكتفاء الذاتي على رأس أولوياته وتابع "نحتاج خمس سنوات لتحقيق الاكتفاء الذاتي بشكل مباشر (من القمح) وبشكل غير مباشر من خلال تصدير أنواع أخرى من الحبوب لتغطية نفقات استيراد القمح وآمل تحقيق ذلك في غضون ثلاث سنوات وأضاف المتعافي أن السودان زاد إنتاجه من السرغوم والأرز الذي يفضل زراعته في الأجواء الحارة متوقعا تصدير مليون طن من السرغوم في 2010