عمرو موسى أكد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن القمة العربية الإفريقية، المقرر انعقادها "الأحد"، ستقدم إستراتيجية للشراكة المشتركة تحدد العديد من مجالات التعاون "الحيوية" السياسية والتنموية، بشكل يُنبئ بالجدية وبالحركة الفاعلة، واصفًا تلك القمة ب"الحدث التاريخي". وأشار موسى خلال الكلمة التي ألقاها أمام الاجتماع الأفريقي العربي المشترك لوزراء الخارجية للتحضير للقمة الإفريقية العربية الثانية أمس "الجمعة"، وزعت الجامعة العربية نسخة منها، إلى جزء مما هو مطروح في مشروع الإستراتيجية الخاصة بالشراكة العربية الإفريقية، وخطة العمل في السنوات الخمسة القادمة، لافتًا إلى أن الجانب السياسي يقوم على العمل والتعاون على نشر السلام والأمن مع احترام سيادة الدول واستقلالها، ثم التعاون في مقاومة الجريمة العابرة للحدود والاتجار في البشر والمخدرات والقرصنة وإعطاء الأولوية لمزيد ومزيد من الموارد لجهود الوساطة في حل النزاعات، كذلك التعاون والتنسيق بين المنظمتين حول حفظ السلام وعمليات صنع السلام. وفيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي والمالي والتجاري أوضح أن الموضوعات المطروحة كلها من شأنها أن تعود بالنتائج الاقتصادية والتنموية على الشعوب وعلى المجتمعات وعلى الناس، وتشجيع الاستثمار، وتشجيع التجارة، وتعزيز التعاون في مجالات الجودة والمعايير والمواصفات والمقاييس، والتعاون فيما يتعلق بالبنية التحتية ومجالات النقل والاتصال، والتعاون في بناء مجتمعات المعرفة، والتعاون في مجال الطاقة سواء الطاقة الشمسية ومصادر الطاقة الجديدة والمتجددة الأخرى من خلال استثمارات مشتركة، كذلك في مجال البيئة وموارد المياه، وبناء القدرات ونقل التكنولوجيا ثم في المجالات الحساسة التي تستوجب التعاون الفاعل مثل الهجرة والتنقل والعمالة.. وقال إن العمل السياسي كان ولا زال يمضي بتنسيق وتعاون وثيقين على كافة مستويات المنظمتين لمعالجة عدد من الأزمات التي تهمنا جميعًا سواء في السودان أو الصومال أو جزر القمر أو كما كان التعاون واضحًا في موريتانيا أو في التضامن العربي الإفريقي لمواجهة العنصرية وقضايا مكافحة الاحتلال وبصفة خاصة ما يتعلق بفلسطين، معتبرًا أنه قد صار لدينا رصيد طويل من الخبرات التراكمية في التدخل المشترك لحل المشكلات السياسية ونشر فرص السلام والاستقرار، وهو رصيد ينبغي أن نعظم الاستفادة منه، ونطوره. وأضاف : أن تعاملنا الفاعل مع الأزمات الراهنة والمحتملة والمتوقعة وبصفةٍ خاصة في المجالات الجديدة المقلقة مثل تغير المناخ وفروع الطاقة المتجددة وأزمات المياه والغذاء إنما يتم بإحياء التضامن والتكامل فيما بيننا بناءً على برنامج عمل واقعي، يأخذ في اعتباره مصالحنا المشتركة الواضحة المعالم والمتفق عليها، وكذلك الوضع في الاعتبار أن موضوع التنفيذ الأمين لما اتفق عليه يجب أن يُعطى أولوية ويصير عليه مراقبة ومتابعة وتقارير تعرض على اللجان المختلفة التي تعمل في إطار هذا التجمع العربي الأفريقي. ورأى أمين عام الجامعة العربية، أن الفرص هائلة، والإمكانيات ضخمة، وإرادة التعاون معبر عنها في هذه القمة، متعهدًا بالعمل في إطار هذه الإستراتيجية التي يمكن أن تفتح آفاقًا واسعة لشعوبنا ولمجتمعاتنا في العالم العربي وفي أفريقيا. وشدد على أن العربَ والأفارقة ليسوا مجرد جيران، ولكنهما مجتمعات متشابكة تعيش في فضاءٍ كاملٍ متداخلٍ لا يقوم على العلاقات الرسمية بين الدول فحسب، ولكن على علاقات بين الناس والمجتمعات، معتبرًا أن عناصر المجتمع المدني ومشروعات القطاع الخاص من مختلف الدول هي التي تشكل المجتمع المتشابك من الدول العربية والإفريقية. ووصف موسى القمة العربية الأفريقية بالحدث التاريخي، معربًا عن أمنيته بأن ترتفع إلى مستوى التحديات التي يطرحها مخطط التعاون الشامل العربي الأفريقي استعدادًا لمرحلة تنفيذ ما يتقرر. وعبر عن سعادته بالتعاون الكبير من رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، ومن المفوضية التي أنتجت عملاً مشتركًا مهمًا أمام الاجتماع متعلق ب "إستراتيجية الشراكة الأفريقية العربية وخطة العمل المشتركة لتنفيذها"، بالإضافة إلى التئام هذا الاجتماع التحضيري على مستوى مجموع الدول العربية والإفريقية، بعد ثلاثة وثلاثين عامًا من اجتماع جميع وزراء الخارجية العرب والأفارقة في قمة القاهرة عام 1977، تمهيدًا لانعقاد القمة الإفريقية العربية الثانية في مدينة "سرت في اليوم العاشر من الشهر العاشر في العام العاشر من بداية هذا القرن. ولفت إلى أن تِسْعٍ من الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية هي أعضاء في الاتحاد الإفريقي، ومساحة هائلة من إفريقيا تنتمي إلى العالم العربي والإفريقي وتنتمي أيضًا إلى تقاليد وثقافة وفهم مشترك. وأشاد أمين عام الجامعة العربية بالعمل المتشعب والنشط للتحضير لهذه القمة، من خلال جهود مشتركة متتالية على مستوى ممثلي الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني والخبراء، ركز هذا الجهد في جوهره على تقييم مسيرة تعاوننا في مناحيها المختلفة وعلى سبل إثرائها ودعمها، وبصفةٍ خاصة في المجالات التنموية المختلفة. وقال: إنه بالإضافة إلى اللجنة الدائمة للتعاون العربي الأفريقي التي سعينا لتكثيف نشاطها خلال العام الماضي - ودار نقاش هام حول سبل تفعيلها خلال اليومين الماضيين – توالت جهود اللجنة التحضيرية للقمة من خلال مفوضية الاتحاد الإفريقي والأمانة العامة لجامعة الدول العربية وكبار المسئولين من ثماني دول عربية وأفريقية، لإعداد وثائق القمة المعروضة أمامكم اليوم لمناقشتها، وهي "إستراتيجية الشراكة الإفريقية العربية"، و"خطة العمل المشتركة (2011- 2016)"، و"إعلان سرت"، حيث روعي في إعدادها الاستفادة من مسيرة العلاقات الطويلة، لتعظيم مناحي قوتها وعلاج ما اعتراها من نقاط ضعف وصعوبات. وأكد أنه تم التركيز على أن تلبى طموحاتنا نحو إقامة شراكة إستراتيجية حقيقية فاعلة منتجة، بشكل منهجي وعصري قائم على تشابك المصالح المختلفة للدول والشعوب التي نمثلها في المجالات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية والثقافية، وهي المحاور التي تشكل أساس وثيقتي "الشراكة الإستراتيجية" و"خطة العمل المشتركة للفترة: 2011 -2016". وبين أنه قد تم إثراء وثائق القمة بنتائج اجتماعات وزراء الزراعة العرب والأفارقة الذي عقد في شرم الشيخ بمصر في فبراير الماضي، منوهًا إنه هو التعاون الأول من نوعه في هذا المجال، بالإضافة إلى الاستعانة بتوصيات المنتدى الاقتصادي العربي الأفريقي الذي عقد منذ أسبوعين في العاصمة الليبية طرابلس بمشاركة واسعة من مؤسسات التنمية والاستثمار العربية والإفريقية، وكذلك بنتائج المناقشات المعمقة التي جرت خلال اجتماعات كبار المسئولين من الجانبين الأربعاء الماضي في طرابلس. وأضاف : أن عملا هامًا صار قائمًا بين الجامعة العربية ومفوضية الاتحاد الإفريقي لتعزيز علاقاتنا المشتركة في المجالات المختلفة، منوهًا إلى أن المنظمتان تعملان بتعاون وثيق بل غير مسبوق ليس فقط في تسوية النزاعات السياسية الواقعة في فضائهما المشترك، وإنما في مجالات جديدة تمس عصب التنمية في مجتمعاتنا. حضر الاجتماع رئيس تلك الدورة أمين عام اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي للجماهيرية العربية الليبية موسى كوسة، والرئيس المشارك لهذه الدورة ممثل رئاسة الاتحاد الإفريقي، جون بينج رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، بالإضافة إلى جانب من وزراء خارجية الدول والعربية والأفريقية.