أهابت جامعة الدول العربية، اليوم "الأربعاء"، بالمنظمات الدولية والأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية، لإعلاء صوتها ضد ما يجري من جرائم واعتداءات للمستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين، كما أدانت ملاحقة المزارعين وسرق محصول الزيتون في نابلس ومناطق أخرى من الضفة الغربيةالمحتلة. وطالبت الجامعة، المجتمع الدولي بالانتباه إلى قيام المستوطنين باعتداء ديني غير مسبوق في الضفة يتخلله حرق المساجد ودور العبادة، بتزامن مع منع أهالي الضفة من التوجه للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس لغرض العبادة والتقرب إلى الله. وقال السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في جامعة الدول العربية، في تصريحات للصحفيين، بمقر الجامعة، أن قطاع فلسطين في الجامعة العربية بصدد تجهيز تقرير تفصيلي عن جرائم المستوطنين، وسيتم توزيعه على البعثات الدبلوماسية والسياسيين والمعنيين، والمؤسسات الصحفية قريبًا. ودعا إلى ضرورة أن يتعامل القانون الدولي مع أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة كأراضي محتلة، وأن مسؤولية توفير الأمن للمواطنين الواقعين تحت الاحتلال تقع على عاتق الاحتلال نفسه بموجب اتفاقية جنيف الرابعة، مؤكدًا أن ما ينفذه المستوطنون يعتبر جريمة حرب يعاقب عليها القانون. وأعرب عن متابعة الجامعة العربية بقلق بالغ لعمليات العربدة والجرائم المتصاعدة للمستوطنين اليهود في فلسطين، مشددًا على أن ملاحقة المزارعين في حقولهم يندرج ضمن سياسة "الترانسفير" ومحاولة إرغام الفلسطيني على ترك أرضه ووطنه. وعبر عن سخطه البالغ من جرائم المستوطنين وقوات الاحتلال التي تخللها استشهاد مواطن مقدسي وإصابة عدد آخر من المدنيين الفلسطينيين، وكذلك تنفيذ عمليات مداهمة واعتقال وعربدة من قبل المستوطنين في القدس والخليل ونابلس بالضفة الغربية. وأدان السفير صبيح كذلك قيام المستوطنين بملاحقة المزارعين وسرق محصول الزيتون في نابلس ومناطق أخرى من الضفة الغربيةالمحتلة. وأشار إلى أن كل ما ينفذه المستوطنون تتحمل مسؤوليته الحكومة الإسرائيلية التي تسلحهم بأفضل الأسلحة المتطورة وترسل الجيش ليوفر الحماية لهم، لا ليردعهم ويمنعهم من تنفيذ الاعتداءات غير المبررة بحق أصحاب الأرض والحق. وأوضح أنه يراد من سرقة ثمار الزيتون وملاحقة المزارعين الفلسطينيين إرهاب الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن هذه الأعمال تأتي في سياق محاولة تجويع هذا الشعب ومحاربته في لقمة عيشه ليعيش بحالة يأس وقلق على مستقبل أطفاله وأمنهم، وبالتالي إرغامه على الرحيل. ولفت إلى أن الشعب الفلسطيني أثبت للعالم بأنه يدرك طبيعة ما يحاك له من مؤامرات تستهدف تهجيره من أرضه، وأنه صامد ولن يكرر ما أجبر عليه خلال النكبة عام 1948م. وذكر أنه عندما يتصدى الفلسطيني والقروي للمستوطنين المعتدين يتم اعتقاله، مع أنه يدافع عن أرضه وشرفه، في حين توفر إسرائيل الحماية للمستوطنين، وأنه في حالة إبلاغ الجيش الإسرائيلي عن وجود اعتداء للمستوطنين يتقاعس ويتعمد عدم الحضور إلا متأخرًا للمكان حتى يعطي المستوطن الفرصة ليفعل ما يريد، ويعيث الفساد.