نبيل عواد المزيني مع أقتراب إنتخابات مجلس الشعب نجد نشاط إنتخابي واسع في جنوبسيناء شمل كافة المواطنين، من أبناء القبائل البدوية وكذلك التجمعات السكانية من الوافدين ، فقد بدء العد التنازلي للأنتخابات مع إقتراب إعلان الحزب الوطني عن أسماء الذين تقدموا لترشيح علي قوائمه ، حيث كثف المرشحون رجالا ونساءا من حملاتهم الإنتخابية في دائرتي خليج العقبة وخليج السويس ، من خلال لافتات المعايدات في الشوارع والتجمعات واللقاءات العائلية في الدواوين القبلية . ورغم أن الحزب الوطني قرر تأجيل المجمعات الإنتخابية والتي ستحسم إختيار مرشحيه في إنتخابات مجلس الشعب حتى نهاية سبتمبر ، وذلك لإعطاء الفرصة الكافية للجان القانونية لمراجعة أوراق المرشحين والتأكد من دقتها حسب تصريحات مسؤل بالحزب ، إلا أن المرشحين علي المقاعد العامة وعلي مقعدي كوتة المرأة سواء علي قوائم الحزب الوطني أو مستقلين لم يتركوا أي فرصة تجمع للمواطنين إلا وأستغلوها في الدعاية وحشد الدعم ، لدرجة أن بعضهم تسابق على تعليق لافتات تهنئ الناخبين بالعيد أمام ساحات صلاة العيد التي انتشرت في أرجاء المحافظة . ولقد أرتفع عدد المتقدمين للترشيح بجنوبسيناء لخوض إنتخابات مجلس الشعب إلي أكثر من 25 ، وذلك بعد أن تقدم ثلاثة رجال مستقلين للتنافس علي المقاعد العامة ، وثلاثة سيدات مستقلات لتنافس علي مقعدي كوتة المرأة ، فأما الرجال فهم : رمضان رويبض صباح وكيل مجلس محلي جنوبسيناء ورئيس لجنة المصالحة وابن قبيلة مزينة والأوفر حظا بين المستقلين، وعاطف عبد اللطيف رجل الأعمال بشرم الشيخ وسانت كاترين ، وناصر التوني الجبالي عضو مجلس محلى شرم الشيخ وأمين شباب الوطني بشرم الشيخ ، وأما السيدات المستقلات فهن : فاطمة طلعت عضو مجلس محلى المحافظة, وحمدية حربي عضو مجلس محلى أبو زنيمة, وصباح رزق سالم. وبما أن النائب البرلماني في مجلس الشعب يحظي عادة بصلاحيات وسلطات تشرعيه أوسع من نواب الشورى والمجالس الشعبية المحلية ، فمن الطبيعي أن تلقي انتخابات مجلس الشعب أهتمام أكثر وجهد أكبر من المرشحين والناخبين علي السواء ، ولهذا غالبا ما نجد أن نسبة إقبال الناخبين على صناديق الاقتراع ترتفع إلي أعلي مستوياتها في انتخابات مجلس الشعب ،ونتيجة لقيام المرشحين بزيارة العائلات في دواوين قبائلهم للإستماع إلي مشاكلهم ومعرفة تطلعاتهم .وسوف نتعرض في مقالنا القادم بشئ من التحليل إلي عدد المرشحين المتنافسين علي المقاعد العامة ونري الأوفر حظاً من بينهم للفوز بترشيح الحزب في انتخابات مجلس الشعب بجنوبسيناء. ونظرا لطبيعة تركيب المجتمع السيناوي ، حيث تلعب القبيلة دورا هاما في إدارة الحياة ،فإن نجاح أي مرشح في الانتخابات بمحافظة جنوبسيناء لا يعتمد علي الدعاية والإعلانات فقط بقدر ما يعتمد علي الدعم والمؤازرة التي يحاول كل مرشح الحصول عليها من شيوخ وأبناء القبائل ، وفي نفس الوقت نجد أن القبائل ممثلة في شيوخها تساهم بدور إيجابي وتقوم بدور فعال في العملية الانتخابية عن طريق إختيار المرشح الأصلح والأفضل لخدمة أبناء سيناء من البدو والحضر ، والذي يجب حسب تقاليدهم الموروثة أن يتمتع بالمصداقية وأن يعمل علي تحقيق تطلعات وطموحات أبناء دائرته الإنتخابية ، كما يجب أن يحظي بالسمعة الطيبة والقبول لدي شيوخ وأبناء القبائل ولدي المسؤلين في أجهزة الدولة المختلفة حتي يكون قادر علي خدمة أبناء الدائرة . وفي هذا السياق نجد أن قبائل جنوبسيناء قد قررت عقد جلسة عرفية يوم 30 سبتمبر الجاري بسانت كاترين ومن المتوقع أن يحضرها عدد كبير من مشايخ القبائل من بينهم الشيخ عيد خنيبش والشيخ محنا جبلي من قبيلة المزينة ، تهدف إلي الاتفاق علي إختيار المرشحين الذين يحظون بشعبية عالية بين القبائل ويتمتعون بالمصداقية والقبول والسمعة الطيبة بين أبناء سيناء لخوض انتخابات الشعب، وعن مدي التفاهم بين أبناء القبائل ووقوفهم خلف المرشح المختار يصرح أحد شيوخ قبيلة مزينة أكبر واقوي قبائل جنوبسيناء قائلا " إن القبائل سوف تدعم المرشح الذي سوف تسفر عنه الجلسة العرفية بسانت كاترين". ومما لاشك فيه أن نتائج هذه الجلسة العرفية القبلية ، سوف تساهم وتساعد الحزب الوطني علي اختيار مرشحيه لخوض غمار انتخابات مجلس الشعب ، وذلك نظرا لأن محافظة جنوبسيناء هي محافظة الحزب الواحد ، وخاصة بعدما ذكرت مصادر بالحزب الوطني ، بأن الحزب قرر تأجيل عقد المجمعات الانتخابية المخولة بإختيار مرشحي الحزب في الدوائر المختلفة حتى نهاية سبتمبر الجاري ، بالتوازي مع قرار حكومي بتأجيل إنتخابات رؤساء المجالس المحلية في جميع المحافظات لأجل غير مسمى . نبيل عواد المزيني باحث وكاتب سيناوي الولاياتالمتحدةالأمريكية www.elmozainy.com