متحف بوشكين من أشهر المتاحف في العالم وعرف عنه اطلاقه للعديد من المشاريعِ الفنية التي تسعى لزيادة الثقافة على مستوى المواطن العادي. ومن آخر هذه المشاريع معرض لوحات ليس في صالة فنية، بل في مقطورة قطار. مترو الأنفاق في موسكو يعتبر واحدا من أوردة المدينة الهامة ووسيلة من وسائل النقل السريعة والمضمونة في عصر ازدحمت فيه الشوارع بالسيارات. ولكنه لا يكتفي بدوره في نقل المواطنين، بل أخذ على عاتقه مهمة جديد : التربية الجمالية! والترفيه! هنا على خط ارباتسكا بوكروفسكايا يتوقف قطار كل دقيقتين، المقطورات الزرقاء الكلاسيكية تتناوب بانتظام ولا يكسر هذا الروتين إلا مقطورة ملونة تظهر فجأة من النفق ... إنه قطار "أكفاريل". لوحات لكارل بريولوف، بيوتر سوكولوف، يوهان كلاين، ماتياس لوري وجدت مكانها في مقطورات خصصت جزءا من مساحتها لعرض هذه اللوحات بشكل مكبر بعد أن تمت معالجتها رقميا باستخدام أحدث الاجهزة الحديثة لتنقل لنا جمالية العمل بكل تفاصيله بدون إية اضافة او تعديل. لقد كان الخيار كبيرا أمام منظمي المشروع فطيف الأعمال القيمة التي يمتلكها متحف بوشكين واسع جدا ، إلا أن الاختيار وقع على أعمال الرسم المائي التي تعود إلى منتصف القرن التاسع عشر، فهي لا تثير الجدل كفن بداية القرن العشرين وتلائم ذوق عامة الناس. كما تم اختيار تلك اللوحات التي تزخر بالتفاصيل الصغيرة التي تشجع الراكب على الاقتراب والتمعن فيها. ورغم أن المشروع انطلق في بداية الصيف إلا أنه لا يزال يلقى ترحيبا من قبل سكان موسكو، ليس لانها فرصة لمشاهدة الجديد فحسب، بل ولأنها المكان الوحيد الذي تعرض فيه اللوحات مترافقة مع صوت القطار السريع .