أحداث كارثة مرت علي الحياة في مصر ويلتهب حيالها جميع وسائل الإعلام بنقد الحكومة والمسئولين بل وإلقاء التهم المباشرة للاشخاص وتظل وسائل الإعلام في حالة تصاعد مستمر ثم بعد فترة قصيرة تتلاشي الأقلام وتبحث عن مصيبة أخري، وهذا ما حدث في قطار الصعيد، وقصر ثقافة بني سويف، والمسرح القومي، وسرقة لوحات قصر محمد علي، وسرقة لوحات دار الأوبرا، وأخيراً سرقة لوحة »زهور الخشخاش« أو بالمرجعية الأصلية »آنية وزهور«، ففي سيناريو التعامل الصحفي للأحداث، لم نقرأ أو نشاهد أو نسمع هذه الوسائل الهامة التي تربط المجتمع بأصوله ومرجعياته.. فالإعلام يفتقد بل في الكثير من الأحيان يتجاهل متابعة انجازات المؤسسات الاخري بالمجتمع لا يلتف حولها ويكشف عن العناصر الإيجابية وكفاءتها لتقدم قدوة للشباب والأجيال المختلفة، هل ذهب صحفي أو برنامج تليفزيوني بكاميراته ويستقل كل منهم قطار درجة ثالثة من الجيزة لأي مكان والأخر يستقل درجة أولي لقطار الصعيد.. وذلك بعد الحوادث وتصريحات الحكومة بتخصيص المليارات للصيانة وشراء المقطورات وغيرها.. سيكتشف كل منهم قطار الدرجة الثالثة كارثة.. ولا يرقي للإستخدام الآدمي، أما القطارات المكيفة سيشاهد كارثة مضاعفة بأن بالدرجة الأولي فئران تتحرك وبعض العرس.. أما دورات المياه فهي كارثة الكوارث.. حديث يهدف بأن للإعلام دورا هاما للغاية ثقافياً وإجتماعياً وسياسياً لابد أن يكون منهجياً في التعامل مع حركة المجتمع المستمرة، وعلي الجانب الآخر والإيجابي طرح نهر الفن منذ إنشاء الخط الثاني لمترو الأنفاق بضرورة بث برامج من باطن الأرض مع عمال ومهندسي مصر الذين يقودون ماكنية حفر الانفاق والتي عبرت أسفل قاع النيل بثلاثين متراً ليمر المترو بالبشر، هذه الصورة الرائعة والمشهد العظيم خير وسيلة لتنمية ثقافة المواطن ويعمق انتماءه للوطن، أعود إلي المتاحف التي تفتقد إلي الإعلام الثقافي علي المستويين المرئي والمقروء.. لا برامج خاصة بالمتاحف ولا مساحات متواضعة علي الصحف والمجلات لثقافة المتاحف التي تحتضن ثروة مصر الابداعية والفنية، هل الأقلام التي كتبت عن حادث زهور الخشخاش.. كتبت من قبل عن هذه المتاحف ثقافة »أو متابعة« لما يجري داخل المتاحف »للاسف لا؟! باستثناء بعض الحوارات تلي إفتتاح المتحف ثم تنفص العلاقة المفقودة، وبالتحديد إذا عدنا الي صباح يوم 61 فبراير 9991 كان افتتاح مركز الجزيرة للفنون بالزمالك والذي يضم متحفا للخزف الإسلامي، متحفا لسعيد الصدر رائد فن الخزف في مصر، وقاعات العرض للفنون التشكيلية.. طرحت أهمية إنشاء »قناة تليفزيونية للمتاحف« وخاصة بأن مصر تمتلك الثروة التي تفيض من خلال الشاشة الفضية بكم ثقافي ومعرفي بدون حدود، وللاسف الشديد لم ينفذ الإقتراح.. الفوضي في الشارع المصري نتاج لغياب الدولة عن تثقيف المواطن والإرتقاء بوعيه وتعميق انتمائه، أقترح علي أنس الفقي مرة أخري إنشاء »قناة تليفزيونية للمتاحف والتراث الحضاري« ومن خلالها يتم تقديم الإبداع الفني بأنواعه.. والحرف التقليدية.. وفن العمارة عبرالعصور، وطب التحنيط.. والزراعة والصناعة والتجارة والسياسة الخ فالمتحف ذاكرة الأمة بكاملها من خلال إبداعها نكتشف القيم الفنية والعلمية، ليس من المقبول في مصر يخصص قنوات وبرامج متعددة بالتليفزيون للرياضة ولا يقل عن خمس صفحات بالألوان بكل جريدة ومجلة وفي المناسبات ملاحق »وثقافة وإبداع وحضارة ثروة ومتاحف مصر.. لا شئ؟! يعد كارثة.. لا تتوافق مع تاريخ مصر.