لأنني أحب فاروق حسني بحق وحقيقي وأتمني له من أعماق قلبي وأدعو له بأن يفتحها الله في وجهه ويجعل الناشفة خضرا في إيده قادر يا كريم، فإنني كما أدعو له أدعوه بأن يتقدم باستقالة سعادته حتي يترك لنا قدوة طيبة ويصبح لإخوانه الوزراء أسوة حسنة ويؤسس ويدشن في بلادنا المحروسة ثقافة جديدة علينا وهي ثقافة الاستقالة.. فالمفروض أن كل مسئول أهل لهذه المسئولية وطبعاً كل مسئول يسيل في عروقه الدم لا يقبل بالخطأ، خصوصاً النوع الجسيم منه الذي لا يغتفر ولا يستطيع الناس أن يغطرشوا عليه، ولو سمح لي معالي الوزير فاروق حسني بأن أعدد له الحوادث الكبري والمصائب العظمي التي وقعت وشهدها عهده السعيد، وكل منها كفيل بإسقاط ليس وزير الثقافة نفسه ولكن الوزارة بأكملها، ولأن مقالي علي صفحات الدستور قد لا يتسع لذكر هذه المصائب كلها فإنني سأكتفي بالبعض منها وأولها وأخطرها قصر ثقافة بني سويف أو أسيوط، لم أعد أذكر علي وجه الدقة، ولكن ما أذكره جيداً هو تعرض 27 مبدعاً مصرياً في عمر الزهور لعملية الشواء وهم أحياء بفضل عدم وجود أي وسائل للأمان في القصر المذكور وبالطبع هذا الحادث سياسي مسئول عنه الوزير شخصياً وليس رئيس قصور الثقافة.. وأيضاً حريق «المسافر خانة» الذي أتي علي أثر لا أعتقد أننا سنعوضه علي الإطلاق، وعندك أيضاً انهيار قبة المسرح القومي ولولا العناية الإلهية لذهب ضحية هذا الحادث عدة عشرات من العاملين والفنيين والفنانين بالمسرح القومي، وتبقي الكارثة الأعظم والمتعلقة بشخص السيد الوزير، وهي المصيبة التي واكبت ترشح فاروق حسني لليونسكو وساعتها جفت الأقلام وبُحت الأصوات تدعو إلي عدم ترشح فاروق حسني لهذا المنصب وتقديم أي شخصية مصرية بديلاً عنه ولكنه العناد الذي لا يورث سوي الكفر وانتظرنا أن يدشن فاروق حسني ثقافة الاستقالة ولكنه اختار بدلا منها أن يدشدش هذه الثقافة وأعطي نموذجاً لا نتمني له أن يتكرر في أي وزارة مصرية فكم الإخفاق والإهمال والتسيب يقابله وجود دائم ومستمر ومستديم، وهو أمر يغيظ الناس في بر مصر وكأنهم موعودون بما يفقع مراراتهم ويمرر حياتهم وكأن الحكومة تخرج لسانها للناس وتشمت فيهم وتزيد من حالة الجفاء بل العداء بينها وبين البسطاء من أجل مصر «لقد تعرض متحف محمد محمود خليل وللمرة الثانية للسرقة وعلي الرغم من وجود ما يقرب من الخمسين كاميرا للمراقبة فإن اللوحة إياها تمت سرقتها في عز النهار وبالطبع ذهب ضحية الحادث أحد المسئولين عن الفنون التشكيلية بالوزارة.. وياعيني عليك يا عم فاروق حسني وبراءة الأطفال في عينيك وكأنك ليس لك بالأمر أي دخل أو علاقة ولو أنك يا معالي الوزير اتخذت من زميل لك حديث عهد بالوزارة هو الدكتور أحمد زكي بدر أسوة حسنة وقمت بجولات تفقدية وزرت المتاحف والأسبلة والمناطق الأثرية في جولات مفاجئة لربما تغير الوضع والتزم الجميع وفكر البعض ألف مرة قبل أن يمد يديه ويخرب كاميرات المراقبة ويمد يديه نحو تحفة فنية تاريخية لا تقدر بثمن علي الإطلاق ولهذا كله فإنني أتمني لو تقدم علي خطوة سوف نؤيدك فيها ونباركك، وربما أقمنا لك تمثالا أمام أهرامات مصر العظيمة باعتبارك المسئول الأول الذي شعر بنبض الناس ورغبة الناس وتقدم باستقالته، ساعتها سوف يصبح فاروق حسني عند البسطاء من أهل مصر فرخة بكشك وعند غيره من المسئولين قدوة نتمني أن تكون حسنة فيحذو حذوه الآخرون. أما عملية الطناش والتمسك بالكرسي حتي النفس الأخير فقد أصبحت عملية مملة أشبه بالنكتة البايخة وبصراحة المسائل باخت في كل مجال وفي كل المستويات زيادة عن اللزوم.. مش كده ولا إيه!؟ يظهر أنه.. إيه؟!