يخطئ من يعتقد أن نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته أقل ديكتاتورية وقسوة وبطش من رئيسه السابق صدام حسين. الذي ربما كان اقل عنفا وتشدد من المالكي،لاسيما أن المالكي استحدث أفضل الطرق والأساليب للتنكيل بالعراقيين خاصة السنة منهم،وهذا ما يؤكده المشهد السياسي العراقي ومنذ استلام النوري للحكم في العراق، فقد ذكرت صحيفة "النيويورك التايمز" الأمريكية في تقرير صحفي نشرته الأسبوع الماضي عن الأوضاع المزرية في المعتقلات والسجون العراقية، استعرضت من خلاله نشاط القوى الأمنية العراقية المتزايد في الاعتقالات والتي طالت السنة وذلك كان بأمر مباشر من نوري المالكي حامي حمى الصفوية في العراق الجريح، وأضافت الصحيفة بأن أعداد المعتقلين آخذ في الازدياد باستمرار خاصة في السجون السرية الواقعة في شمال البلاد وسجون أخرى في بغداد، ونسبت "النيويورك تايمز" لمسئولين عراقيين وأمريكيين قولهم": أن تعذيب المعتقلين العراقيين استمر حتى تمكنت وزيرة حقوق الإنسان العراقية وجدان سالم ومسئولون من الجانب الأمريكي من الدخول للسجن الشهر الماضي، وأضافت الصحيفة في ثنايا تقريرها بأن دبلوماسيون أميركيون زاروا السجن المذكور ومارسوا ضغوطا على حكومة المالكي كي تقوم بالتحقيق في الظروف التي أدت إلى إيجاد تلك السجون وسوء المعاملة التي تلقاها المعتقلون السنة والبالغ عددهم والذين تم كشف أمرهم يتجاوز 650 معتقل".وفي تصريح للعضو السني في محافظة نينوى في البرلمان العراقي أسامه النجيفي صرح لإحدى الصحف العربية:" بأن وجود السجون السرية يعد مثالا صارخا للديكتاتورية السائدة في البلاد، مضيفا أن السجن يكشف بأن القوى الأمنية والجيش العراقي لديهما قبضات حديدية خارج إطار الدستور،كذلك أوضح امتثال النجيفي وفي مقابلة هاتفية مع النيويورك تايمز بأن الاعتقالات العشوائية للسنة والتي حدثت في أكتوبر الماضي وبدون أي مذكرات أو مسوغات قانونية وبشكل فوضوي وأنه دعا الحكومة لإجراء تحقيقات في الأمر في حينه،ولكن نداءاته ذهبت إدراج الرياح"، إلا أن النيويورك تايمز أكدت وأوضحت في نفس الوقت :" أن التعذيب وإساءة معاملة المعتقلين آمر شائع في العراق، كما أن وزارة حقوق الإنسان العراقية سجلت 505 حالات تعذيب وأقصى هذا في عام 2009م وحده متسائلة عن احتمالات وجود سجون سرية عديدة في أنحاء البلاد أمر بإنشائها المالكي".ويبقى أن أقول أيها السادة:" وبالرغم من كل تلك الكوارث التي حلت بالعراق والتي كان سببها الرئيسي رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي الا انه لا يزال مصر على تشبثه بالكرسي الرئاسي وبغض النظر عن أي انتخابات يمكنها ان تزيحه وتبعده عن المشهد السياسي ناهيك عن كونه يعتمد أساسا على المارد الإيراني والذي لم يكمل بعد أجندته في العراق والتي خير من ينفذها ويشرف على مفرداتها الرئيس المالكي والمنتخب من إيران؟".