بدأت ايرانوروسيا يوم 21 اغسطس/آب تدشين اول محطة كهروذرية ايرانية في بوشهر، وذلك بعد مرور اكثر من 30 عاما منذ الشروع في تشييدها الذي تسنى انجازه بمساعدة خبراء روس. وتجري مراسم التدشين بحضور رئيس الوكالة الايرانية للطاقة الذرية على اكبر صالحي ورئيس شركة "روس آتوم" الروسية سيرغي كيريينكو ومراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وانطلقت اليوم المرحلة الاولى لتشغيل محطة بوشهر تحت رقابة خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذين قاموا مؤخرا بفتح حاويات الوقود النووي المستورد من روسيا. فيتم حاليا ضخ الوقود الى المحطة لشحن الدفعة الاولى من الوقود اللازم لتشغيل المفاعل (حوالي 75 طنا). ومن المقرر ان تستمر اعمال الشحن حتى يوم 23 سبتمبر/ايلول المقبل تمهيدا للشروع في تشغيل المفاعل. وقال كيريينكو خلال مراسم تشغيل محطة بو شهر ان روسيا وفت بالالتزامات التي اخذتها على عاتقها وأتمت عملية انشاء المحطة. واعلن كيريينكو قائلا " نباشر اليوم بمرحلة تشغيل محطة بو شهر الكهرذرية. ويعتبر هذا اليوم يوما خاصا للخبراء الروس والايرانيين، علما ان مشروع محطة بو شهر هو مشروع فريد من نوعه لا مثيل له في العالم". وقال كيريينكو ان اقلاع المفاعل وبدء اعمال انتاج الطاقة سيتم حتى نهاية العام الجاري، مؤكدا ان جميع الاعمال تجري حسب الجدول الزمني المقرر له الذي تم تنسيقه مع الجانب الايراني. واكد كيريينكو انه لا يوجد اي احتمال لاستخدام المحطة لأغراض غير سلمية، مضيفا قوله "لا يوجد هناك اسئلة لدى احد من الخبراء النوويين في العالم حول احتمال استخدام محطة بوشهر لاغراض غير سلمية، بل من الواضح انه لم يكن مثل هذا الاحتمال موجودا من قبل ولا يوجد حاليا". وشدد المسؤول الروسي على ان محطة بو شهر "لم تشملها ابدا اي عقوبات او تقييدات، فقد قرر مجلس الامن الدولي ألا تشمل اي عقوبات دولية على هذه المحطة". من جانبه وصف علي أكبر صالحي رئيس الوكالة الايرانية للطاقة الذرية هذا اليوم بالتاريخي. واعرب عن شكره لروسيا والشعب الروسي على مساعدة ايران في تشييد المحطة الذرية وامتلاك التكنولوجيلات الحديثة. والجدير بالذكر ان عملية انشاء محطة بوشهر قد بدأت عام 1974 بمشاركة مؤسسةKraftwerk Union A.G. ( Siemens /KWU ) الالمانية. وقامت المؤسسة عام 1980 بالغاء الاتفاقية مع الجانب الايراني بسبب اتخاذ الحكومة الالمانية قرارا بالانضمام الى الحظر الامريكي على توريد المعدات الى ايران. وشهدت سنة 1992 بدء المحادثات بين طهرانوموسكو حول مشاركة روسيا في هذا المشروع. وقد وقعت شركة "زاروبيج أتوم انيرغوستروي" الروسية ومؤسسة الطاقة الذرية الايرانية عام 1995 اتفاقية استكمال انجاز إنشاء الوحدة الاولى في المحطة. كما تعهدت روسيا بتوريد مفاعل واحد من طراز "مفاعل مائي – 1000"، بالاضافة الى توريد الوقود النووي اللازم لتشغيله وإعداد الخبراء الايرانيين. واتفقت روسياوايران في فبراير/شباط عام 1998 على ان روسيا الاتحادية لا تساعد في إنشاء المحطة فحسب، بل وتقوم بانجاز المشروع كاملاً. وتمكنت شركة "اتوم ستروي اكسبورت" والشركات المقاولة الاخرى من ايجاد التكامل بين المعدات الروسية وما كان قد نفذ بحسب المشروع الالماني والاستفادة من 12 ألف طن من المعدات الالمانية. ويذكر ان انشاء محطة "بوشهر" الكهرذرية بكل مراحلها كان يجري تحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبرغم ذلك لم يكن هذا كافيا لمنع بعض الدول الغربية وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة من التعبير عن قلقها تجاه مشروع محطة بوشهر. وجددت واشنطن تحذيراتها بشأن هذا الموضوع في مارس/آذار الماضي على وجه الخصوص، حيث كانت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون صرحت اثناء زيارتها الى موسكو بانه "من السابق لاوانه تحقيق اي مشاريع (مشتركة مع ايران) في مجال الطاقة نظرا لرفض طهران ازالة قلق الاسرة الدولية بخصوص برنامجها النووي"، حسب قولها. غير ان واشنطن عدلت من موقفها فيما بعد، حيث اعلن المتحدث باسم الخارجية الامريكية مارك تونر عشية تدشين محطة بوشهر أن الولاياتالمتحدة تعتبر تشييد المحطة مشروعا نوويا مدنيا، مؤكدا ان الادارة الامريكية لا تربط بين هذا المشروع وبين اعمال تخصيب اليورانيوم التى تجريها ايران. واوضح تونر ان بناء المحطة "يمثل في الواقع نموذجا" لتنمية قطاع الطاقة النووية دون تطوير تكنولوجيا الدورة الكاملة لانتاج الوقود النووي، مما يعتبر نموذجا مماثلا لما اقترحه سداسي الوسطاء الدوليين على الايرانيين.