أطلقت إيران محطتها النووية الأولى التى أنشأتها روسيا فى «بوشهر» جنوب البلاد، على الرغم من العقوبات الدولية التى تستهدف برنامج طهران النووى. وأعلنت المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية فى بيان أن عمليات تزويد محطة «بوشهر» النووية الإيرانية بالوقود بدأت بحضور نائب الرئيس على أكبر صالحى وسيرجى كيريينكو، رئيس الوكالة النووية الروسية (روساتوم)، التى تولت إدارة بناء المحطة. وببدء هذه العملية الأولى لتزويد المفاعل بالوقود، أصبحت «بوشهر» رسميا منشأة نووية. ورحب «صالحى» بهذا اليوم «المميز» وشكر روسيا «لمواكبتها الشعب الإيرانى» فى بناء المحطة، بينما اعتبر كيريينكو أن إطلاق المحطة يشكل «حدثا تاريخيا». ويفترض أن يستغرق تحميل 163 من قضبان الوقود فى قلب المفاعل بإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حوالى أسبوعين وينتهى حوالى الخامس من سبتمبر، بينما يحتاج المفاعل إلى أسبوعين بعد ذلك ليبلغ 50% من طاقته وليتم ربط المحطة، التى تبلغ قدرتها 1000 ميجاوات بشبكة الكهرباء نهاية أكتوبر أو مطلع نوفمبر، حسبما ذكر الناطق باسم المنظمة الإيرانية على شيرزاديان. يأتى تدشين المحطة بعد 35 عاما على بدء أعمال بنائها، التى كانت تقوم بها ألمانيا فى عهد الشاه وتوقفت بعد الثورة الإسلامية فى 1979 ثم الحرب ضد العراق (1980-1988) قبل أن تتولى روسيا إنشاءها فى 1995. وستبقى المحطة سنوات تحت الرقابة المشتركة للتقنيين الروس والإيرانيين، وبررت موسكو هذا الوضع بضرورة تدريب إخصائيين إيرانيين. من جهته، قال نائب وزير الخارجية الروسى سيرغى ريابكوف فى موسكو إنه «من المضمون 100%» أن هذه المحطة ستستخدم فقط لأهداف مدنية. ويقول خبراء إن تشغيل المفاعل الذى تكلف بناؤه مليار دولار لن يجعل إيران أقرب إلى صنع قنبلة نووية لأن روسيا ستمدها باليورانيوم المخصب للمفاعل ثم ستتسلم منها الوقود المستنفد، الذى من الممكن استخدامه فى صنع البلوتونيوم، الذى يستخدم بدوره فى صنع أسلحة. واعتبر الخبراء فى المجال النووى أن نشاطات إيران النووية الأخرى، مثل تخصيب اليورانيوم، تمثل خطرا أكبر بكثير من محطة «بوشهر». قال مارك فيزباتريك، الخبير فى المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية فى لندن، إن «المحطة يمكن أن تشكل تهديدا إذا استخدمتها إيران لأغراض أخرى»، ومنها على سبيل المثال، صنع البلوتونيوم الذى يمكن استخدامه فى صنع السلاح الذرى، ولكنه أضاف: «فى هذه الحالة المحددة ستعرف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بذلك». وسيكون مفتشو وكالة الطاقة الذرية، الذين يراقبون الأنشطة الإيرانية النووية المعلنة موجودين لدى إدخال الوقود النووى فى مفاعل «بوشهر» لمراقبة جميع عمليات الإنتاج والتأكد من إرسال الوقود المستخدم إلى روسيا. ويقول مارك هيبس من مركز أبحاث «كارنيجى انداومنت» إن «كل مفاعل نووى يشكل من الناحية النظرية تهديدا، نظرا لأن الوقود المستخدم يمكن سحبه وإعادة استخدامه لصنع البلوتونيوم، الذى يدخل فى صنع القنابل الذرية»، ولكنه يضيف أنه خلال السنوات الخمسين الماضية «لم يقم أحد باستخدام وقود محطة نووية خاضعة لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لصنع قنابل». فى هذا الإطار، ذكرت صحيفة (السياسة) الكويتية الصادرة أن الكويت أبدت قلقها من بدء تزويد روسيا المفاعل النووى الإيرانى فى «بوشهر» بالوقود النووى، اعتبارا من أمس السبت لتشغيله، ونقلت الصحيفة عن مصدر حكومى رفيع المستوى قوله: «إن الكويت تبدى تخوفها الكبير من تشغيل المفاعل الإيرانى وما يترتب على ذلك من مخاطر استهدافه وفق أكثر التوقعات العالمية وما يترتب على ذلك من مخاطر وكوارث تلحق بالكويت والدول الخليجية الأخرى القريبة من المفاعل النووى الإيرانى، خاصة أن المفاعل الإيرانى فى «بوشهر» لا يبعد أكثر من 80 كيلومترا عن الحدود الكويتية». على صعيد متصل، ذكرت وزارة الخزانة الأمريكية أن مسؤولين أمريكيين اختتموا الجمعة جولة شملت ثمانى دول للدفع باتجاه تطبيق عقوبات الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووى المثير للجدل.