تحيي جمهورية أوسيتيا الجنوبية الذكرى المأساوية الثانية للعدوان الجورجي على أراضيها الذي أودى بحياة مئات الأبرياء. واليوم وعلى الرغم من مرور عامين على هذه المأساة، إلا أن الألم لا يزال حاضرا في قلوب الأوسيتيين الذين عاشوا بشاعة الحرب بكل تفاصيلها. واقيمت في موسكو والعاصمة الاوسيتية الجنوبية تسخينفال ليلة 8 اغسطس/آب مراسم الحداد في ذكرى ضحايا العدوان الجورجي على البلاد الذي اطلق عليه اسم "حرب الايام الخمسة". وكانت جورجيا شنت عملية عسكرية ضد اوسيتيا الجنوبية ليلة 8 اغسطس/آب عام 2008 بمشاركة حوالي 17 الفا من الجنود المدعومين بمئتي دبابة ومصفحة وطائرات حربية من طراز "سو - 25". وتعرضت العاصمة تسخينفال الى القصف العنيف باستخدام شتى انواع الاسلحة، حيث وجهت ضربات الى احياء سكنية ومؤسسات طبية ومدارس ومنشآت النقل، مما اسفر عن تدمير اكثر من 2500 منزل سكني وعشرات المدارس والمستشفيات والكنائس التى حاول المواطنون الاختباء فيها. ودخلت القوات الروسية منطقة النزاع في اليوم ذاته للدفاع عن المواطنين الروس القاطنين في اوسيتيا الجنوبية ودعم قوات حفظ السلام الروسية في المنطقة. ويوم 9 اغسطس/آب بدأت روسيا عملية "حمل جورجيا على السلام"، وبعد 4 ايام من المعارك انسحب الجنود الجورجيون من اراضي اوسيتيا الجنوبية. واودت "حرب الايام الخمسة" بحياة 67 عسكريا روسيا و90 من الجنود الاوسيتيين الجنوبيين. وما زالت مشاهد الدمار ماثلة للعيان برغم عملية اعادة البناء التي تسير على قدم وساق. فالناس هناك يحاولون العبور بذاكرة الحرب نحو مستقبل يأملون بأن يكون مشرقا.