تعتبر النفايات من ملوثات البيئة حيث عمدت بعض الدول الصناعية علي التخلص من نفاياتها بطرق عديدة منها دفنها في مدافن تحفر لهذه العملية وذلك في ألمانياوهولندا وأمريكا. ولكن مع تزايد النشاط الصناعي في القارة الأوروبية وأمريكا تزايدت كميات النفايات الضارة من الصناعات المختلفة وتزايدت مشكلات التخلص منها في أراضي الدول التي تنتجها وكان الحل هو دفن هذه النفايات وخاصة النفايات النووية في أراضي بعض الدول وخاصة دول القارة الأفريقية. فمع بداية الخمسينيات من القرن المنصرم بدأ استخدام الطاقة النووية في التوسع وكان من أبرز المشاكل التي واجهت هذا الاستخدام سواء في الأغراض السلمية أو العسكرية هو التخلص من هذه النفايات. وتتنوع مصادر النفايات المشعة ومنها محطات القوي النووية ودورة الوقود النووي. استخراج الخامات النووية "اليورانيوم" وينتج عن هذه الأنشطة المرتبطة بهذه المصادر بعض النفايات وتتعدد طرق التخلص من هذه النفايات المشعة منها الدفن في مطامير دائمة في أعماق مختلفة والدفن تحت الجليد والدفن تحت قاع المحيطات. ولا شك أن الدفن في مطامير دائمة في التكوينات الجيولوجية هي الطريقة التي تحظي باهتمام الدول وتلجأ إليها لدفن مثل هذه النفايات. ونظرا إلي أنه قد أصبح لا يوجد في هذه الدول مدافن دائمة فإنها تلجأ إلي دفن هذه النفايات في بعض دول العالم الثالث ومنها الدول الأفريقية. فقد قامت الدول الصناعية المتقدمة في أوروبا بدفن النفايات النووية في القارة الأفريقية في الكاميرون وموزمبيق وأفريقيا الوسطي. وأصبحت بعض الدول في آسيا وأوروبا مهتمة بالقارة الأفريقية لدفن هذه النفايات مثل اليابان وكوريا الجنوبية وألمانياوفرنسا ففي السبعينيات من القرن الماضي قامت استراليا بدفن النفايات النووية في الأراضي السنغالية مقابل ملايين الدولارات وكذلك في موزمبيق والصومال. وانتشر تجار النفايات النووية في القارة الأفريقية للحصول علي الأموال وتقديم تلك الأموال لبعض الدول دون الاهتمام بصحة المواطنين. وانعكس دفن النفايات النووية علي المواطنين في هذه الدول بإصابة الأطفال بالإيدز وسرطان الدم حيث يوجد نحو 39% من أطفال موزمبيق مصابين بالايدز ونحو 33% بسرطان الدم وعلي ضوء ذلك تبرز أهمية العمل علي معالجة النفايات النووية بالأساليب العلمية وهي العزل الذي يؤدي للتحلل لفترة زمنية محددة حتي يصل النشاط الاشعاعي إلي مستوي آمن ومن ثم التخلص منه في مواقع خاصة ضمن شروط معينة. وكذلك العمل علي عدم التوسع في استخدام الطاقة النووية في توليد الكهرباء والعمل علي تقليل استخدام هذه الطاقة في بعض الدول مثل فرنسا والتي تنتج نحو 77% من الطاقة الكهربائية بواسطة المفاعلات النووية. وفضلا عن ذلك دفن النفايات في مناجم عميقة تحت الأرض في أعماق تصل إلي 1000 متر تحت سطح الأرض كما تقوم بذلك هولنداوألمانيا والبحث عن مصادر بديلة للطاقة النووية.