أكدت احتفالية "القدس وثقافة المقاومة" التى استهل بها اتحاد كتاب مصر مؤتمره السنوى عن القدس، أن المخزون الفكرى والمادى فى الشارع العربى –إذا حررت طاقاته– يكفى لتحرير فلسطين فى زمن قياسي، وأن دولة الاحتلال تصلح للهزيمة لأنها هشة. وأشار سياسيون ومثقفون مصريون وعرب إلى أن القدس المعقل الأخير للمقاومة العربية للحفاظ على الهوية ووقف التشويه والترهل الذى أصاب الجسد العربى على مختلف الأصعدة. ويشارك فى المؤتمر، الذى يستمر ثلاثة أيام، عشرون باحثا يقدمون أبحاثا حول الأبعاد المختلفة للقضية الفلسطينية وقضية القدس خصوصا، على أن يشارك شعراء عرب فى اليوم الختامي. وشدد رئيس اتحاد كتاب مصر محمد سلماوى على أن "الحق لا بد أن ينتصر فى النهاية"، واستشهد بصلاح الدين الأيوبى الذى حرر القدس من الصليبيين قبل نحو ثمانية قرون. وفى هذا الإطار أكد وكيل وزارة الثقافة الفلسطينية المتوكل طه أن القدس عنوان رفيع يلتف حوله العرب لأنها تتعلق بجوهر الوجود العربي. وانتقد غياب الإرادة العربية لتحرير القدس والاكتفاء بإدارة الأزمة، مؤكدا أن ذلك قد يؤدى إلى ضياع هذه المدينة التى أصبحت عرضة للاختراق وطمس الهوية أكثر من أى وقت. وخلال الافتتاح تسلمت أسرة المفكر المصرى الراحل د. عبد الوهاب المسيرى درع "جائزة القدس" التى أعلن عن فوزه بها قبل شهرين من وفاته فى يوليو 2008. ويمنح اتحاد الكتاب والأدباء العرب هذه الجائزة سنويا لشخصية ثقافية عربية بارزة. وتسلم وزير الثقافة المغربى بنسالم حميش "جائزة نجيب محفوظ للكاتب العربي" التى يمنحها اتحاد كتاب مصر سنويا لكاتب عربى من خارج مصر على مجمل إنجازه الإبداعى والفكري. وقال اتحاد كتاب مصر فى بيان إنه منح الجائزة لحميش القاص والروائى البارز "تقديرا لما قدمه فى الإبداع الشعرى والروائى والبحثى والفلسفة والتاريخ"، وتبلغ قيمة الجائزة عشرة آلاف دولار وهى أعلى الجوائز التى يمنحها اتحاد كتاب مصر وفاز بها فى السنوات الماضية الأديب السورى حنا مينه والشاعر الفلسطينى سميح القاسم والشاعر السودانى محمد الفيتوري. وتسلم المصرى محمد عبد المطلب "جائزة رجاء النقاش للنقد" وقيمتها عشرة آلاف جنيه مصرى (نحو 1812 دولارا) وتمنحها أسرة الناقد المصرى الراحل رجاء النقاش بالتعاون مع دار الشروق وفاز بالجائزة فى دورتها الأولى عام 2008 الناقد المصرى عبد الحميد إبراهيم. وشارك فى المؤتمر مفكرون وأدباء وسياسيون يتقدمهم وزير الدولة للشئون القانونية الدكتور مفيد شهاب، وحضر الافتتاح ممثل عن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى هو الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين السفير محمد صبيح.