المالكى إلى جانب جثمان العبيدى وسط أجواء من الحزن والألم نظمت فى بغداد، أمس السبت، جنازة رسمية لحارث العبيدى رئيس كتلة جبهة التوافق البرلمانية السنية الذى اغتيل ظهر الجمعة داخل أحد المساجد بغرب مدينة بغداد. وجرت مراسم التشييع داخل بناية مجلس النواب العراقى وشارك فيها عدد كبير من المسؤولين الحكوميين وبرلمانيون من مختلف الكتل البرلمانية يتقدمهم رئيس الوزراء نورى المالكى ورئيس مجلس النواب أياد السامرائى ونائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي. وحمل حرس الشرف جثمان العبيدى وجثمان مرافقه وسكرتيره الشخصى وزوج اخته باسل فاضل الدليمى الذى قتل معه فى الهجوم. ووضع الجثمانان على سيارة خاصة لتنطلق بهما إلى حيث مثواهما الاخير.ولم تشهد مدينة بغداد ومنذ عام 2003 جنازة رسمية كالتى جرت للعبيدي. وكانت الأوساط السياسية العراقية على اختلاف مشاربها قد نعت العبيدى واستنكرت الاغتيال. وقال المالكى فى مراسم التشييع إن العبيدى "رحمه الله كان نقطة التقاء وكان دائم الحرص على سلامة المسيرة ووحدة الموقف ووحدة الصف". ووصف السامرئى اغتيال العبيدى بأنه "ضريبة نحن نتحملها ومستعدون ان نمضى فى تحملها". وأضاف أن العبيدى كان الصوت "المعتدل الرافض للتطرف والتعصب للطائفية، وما يدعو للأسف أن هذا الصنف من الرجال هو الذى يستهدف ويتعرض للاغتيال والتصفية". وعمل العبيدى نائبا لرئيس لجنة حقوق الانسان البرلمانية. وكان من أشد الداعين والمدافعين عن حقوق الانسان. وانتقد العبيدى مؤخرا الاختراقات التى قيل إنها تحدث داخل السجون العراقية وعمليات الاعتداء الجنسى والتعذيب وانتزاع الاعترافات بالقوة التى تمارس ضد السجناء. كما طالب العبيدى مرارا باطلاق سراح جميع السجينات العراقيات من السجون. ووصف عبد المهدى نائب رئيس الجمهورية العبيدى بانه "كان أحد أركان العملية السياسية والاعتدال السياسى وركن مهم فى مجلس النواب". وكانت تحذيرات صدرت من قبل سياسيين ومراقبين عراقيين وأجانب حذرت من احتمال تزايد وتيرة العنف فى المرحلة التى ستعقب انسحاب القوات الامريكية من المدن والقرى العراقية بنهاية الشهر الجارى وقبل الانتخابات البرلمانية التى ستجرى ببداية العام المقبل. وقال النائب المستقل الشيعى الشيخ خير الله البصرى إن اغتيال العبيدى يراد منه "إعادة العملية إلى سابق عهدها المتزمت". ووصف الاغتيال بأنه "اغتيال للاعتدال واغتيال لحالة التوافق ولحالة الجمع المراد تحقيقها بين العراقيين". واغتيل العبيدى بالرصاص على يد مسلح مجهول داخل مسجد الشواف فى منطقة اليرموك بغرب بغداد بعد صلاة الجمعة. وقال شهود عيان ومصادر فى الشرطة إن المسلح اقتحم المسجد بعد صلاة الجمعة واقترب من العبيدى الذى كان قد انتهى من الصلاة وأطلق النيران عليه من مسدس مما اسفر عن مقتله على الفور واربعة اخرين داخل المسجد. وانتخب العبيدى وهو العضو المستقل فى جبهة التوافق الممثل الرئيسى للسنة العرب فى مجلس النواب قبل اسابيع رئيسا للكتلة البرلمانية للجبهة خلفا لرئيسها السابق اياد السامرائى الذى تم انتخابه رئيسا للبرلمان منتصف ابريل نيسان من هذا العام خلفا لمحمود المشهدانى الذى استقال من منصبه بنهاية ديسمبر كانون الاول من العام الماضي. والعبيدى رجل دين فى منتصف العمر عرف بوسطيته وبخطابه المعتدل وهو امام وخطيب مسجد الشواف.