تتجه الأنظار غدا إلى محكمة أمن الدولة العليا طوارئ بجنايات شمال القاهرة حيث إصدار الحكم على عبد الرحمن عثمان موسى عمران فرغلي أبو عقرب والمشهور إعلاميا ب "أبو عقرب. تعقد الجلسة برئاسة المستشار عبد الله أبو هاشم وعضوية كلا من المستشار سعد مجاهد والمستشار هاني عبد الرحمن البرديني وأمانة سر كلا من مصطفي شوقي وأيمن القاضي. ترجع أحداث القضية إلى عام 1992, وذلك عندما أتهم "أبو عقرب" – 49سنة – حاصل على بكالوريرس تجارة جامعة أسيوط كما هو مبين في أمر الإحالة بالانضمام إلى الجماعات الإسلامية وترقى داخل الجماعة حتى وصل إلى رتبة "القائد العسكري" للجماعة الإسلامية. وكان يهدف إلى تعطيل السلم العام والخروج على الحاكم وقلب نظام الحكم والتخطيط والاشتراك في قتل العميد شريف محمد فهمي قائد قوات أمن أسيوط وكذلك أمين الشرطة حسن سعد أثناء محاولة المجنى عليهما القبض عليه وعلى أفراد الجماعة في إحدى المطاردات. وكذلك الاشتراك في اغتيال اللواء محمد عبد اللطيف الشيمى مساعد مدير أمن أسيوط, بالإضافة إلى تورطه فى هجمات متعددة على قوات الأمن واستهداف الأجانب من خلال الهجوم على أحد أوتوبيسات الأجانب في مدينة قنا, والاشتراك بأحداث العنف في أسيوط خلال تلك الفترة, وحيازة أسلحة نارية وذخائر ومفرقعات. وبعد هذه السلسة الطويلة من الاتهامات قرر "أبو عقرب" الهرب بين الزراعات والجبال في أسيوط وحكم عليه بالإعدام غيابيا, واستمر هروبه 15عاما حتى قام بتسليم نفسه عام2007 ليتم إعادة محاكمته. وخلال الجلسة كانت النيابة قد استمعت إلى أقوال شهود الإثبات في الواقعة وهم حسن عثمان والمحكوم عليه بالإعدام بعد اتهامه بقتل اللواء محمد عبد اللطيف الشيمي نائب مدير أمن أسيوط والذي أقر أنه لا يعلم شيء عن "أبو عقرب" وأنه ذكر اسمه في التحقيقات لإبعاد أعين أجهزة الأمن عن الحقيقة وعن أعضاء الجماعة الأصليين. كما أكد الشاهد الثاني عامر عبد الرحيم أن أبو عقرب كان يعمل معه في بناء أحد المساجد ب"أبوتيج" وأثناء وقت الاستراحة سمعوا في إحدى الإذاعات الأجنبية مقتل نائب مدير أمن أسيوط ليفاجئوا بعدها بقيام الشرطة بمحاولة القبض علي أبو عقرب لاتهامه في القضية. وأيضا مهران علي محمد والذي أكد أن "أبو عقرب" هرب بعد أن اتهمته الشرطة بجريمة القتل واختبأ عنده لمدة ثلاثة أشهر ثم غادر مؤكدا أن أبو عقرب كان يعاني ضعف شديد في النظر منذ ولادته. وكذلك علي عبد الله صاحب مزرعة بالمنيا والذي أقر بأن أبو عقرب عمل لديه طوال فترة هروبه في المزرعة التي يمتلكها، وأنه لا يعلم اسمه الحقيقي لكنه كان يتمتع بسمعة حسنة، وأكد ايضا انه كان يعاني ضعف النظر وقام بإجراء العديد من العمليات في "قرانية" العين. وطلبت هيئة الدفاع عن المتهم والتى يرأسها المحامي عصام دربالة ضم ملف علاج المتهم بمستشفى القصر العيني الذي يثبت أن المتهم كان يعاني ضعف شديد في النظر منذ ولادته وأنه يعاني من عيب خلقي في النظر حتى أصبح الآن "كفيف" تماما، وأنه لا يستطيع التصويب والقتل بسبب ضعف نظره في تلك الفترة. جدير بالذكر أن هذه الدائرة هي ثاني دائرة تنظر القضية بعد إعادة محاكمة "أبو عقرب" بعد تنحي هيئة المحكمة الأولى والتي اتضح أن عضو الشمال – أحد المستشارين - كان رئيس النيابة في التحقيقات الجنائية التي أدين فيها المتهم غيابيا عام1995.