خلاص.. انتهت التكهنات حول مرشح الحزب الوطني في الانتخابات الرئاسية القادمة.. وجاءت إجابة السؤال: هل سيرشح الرئيس مبارك نفسه للمرة السادسة أم لا.. علي لسان مفيد شهاب وصفوت الشريف وأحمد نظيف.. والتي تتابعت خلال أيام قليلة.. دون فاصل زمني كبير.. فالدكتور نظيف أثناء لقائه بعض رؤساء تحرير الصحف الخاصة قال إنه لا بديل عن الرئيس مبارك.. ورئيس مجلس الشوري صفوت الشريف رأي أن مبارك أسطورة لن تتكرر.. وعاد بعدها بعدة أيام وقال لقناة المحور.. إن جميع القواعد الحزبية للوطني تؤيد ترشيح الرئيس مبارك لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة.. لكن لا قول بعد قول الرئيس ونحن في انتظار ما يقرره. كان من الصعب انتهاء هذه الحوارات المرسلة دون أن يدخل الدكتور مفيد شهاب حلبة الكلام.. فأعلن عدم وجود نية داخل الحزب لتعديل المادة 76 من أجل حالة استثنائية.. يقصد الدكتور البرادعي.. ومن يرد خوض الانتخابات مستقلا فعليه أن يتبع الخطوات التي حددها الدستور.. يعني باختصار مطلوب من البرادعي جمع 250 توقيعًا من أعضاء المجالس الشعبية والنيابية.. يبقي يقابلني. طبعًا عيب أن يدلو كل هؤلاء بدلوهم في موضوع الانتخابات الرئاسية.. دون تصريح للدكتور علي الدين هلال الذي قال إن الحزب الوطني غني بالكفاءات ولديه عشرات الشخصيات الجديرة بالترشيح لخوض انتخابات الرئاسة. التصريحات السابقة صادرة عن قيادات بارزة داخل الحزب وصدور هذا الكلام علي هذا التوالي يؤكد أن مهرجان الانتخابات الرئاسية قد تم افتتاحه رسميا داخل الحزب الوطني.. لذا بدأ إطلاق بعض التصريحات.. لكن هل سيفجر مبارك مفاجأة ويعلن عدم خوضه الانتخابات الرئاسية القادمة.. كل شيء جايز.. لكن كيف وهو الذي أعلن بقاءه في خدمة مصر حتي آخر نبضة في قلبه.. كما أنه لا يخلف وعوده.. وبسبب تلك الاحتمالات قال صفوت الشريف إنهم في الحزب الوطني في انتظار موافقة الرئيس علي ترشيحه.. كل شيء جايز. وإذا كانت الأمور داخل الحزب والحكومة والدولة تم حسمها علي النحو السابق بدلالة التصريحات السابقة.. فلماذا مارس الرئيس مبارك طريقته المعتادة في المباغتة وإضفاء الغموض علي تحركاته.. عندما أعلن في المؤتمر الصحفي في روما أن الله وحده يعلم من هو الرئيس القادم خلفًا له.. ولماذا لم يحسمها الرئيس وقتها.. أم أنه يفضل إعلان الحسم من القاهرة.. ربما.. لكن المؤكد أنه من الصعوبة أن تستمر أحوال البلاد والعباد علي هذا النحو.. والناس لا تعرف رأسًا من قدم.. بعد أن لاحظوا أن جمال مبارك بدأ يعاود الظهور ثانية.. بعد انقطاع دام أسابيع قليلة.. فكانت جولاته في بعض المحافظات.. وصحبتها بعض التصريحات الصادرة عنه لكنها كانت دون لون أو طعم. في تلك الأثناء عاد الدكتور البرادعي إلي القاهرة مرة أخري.. بعد غياب دام شهرًا ونصف الشهر.. ولا أجد تفسيرًا مقنعًا يبرر غيابه الطويل خارج مصر.. حتي إن وسائل الإعلام تكاد تتجاوز أخباره.. خاصة والقاهرة تشغي يوميًا بالأخبار والقضايا التي باتت تتجاوز في أهميتها أحيانًا مسألة البرادعي.. الذي أعلن عن نيته بدء جولة ميدانية يزور خلالها بعض المحافظات بشكل مفاجئ ويلتقي المواطنين.. وبدأنا نلحظ غياب تصريحات جماعية لمجموعته.. وبعد خبر وصول البرادعي من الخارج.. قرأنا عن سفره للخارج خلال الشهر القادم.. مما يبعده عن دائرة الاهتمام الإعلامي والجماهيري مرة أخري. تبدو الصورة في مصر الآن مرتبكة.. لكن ظني أن الأسابيع القليلة القادمة ربما تحمل مفاجآت في ملف الانتخابات الرئاسية.